وزير ثقافة لبنان.. هل تقبل ارتباط اسم بلادك بهذا العبث «السينمائي»؟!

وزير ثقافة لبنان.. هل تقبل ارتباط اسم بلادك بهذا العبث «السينمائي»؟!
وزير الثقافة اللبناني محمد وسام المرتضى

قبل عقود طويلة، قالت الثائرة الفرنسية مدام رولاند صاحبة الصالون الأدبي الشهير: «أيتها الحرية الحبيبة كم من الجرائم ترتكب باسمك».. واليوم نقول «أيها الفن كم من الجرائم ترتكب باسمك».

نعم فما حدث في لبنان الشقيق على مدار الأيام الماضية، لم يكن سوى «جريمة» مكتملة الأركان تحت مسمى «المهرجان اللبناني للسينما والتلفزيون».. بينما السينما والفن مما حدث براء.

والبداية كانت بدعوة من نقيب السينمائيين اللبنانيين نائب اتحاد الفنانين العرب، وعلى الفور لبى الراعي الكويتي النداء، من أجل دعم الشعب اللبناني الحبيب الصامد الأبي.

لكن الحصد لم يكن على قدر الحدث، بل جاء مخيبا للآمال، حين تحول الأمر من «مهرجان فني» إلى «مهرجان عائلي» للسيد نقيب الفنانين اللبنانيين وأبنائه، الذي استغل الحدث ليصنع لنفسه «الشو».. وكله على حساب الراعي الكويتي وبعض الرعاة الآخرين!

أما عن الحفل الرئيسي، والذي رعاه الفندق اللبناني المستضيف، فحدث ولا حرج.. حفل فقير فنيا لا يليق ولبنان.. بل لا يليق حتى بحفل مدرسي.. ثم كانت الصدمة، حيث حول مقدم ذلك الحدث الراقي - كما يفترض - إلى «وصلة من الردح» كما يقول إخواننا المصريين.. فراح الأخ مقدم الحفل يوزع الشتائم والسباب - كما الحلوى - على الدولة والحكومة والمسؤولين، وكأننا في «خناقة شوارع»!!

حضرة جناب النقيب يتهم الجميع في الدولة بأنهم لصوص.. رئيس ووزراء وسياسيين واقتصاديين.. وحتى الطيور في الجو والأسماك في الماء وجذور الأشجار تحت الأرض.. كلهم عند السيد النقيب لصوص.. لصوص بينما هو من استولى على أموال الراعي الكويتي.. يا لها من مفارقة!

أما المضحك المبكي في الأمر، فهو أن يكون لديك مهرجانا لبنانيا ثم تتفاجأ بأنه خال من أي فنان لبناني.. كمن يشرب قهوة بلا بن!

عذرا على كم علامات التعجب في هذه السطور.. فما حدث يجعل من هذا المهرجان المزعوم واحدة من عجائب الدنيا السبع.. التي صارت اليوم ثمانية!!

الغريب - بل والمخزي - أنه حينما اعترض الراعي الكويتي على عدم وجود اسمه كراع للمهرجان، رغم أنه تكفل بتكلفة السكن وتذاكر السفر للضيوف الحضور وتجهيز المكان، راح حضرة جناب النقيب، والذي استولى على أموال الراعي، يهدد «الكويتيين» الموجودين باستدعاء «ميلشيات أمل» لترهيبهم، وهو ما دفع الوفد الكويتي للانسحاب ومغادرة لبنان على الفور.

ثم يأتي المشهد «المخجل» حين ترى حضرة جناب النقيب، وهو يحرج الفنانين الذين حضروا من مصر وغيرها، على موائد الطعام والوجبات التي قدمتها بعض المطاعم كنوع من الرعاية، فيما راح يصورهم لاستغلالهم في أسوأ نوع من الدعاية «الرخيصة».

تصور.. نقيب فنانين.. يفترض أنه «رمز» و«قدوة» في الذوق والرقي.. يتحول إلى «قائد ميليشيا» يرهب ضيوف لبنان، الذين جاءوا حبا في هذا البلد العاشق للحياة والفن.

وهنا نتساءل، هل يقبل الفنانون والسينمائيون اللبنانيون أن يهان الوفد الكويتي وتسرق أمواله ويهدد؟ الكويت التي وقفت ومازالت تقف مع لبنان.. وهل حقا نقيب السينمائيين هذا يمثل كل السينمائيين والفنانين في لبنان؟

وهل يقبل العزيزين نقيب الفنانين في سوريا و نظيره الأردني وجموع الفنانين الأحباء في البلدين الشقيقين أن يتحدث نقيب السينمائيين اللبناني باسمهم، ويلوح بأنه من يحرك الأمور في النقابتين؟!

وهذا بلاغ إلى السيد رئيس مجلس النواب نبيه بري قائد حركة أمل.. إن نقيب السينمائيين يهدد ضيوف لبنان باستخدام القوة عبر ميلشيات أمل - وهي منه براء - مستغلا الاسم لغرض «البلطجة» لترويع السياح..

ونقولها بكل صراحة، إن الوفد الكويتي سيلجأ إلى القانون اللبناني - إذا كان لايزال هناك قانون ونظام - لاستعادة حقوقه كاملة ماديا.. وأدبيا، فما حدث لا يليق ودولة الكويت.. كما لا يليق ولبنان وشعبه.

وهنا يتوجب توجيه الحديث إلى السيد وزير الثقافة في لبنان، فهل يرضي معاليك أن يستغل اسم لبنان في مهرجان خطابي ردئ، بدعوى أنه مهرجان سينمائي كبير، بينما الحقيقة «المرة» أنه «مكلمة» استخدمها النقيب في اوجيه التهم والشتائم إلى الجميع.

السيد الوزير، هل يليق بلبنان أن يقام مهرجان يحمل اسم هذا البلد العريق، بينما ليست هناك لجنة تحكيم، تقضي وتقيم وتمنح الجوائز لأصحابها؟

الأمر مخجل بكل المقاييس، حتى ولو كانت الدروع المقدمة للفائزين - وبعضهم لم يكن مدرجا في المهرجان أصلا - هي دروع أشبه ما يكون بلعب الأطفال، ذات جودة أسوأ من سيئة.

وختاما، لابد من شعاع أمل - وليس ميلشيات أمل - إذ كان من المشرف أن نرى ذلك الموقف المحترم من السيد رئيس اتحاد الفنانين العرب مسعد فودة نقيب السينمائيين المصريين، والذي تواصل هاتفيا على الفور بالوفد الكويتي مطيبا بخاطر الجميع، متوعدا باتخاذ الإجراءات الحازمة تجاه هذا الموقف المخزي لنقيب السينمائيين اللبنانيين.

أهم الأخبار