الدبلوماسية الكويتية في تونس

الدبلوماسية الكويتية في تونس
دكتور - يوسف العميري
بقلم - د.يوسف العميري

يقول المثل (منْ سمع ليس كمنْ رأى)، وللمرة الأولى منذ نحو ثلاثة عشر عاما، زرت تونس الشقيقة في زيارة عمل امتدت لعدة أيام، كانت كاشفة وملهمة حتى أنها نسفت الكثير من الأفكار «غير الصحيحة» عن هذا القطر الشقيق، وكذا علاقته بوطني الكويت.. فماذا حدث وماذا تغير؟

ربما السائد والمستقر في وجدان الكثير من الكويتيين، أن موقف تونس لم يكن جيدا إبان الاحتلال العراقي للكويت مطلع تسعينات القرن المنصرم، وهو الموقف الذي لم يكن يمثل سوى القيادة السياسية - وقتئذ - بينما الحقيقة التي لا يخطئها عاقل تقول إن الشعب التونسي كان - ولا يزال - داعما لشقيقه الكويتي.

وهذه ليست مجرد كلمات ترددها الألسن، فكما بدأت مقالي (من سمع ليس كمن رأى)، وأنا رأيت بعيني ولمست بقلبي ذلك الترحاب الشديد من الأخوة في تونس لكل ما هو كويتي، إذ كان يكفي أن يعرف هذا أو ذاك أنك كويتي حتى ينطلق مرحبا ومظهرا ودا ودفئا وأخوة تجري في العروق مجرى الدم.

وأنا هنا إنما أوجه شكري في البداية إلى رأس المنظومة، وهو وزير الخارجية الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح ونائب وزير الخارجية منصور العتيبي، والسفير أحمد البكر، مساعد وزير الخارجية لشؤون الوطن العربي، وذلك لدعمهم الامحدود لـ«البيت الكويتي»، فبمجرد أن خاطبناهم في بيت الكويت للأعمال الوطنية جاء الرد فوريا، وكان الدعم كبيرا ومحفزا.

وبالعودة للحديث عن العلاقات الكويتية التونسية الرسمية والشعبية، فقد وجدت بنفسي حبا كبير من الأشقاء في تونس للكويت ولكل ما هو كويتي، في كل مكان ذهبنا إليه ولدى كل شقيق قابلناه.

وبلا شك يعود الفضل في هذه الحالة من الود والأخوة إلى دور الدبلوماسية الكويتية في تونس، فرغم قصر المدة التي بدأ فيها سفير الكويت لدى تونس، منصور خالد العمر، مهام عمله، وهي فترة لا تتجاوز الثلاثة أشهر، إلا أنه استطاع أن يضع بصمته مبكرا، وكذلك خالد المطيري في الشؤون القنصلية، وهو الأمر الذي انعكس على العلاقات بين الشعبين الشقيقين وكذلك على المستويات كافة سواء رسمية أو شعبية.

ولم يتوقف دور العمر والمطيري على دعمنا بشكل رسمي، فقد واصلا التشجيع وتقديم التسهيلات وتذليل العقبات وكانا غاية في الكرم، وهو ما نتوسمه في كل مسؤول كويتي سواء داخل البلاد أو خارجها، من أجل دعم أبناء هذا الوطن الغالي.

أما عن تونس وما يقال عنها ويتردد في وسائل الإعلام الرسمية والخاصة أو «السوشيال ميديا»، فما رأيته بعيني يختلف بالكلية عما نسمع، نعم قد تمر كغيرها من البلاد بلحظات تعثر، لكن جمال تونس أبدا لا يذبل وتاريخها الممتد لا يتوقف عن إضافة المزيد من فصول النجاح.

يقولون في بعض وسائل الإعلام إن الفوضى تعم البلاد، لكن والله ما وجدناه لم يكن سوى الحياة في أبهى صورها، فالجميع يمارس حياته بشكل طبيعي، ولكل رأيه وموقفه في جو ديمقراطي مذهل، لكن ذلك أبدا لم يؤثر على سير الأمور بشكل ممتاز وطيب.

وأما عن شعب تونس فحدث ولا حرج، ود ومحبة وانطلاق وروح تعشق الحياة بكل تفاصيلها وكرم بلا حدود.

كل المحبة للأخوة في تونس، وكل الشكر للدبلوماسية الكويتية.. ودامت العلاقات الطيبة بين الشعبين الشقيقين.

أهم الأخبار