«بدون» خوف ونفاق.. هوية الكويت في خطر

«بدون» خوف ونفاق.. هوية الكويت في خطر
د.يوسف العميري رئيس بيت الكويت للأعمال الوطنية
دكتور/ يوسف العميري

يقول المثل «الدريشة اللي يجيك منها دخان سدها».. وهو ما ينطبق على المشهد الحالي، حول ما يمكن تسميته «الهجمة المرتدة» - على حد قول محللي كرة القدم - بخصوص قضية البدون، ومحاولة تشويه صورة الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية.

فمن ناحية، قام الجهاز بدوره على أكمل وجه، وبذل الأعضاء برئاسة صالح الفضالة مجهودا كبيرا، للبحث والتحقيق والتدقيق، فحددوا من يستحق الحصول الجنسية الكويتية، ومن لا يستحق، وأوضحوا الأسباب.. وكله بالحجج والبراهين.

إذا، فالجهاز يسعى إلى «سد الدريشة» بمنح الحق لأصحابه، ورفع هذا العبء عن كاهل الدولة للحفاظ على هويتها.. وهذا أمر صاف كالحليب، لا يمكن لعاقل أن يعكره بكلام مشوب.

وأما من الناحية الأخرى، فهناك ممن يعلمون أنهم لا يملكون الحق في الحصول على الجنسية، يسكبون المزيد من الزيت على النار، كي يشتعل الموقف أكثر فأكثر، بل وراحوا يحرضون على الجهاز ورئيسه الوطني المخلص، ويشهرون به، ولا أكون مبالغا إذا قلت إنهم يدعون للعنف والخروج على القانون في وضح النهار.

إذا، فهؤلاء الذين يعلمون أن الحق ليس معهم، يريدون اغتصاب الحق، بـ«سد دريشة» الجهاز المركزي.. بل ويدعون إلى حله، كي يخلو لهم الملعب.

وقد اتخذ هؤلاء من وسائل التواصل الاجتماعي، منابر مفتوحة - ليل نهار - للتحريض، ولحشد رأي عام «افتراضي» من أجل الحصول على ما ليس لهم.

والغريب في الأمر هو وقوف بعض النواب إلى جانب «الباطل»، ودعم من لا يملكون الحق من أجل منحهم ما لا يستحقونه.. لكن كما يقال «إذا عرف السبب بطل العجب»، فهؤلاء النواب تربطهم صلة قرابة مباشرة ببعض «البدون»، لهذا فالمصلحة واحدة.. لكنها للأسف على حساب الوطن.. فالجميع يريد أن «يشرب» وعلى الكويت أن تدفع الحساب!!

والآن تبدو الصورة واضحة، إلا بالنسبة للدولة، التي غضت الطرف وأهملت هذا الملف «الملغم» على امتداد العقود الماضية، ما يهدد بطمس هوية الكويت، خصوصا في حقبة ما بعد الغزو، ما سمح لأصحاب جنسيات أخرى (إيرانيين وعراقيين وسوريين) استغلال هذه الثغرة، طمعا في ما ليس لهم!

والسؤال البديهي، لماذا تعجز الدولة (أو تتكاسل) عن اتخاذ قرارات قاطعة وحاسمة، بينما الأمر منتهٍ، خصوصا وأن الجهاز المركزي قدم الأدلة والبراهين التي لا تقبل الشك بخصوص من هو كويتي ومن هو غير كويتي.

وهنا أتحدث بلغة الحقائق، والتي تقول إن هناك من أخذ الجنسية الكويتية وهم لا يستحقونها، فحصلوا عليها إما بالمال وإما بالواسطة.. وهنالك من أخذها بالتزوير، فضلا عن مزدوجي الجنسية.. والجميع يعلم ذلك وكلنا شهودا.

أقولها ورزقي على الله، إننا نقف على أعتاب مشهد تاريخي، يتعلق بهوية الكويت، والواجب أن تتحرك الحكومة لتقوية ودعم الجهاز ورئيسه ذلك الرجل الوطني.. لا حل الجهاز والتشهير برئيسه.

وليس هنالك أبسط من مخاطبة الدول المعنية (العراق وسوريا والسعودية وإيران)، من أجل التعاون في هذا الملف الحساس، وتحديد من تثبت جنسيته التابعة لأي من هذه الدول، وترحيل من يجب ترحيله فورا، أو توفيق أوضاع من يستحقون الإقامة مع استخراج جوازات سفر رسمية من الدول التي ينتمون إليها، لتكون الأمور واضحة كالشمس بلا لبس ولا خلاف.

إلى من يهمه الأمر، الكويت على صفيح ساخن، والأوضاع لا تحتمل «الميوعة» والإمساك بالعصا من منتصفها، فالحق حق.

وللحديث بقية..

أهم الأخبار