في ذكرى التأسيس.. .نهضة إمارات الخير تزداد ألقا

في ذكرى التأسيس.. .نهضة إمارات الخير تزداد ألقا
دكتور / يوسف العميري

في العام 1966، وقف الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، عقب توليه حكم إمارة أبو ظبي، وجال ببصره في الأرجاء وهو يردد: «نستطيع بالتعاون وبنوع من الاتحاد، اتباع نموذج الدول الأخرى النامية».. .بهذه الكلمات رسم الراحل خارطة طريق، أو لنقل حلما بات حقيقة، وعززه أبناؤه من بعده هذه الرؤية، لتظل نهضة دولة الإمارات العربية المتحدة شامخة، وتحولت من نامية إلى متقدمة، بفضل الوفاء بالوعد والعهد والإيمان بالوطن.

ففي 1971م، قرر حكام ست من الإمارات: أبو ظبي، ودبي، والشارقة، وعجمان، وأم القيوين، والفجيرة، تكوين دولة الإمارات العربية المتحدة، وبعد شهور قليلة من العام نفسه، أعلن رسميا تأسيس دولة مستقلة ذات سيادة، ثم انضمت إمارة رأس الخيمة للاتحاد في وقت لاحق.

وها نحن اليوم نحتفل بمرور 51 عاما على تأسيس الدولة والاتحاد الذي بات أكثر تماسكا، وما صاحب ذلك من إنجازات في كل ربوع دولة الإمارات الشقيقة، بقياد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ونائبه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

ومنذ تأسيسها، شهدت الإمارات تطورا كبيرا في المجالات كافة، إذ تمت إعادة هيكلة الاقتصاد الوطني فانتقل من الاعتماد على صيد اللؤلؤ إلى مرحلة الاعتماد على النفط، قبل أن تأتي المرحلة الأهم والتي شهدت تنويع روافد الاقتصاد، لنرى أمامنا دولة ذات بناء قوي يعتمد على أنشطة متنوعة تضاهي أكثر الدول تقدما على الصعيد العالمي.

وبالطبع، انسحبت تلك النهضة بتأثيرها الإيجابي على مستوى دخول المواطنين، لتصبح الإمارات العربية المتحدة وجهة جاذبة للباحثين عن حياة أفضل، وما عزز ذلك كان تمتع هذه الدولة القوية الناجحة بمستويات متقدمة في ما يتعلق بالرعاية الصحية وكذلك التعليم وما إلى ذلك من خدمات أساسية، فضلا عن الطفرة العمرانية وما صاحبها من تعمير وبناء، ما يمكننا من كتابة مجلدات في هذا الشأن.

وقد لمسنا بأعيننا مواصلة الشيخ محمد بن زايد، ونائبه الشيخ محمد بن راشد، المسيرة سواء على مستوى الإنجازات أو الأعمال الإنسانية، لتحتل الإمارات المركز الأول عالميا كأكبر جهة مانحة للمساعدات الإنسانية، وذلك بشهادة أكبر المؤسسات الدولية المعنية بهذا الشأن.. .فهذه دولة تؤمن بالإنسانية وتعزز دورها في تقريب الشعوب.

وقد لخص الشيخ محمد بن زايد رؤية الدولة المستقبلية، مشددا على أن يكون الاحتفاء بذكرى التاسيس «فرصة لشحذ الطاقات، وتحفيز الهمم لمواصلة مسيرة الإنجازات التي تحققت على مدار خمسة عقود في عهد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، وقائد التمكين المغفور له الشيخ خليفة بن زايد، وصولا لمستقبل زاهر للبلاد».

أما على المستوى التقني، فكما يقول الشيخ محمد بن راشد إن «الأداء الحكومي حقق تقدما ملموسا، وواصل نهجه في اعتماد أفضل ما أنتجه العقل البشري في مجالات التخطيط والتنفيذ والمتابعة وإنجاز المشروعات والمعاملات بسهولة وسرعة وأمن، وتمضي الحكومة قدما في برنامج التحول الرقمي لتطوير وتعزيز المنظومة الرقمية الحكومية، ورفع كفاءة استخدام بنيتها التحتية وأصولها الرقمية».

وكذلك تمضي الدولة قدما في سبيل «تمكين أبناء وبنات الإمارات» بخطط ومشاريع تضمن استدامة التمكين وتعزيزه وشموليته، فكان استحدث مجلس لترسيخ التنمية المتوازنة، وتطوير جميع المناطق تنمويا وسياحيا.

وفي مجال السياحة، وبفضل جهود رئيس الدولة ونائبه، باتت الإمارات وجهة سياحية مثلى خصوصا في ظل موقعها الاستراتيجي وتنوعها البيولوجي، واستقرارها السياسي والاقتصادي، وثقافتها المبنية على التسامح الديني وتقبل الآخر، وفعالياتها المتنوعة.

وإذا أردنا أن نتحدث عن كل ما أنجز في دولة الإمارات العربية المتحدة في مختلف المجالات، فإننا نحتاج إلى أيام وأيام لنحصي ما تحقق من خير ورخاء ورفاهية.. .فاللهم زد وبارك واحفظ دولة الإمارات العربية المتحدة قائدا وحكومة وشعبا أصيلا.. .وعيدا مباركا في ذكرى الاتحاد.

أهم الأخبار