الكويت ومصر في رمضان.. تاريخ وتضحيات ونصر

إلى جانب الروحانيات الممتدة من هنا إلى هناك، يعكس شهر رمضان الكثير من الروابط المشتركة، التي تجمع مصر والكويت على مختلف المستويات، لكن يظل أبرزها حرب العاشر من رمضان.

ففي هذه الحرب التي وافقت السادس من أكتوبر 1973، شاركت الكويت بجدارة وشجاعة إلى جانب مصر، ولعبت دورًا مهما في هذا الحدث التاريخي، حيث قدمت الدعم المادي والمعنوي للدول المشاركة، بالإضافة إلى إرسال قوات عسكرية إلى الجبهة المصرية.

ومن المعلوم أن الكويت تقع في منطقة حساسة في الشرق الأوسط، فضلا عن كونها واحدة من أهم الدول العربية على المستويين الاقتصادي والسياسي، ومنذ تأسيس الدولة، وهي تلعب دورًا هامًا في دعم قضايا العرب، من أجل إيجاد الحلول السلمية للصراعات في المنطقة.

في حرب العاشر من رمضان، قدمت الكويت دعمًا ماليًا ومعنويًا كبيرًا لمصر وسوريا والدول المشاركة الأخرى في الحرب، وهو ما ساعد في تمويل الحرب وتجهيز الجيوش العربية بالأسلحة والمعدات اللازمة لمواجهة القوات الإسرائيلية.

إضافة إلى الدعم المادي، قدمت الكويت دعمًا معنويًا كبيرًا للدول المشاركة في الحرب، وقد تم تنظيم العديد من الفعاليات والمظاهرات الداعمة للقضية الفلسطينية وللجيوش العربية المشاركة في الحرب.

كما قامت الكويت بإرسال قوات عسكرية للمشاركة في الحرب، إذ قدمت الكويت 8 طائرات هليكوبتر و 25 طائرة مقاتلة للمشاركة في الحرب على الجبهة المصرية. وقد أدت هذه القوات دورًا هامًا في دعم الجيش المصري والمشاركة في الهجمات الجوية ضد القوات الإسرائيلية، وساهمت في تحقيق النجاح الذي حققته الدول المشاركة في الحرب.

و كما فقدت مصر 11 شهيدا في حرب تحرير الكويت إضافة إلى عدد كبير من المصابين، كذلك فإن لجيش الكويتي 46 شهيدا مقاتلا تم دفنهم في مقبرة السويس ومقبرة بالإسماعيلية وهذا يؤكد على عمق العلاقة بين البلدين.. إنه تاريخ من الأخوة والتضحية بالدم.

وفضلا عن الدعم العسكري والمادي، لعبت الكويت دورًا هامًا في الحرب عن طريق تحريك الرأي العام العربي والدولي ضد القوات الإسرائيلية، وتعزيز الدعم الدولي للقضية الفلسطينية والحقوق العربية.

وعلى ذكر الحرب، لا يمكن إغفال دور الكويت على مستوى دعم السلام والتعاون الدولي، وقد شاركت في عدة مبادرات سلام بعد الحرب، من بينها:

مؤتمر السلام العربي: شاركت الكويت في مؤتمر السلام العربي الذي عقد في مدينة مراكش بالمغرب في عام 1974، والذي كان يهدف إلى إيجاد حلول سلمية للصراعات العربية-الإسرائيلية.

اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية: شاركت الكويت في اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية التي تم التوقيع عليها في عام 1994، والتي سعت إلى إقرار السلام بين الأردن وإسرائيل.

اتفاقية السلام الفلسطينية الإسرائيلية: شاركت الكويت في اتفاقية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، التي تم التوقيع عليها في عام 1993، بهدف تحقيق السلام والتعاون بين الجانبين.

المبادرة العربية للسلام: شاركت الكويت في المبادرة العربية للسلام التي تم إطلاقها في عام 2002، من أجل إقرار السلام وكبح جماح الدم في المنطقة.

ولطالما عملت الكويت على دعم الجهود الدولية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وتسعى إلى تعزيز التعاون الدولي وتعزيز العلاقات الثنائية مع دول العالم.