أزمة فِكر

أزمة فِكر
محمد المحيا
محمد المحيا.. إعلامي سعودي

تعاني كثير من المجتمعات من ازمات متعددة ومتنوعة تشكل تهديداً وخطراً حقيقياً عليها وعلى علاقاتها بالمجتمعات الأخرى ولعل من أخطر تلك الأزمات تلك التي تخنق ( الفكر وطريقة تفكير المجتمع )، ويقع الإعلام أو بالأصح وسائل ضحية لتلك الأزمة عندما تصيب صناع القرار أو المحتوى الرئيسي في تلك الوسائل.

الإعلام مهمة ابداع، نعم وقودها هو الإبداع ولخلق المبدعين وتمكينهم شروط أهمها اعطاءهم المساحة الكافية واللازمة ليتنفسوا ويخرجوا ما بداخلهم من افكار جديدة وجذابة وهذه المساحة لن توفرها مؤسسات اعلامية تعاني من ازمة فكر وتأزم في التفكير فتمارس على المبدعين ( الإقصاء)، وقد يصل إلى ( الإخصاء)، وبالتالي العقم الإبداعي.

ازمة الفكر لها علامات صغرى وكبرى ومن ابرز علاماتها الصغرى الوقوف عند الشكليات وجعلها من اساسيات تقييم منسوبي المؤسسة الإعلامية، أما علاماتها الكبرى فأبرزها معاملة المبدعين وكل من ينتمي إلى تلك المؤسسة على أنهم يتسولون وحياتهم متوقفة على رضى ورحمة ذلك المتأزم فكريا لهم.

صديقي من احدى المؤسسات الإعلامية العربية يقسم لي أن المؤسسة التي كان يعمل فيها، يقسم أنها كانت في مصاف الأكثر جماهيرية في بلده وتراجعت حتى اغلقت والسبب متأزم فكريا ومهنيا وانسانياً استلم زمام الأمور فيها، وخلال سنة واحدة انهى مسيرتها وهَجَّر مبدعيها الى المنافسين.

ختاماً:

رددوا معي ( تباً وسحقاً وهلاكاً للمتأزمين فكريا ومهنياً)..

ودمتم مبدعين.

أهم الأخبار