الولايات المتحدة تسعى لتعزيز شراكتها مع بلدان القارة الافريقية لمواجهة النفوذ الصيني والروسي

الولايات المتحدة تسعى لتعزيز شراكتها مع بلدان القارة الافريقية لمواجهة النفوذ الصيني والروسي
وكالات

تسعى الولايات المتحدة الى تعزيز شراكتها مع البلدان الافريقية من اجل مواجهة النفوذ الصيني والروسي المتنامي في المنطقة واستعادة ريادتها في هذه المنطقة الجغرافية السياسية والاستراتيجية التي باتت ساحة للتنافس الدولي بفعل موقعها ومواردها وكذلك تأثيرها على مجريات الامن والسلم الدوليين.

وفي هذا السياق يكثف المسؤولون الامريكيون زياراتهم لبلدان القارة كما لم يفعلوا من قبل لإيصال رسالة ايجابية الى قادة وشعوب المنطقة بحرص واشنطن على تعميق علاقتها بالشركاء الافارقة من خلال بذل المساعدات ودعم المشاريع الانمائية وتشجيع فرص الاستثمار وتحفيز النمو الاقتصادي والمساعدة على مواجهة التحديات الامنية وارساء الاستقرار والامن في ربوع القارة السمراء.

وشكلت القمة الامريكية - الافريقية التي استضافتها واشنطن في ديسمبر عام 2022 بمشاركة الرئيس الأمريكي جو بايدن ونحو 50 من قادة البلدان الافريقية نقطة تحول في الاستراتيجية الامريكية نحو افريقيا وكشفت عن مدى الاهتمام الذي باتت توليه الادارة الامريكية لهذه القارة التي طالما اعتبرتها واشنطن "بؤرة مشاكل" اكثر من كونها منطقة فرص قبل ان تغير نظرتها وتعتبرها منطقة واعدة تملك الفرص والامكانات وانها (مستقبل العالم) بحسب توصيف امريكي حديث.

وتنفيذا لهذه النظرة الايجابية اعلن البيت الابيض خلال القمة عددا من المبادرات لتعزيز الشراكة مع البلدان الافريقية منها الاعلان عن استثمار 55 مليار دولار في القارة السمراء خلال السنوات الثلاث المقبلة بالاضافة الى تخصيص اكثر من مئة مليون دولار لدعم الابتكار والتميز لصالح الشباب الافريقي واعلان مؤسسة تمويل التنمية الدولية الامريكية (DFC) عن استثمارات بقيمة 369 مليون دولار في مختلف بلدان القارة تشمل مجالات الأمن الغذائي والبنية التحتية والطاقات المتجددة فضلا عن استثمار 350 مليون دولار لدعم مبادرة التحول الرقمي في القارة الافريقية (DTA) لتوسيع الوصول الرقمي ومحو الامية في مختلف انحاء القارة.

كما اعلن بايدن رصد ملياري دولار مساعدات انسانية جديدة للقارة بالاضافة الى تخصيص 33ر1 مليار دولار سنويا من 2022 الى2024 لسد النقص في الكوادر المؤهلة في مجال الصحة في بلدان القارة و150 مليون دولار في شكل تمويل جديد لمعالجة التكيف مع المناخ وتشجيع الاستثمار في البنية التحتية للطاقة النظيفة في القارة.

وإمعانا في تأكيد الرغبة في تنفيذ مقررات القمة اعلن بايدن انشاء منصب ممثل رئاسي خاص يعهد اليه لتنسيق الجهود بشأن تنفيذ مبادرات القمة. وعقب هذه القمة بدأ زخم دبلوماسي امريكي لافت في القارة الافريقية من خلال زيارات متتالية لمسؤولين رفيعي المستوى في الادارة الامريكية الى بلدان القارة لاقناع قادتها بجدية المسعى الامريكي في بناء شراكة حقيقية مع بلدان افريقيا تأخذ بالاعتبار انتظار شعوبها في التنمية والرخاء الاقتصادي ودعم فرص الاستثمار وتعزيز الامن والاستقرار في ربوع القارة.

ويأتي في مقدمة هؤلاء المسؤولين الذين زاروا المنطقة نائبة الرئيس الامريكي كامالا هاريس التي بدأت في 26 مارس الماضي زيارة رسمية الى ثلاثة بلدان افريقية هي غانا وتنزانيا وزامبيا لتأكيد المسعى الامريكي في القارة الافريقية واقناع بلدانها بأهمية الرهانات التي تحملها "الاستراتيجية الامريكية الجديدة نحو افريقيا" وهي الاستراتيجية التي سبق وأعلنها وزير الخارجية انتوني بلينكن خلال زيارته في عام 2022 لكل من جنوب افريقيا والكونغو الديمقراطية ورواندا.

وتجيء زيارة هاريس التي تعتبر الشخصية الثانية في الجهاز التنفيذي الامريكي في سياق جولات متتالية لعدد من المسؤولين الامريكيين في القارة السمراء قام بها كل من وزيرة الخزانة جانيت يلين التي زارت في يناير الماضي السنغال وزامبيا وجنوب افريقيا والسفيرة الامريكية لدى الامم المتحدة ليندا توماس غرينفليد التي زارت غانا وموزمبيق وكينيا ثم السيدة الاولى جيل بايدن التي زارت ناميبيا وكينيا ووزير الخارجية انتوني بلينكن الذي قام في 16 مارس الماضي بزيارة لكل من النيجر واثيوبيا حاملا معه مساعدات ووعودا بدعم قضايا الامن والتنمية بمنطقة الساحل الافريقي مؤكدا التزام "واشنطن بشراكة عميقة ومتفاعلة وحقيقية مع القارة الافريقية". وترغب واشنطن من خلال هذه الزيارات المتتالية للقارة الافريقية والتي يتوقع ان تتوج بزيارة الرئيس جو بايدن الذي وعد بجولة افريقية خلال هذه السنة في تعميق انخراطها في افريقيا وتعزيز وجودها في مواجهة النفوذ الصيني والروسي الذي بات مترسخا لاسيما بالنسبة للصين التي استطاعت نسج شراكة استراتيجية مع بلدان القارة حيث تعد بكين اكبر شريك تجاري رئيسي لافريقيا ومستثمرا رئيسيا في مجالات البنية التحتية فضلا عن بذل المساعدات والديون للبلدان الافريقية.

للمزيد: موقع خليجيون نيوز، للتواصل الاجتماعي تابعنا على خليجيون

أهم الأخبار