إلى سمو رئيس الحكومة ووزير الإعلام: عيد التحرير وبيت الكويت.. على من نطلق الرصاص؟!

إلى سمو رئيس الحكومة ووزير الإعلام: عيد التحرير وبيت الكويت.. على من نطلق الرصاص؟!
بقلم - د.يوسف العميري

في حياة كل أمة عظيمة لحظات لا يمكن نسيانها، هي لحظات فارقة في تاريخها، دفع فيها الأسلاف أرواحهم فداء لوطنهم، ومن أجل توثيق مثل هذه المحطات الاستثنائية تشيد الدول المباني والمنشآت لتكون شاهدا ماثلا أمام الأجيال التالية، لتستلهم منها العبر، ولتؤسس عليها مستقبلها.. فمن ليس له جذور لا مستقبل له.

وكم من لحظات تاريخية في حياة الأمة الكويتية، ولعل أبرزها عيد الاستقلال وكذا عيد التحرير، الذين نحتفل بهما بعد أيام قلائل.

ومن أجل توثيق ملحمة الاستقلال، انشئ بيت الكويت للاعمال الوطنية عام 1997م وافتتح تحت رعاية المغفور له - بإذن الله - سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبد الله، وحضر نيابة عن سموه وزير الإعلام آنذاك يوسف السميط.

وبيت الكويت يشمل بانوراما ومتحفا وقاعة سينما وقاعة للحلفاء بمشاركة 29 دولة من دول التحالف إضافة إلى إقامة 3 متاحف خارجية في بريطانيا والسنغال وبلغاريا وتوقيع 27 اتفاقية توأمة في 27 دولة تنص على منح الكويت جناحا دائما في متحفها الوطني.

إذا منذ البداية كان واضحا اهتمام الدولة بهذا البيت الذي يمثل كيانا حيا يوثق تلك الملحمة، التي امتزجت فيها دماء أبناء الكويت بدماء أبناء شعوب عدة، جاءوا من أجل نصرة الحق، من أجل الإنسانية، وشاركوا في إعادة الأمور لنصابها الصحيح.

لكن من عجب أن يدور الزمان، وتتغير النفوس، ويطال العبث هذا الصرح الوطني الكبير.

تخيل معي مثلا أن تجلس وسط احفادك أمام الشاشة تشاهد احتفالات الكويت بيوم التحرير، فيسألك أحدهم عن تفاصيل تلك الملحمة الكبيرة، فتجلس لتحكي لهم ما ظل عالقا في ذاكرتك التي قد يعتريها الضعف، ومن جيل لآخر يتم تحريف التاريخ، فيرويه كل حسب مزاجه وحسب قوة ذاكرته!!

أقول ذلك لأننا ببساطة نفرط - عن عمد - في حق الأجيال في الاطلاع على تاريخ وطنهم، الذي يوثقه بيت الكويت للأعمال الوطنية، فما حدث لبيت الكويت للأعمال الوطنية (متحف التراث والأثار والتاريخ والصور الشاهد والموثق لإجرام الاحتلال على أرضنا) أمر «غير مشروع» بل وأغرب من الخيال ويثير الكثير من التساؤلات «المشروعة»..

فهنا يحث لنا أن نسأل: من ذا الذي يسعى لطمس معالم بيت الكويت؟ من الذي يريد أن يسكت صوته؟ من ذا الذي لا يروق له رسالة هذا الصرح الوطني العظيم، الذي يحكي قصة نضال وصمود شعبنا في وجه المحتل؟! من وماذا ولماذا.. إنها الكثير من الأسئلة التي لم اكن اتصور أن أطرحها يوما.

هذه الاسئلة وغيرها موجهة بشكل مباشر إلى سمو رئيس مجلس الوزراء ومعالي وزير الإعلام والمسئولين في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.. يوم السادس والعشرين من يناير هو عيد التحرير.. يا ترى عيد التحرير من من؟ عندما يسألني حفيدي ومن بعده الأجيال التالية: اليوم ذكرى تحرير الكويت.. التحرير من من؟!

واذكر مجددا بأن هذا الصرح الوطني شهد بث تلفزيون الكويت في الثاني من أغسطس 1990 وتكرر الحدث في السادس والعشرين من فبراير 1991 بحضور مختلف وسائل الإعلام العالمية، وسنويا في الخامس والعشرين من فبراير لطالما شهد مهرجان «كلنا في حب الكويت» الغني عن التعريف، إلى أن اكتمل وصار «بيت الكويت» معلما وطنيا مهما، وصرحا يفد إليه الطلاب والوزراء والقادة والسياسيون والإعلاميون والمثقفون من الكويت وخارجها، ليقفوا على عظمة تاريخنا ونضالنا.

فيا أصحاب السمو، يا أصحاب القرار.. ها نحن نقف في لحظة فارقة، ما بين إحياء ذكرى تاريخ ونضال هذه الأمة الأبية، وبين إهالة التراب عليها بـ«التجاهل»، وهو الأمر الذي لن تغفره لنا الأجيال القادمة..

وختاما، اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.

أهم الأخبار