أنا الموطن..

خذوا المناصب والمكاسب والبرلمان

خذوا المناصب والمكاسب والبرلمان
البرلمان الكويتي
بقلم: يوسف العميري

في واحدة من روائعه ذائعة الصيت، يقول لطفي بوشناق: «أنا مواطن وحاير أنتظر منكم جواب.. أنتم أصحاب الفخامة والزعامة وأدري لن.. لن أكون في يوم منكم يشهد الله والزمن.. خدوا المناصب والمكاسب لكن خلولي الوطن».

ورغم تقديري وإعجابي بالفنان التونسي الكبير، إلا أنني أختلف معه هذه المرة.. فأنا المواطن الذي يصنع «الفخ»، وأنا المواطن الذي «يقع فيه»!

ففي انتخابات مجلس الأمة مثلا، أنا المواطن الذي ينتخب من يمثل «القبيلة» ولا يمثل «الوطن».. أنا المواطن الذي ينتخب من يمثل «الطائفة» حتى وإن لم يكن من أهل الكفاءة.. أنا المواطن الذي ينتخب «فلان» من أجل إرضاء «فلان» حتى وإن لم أكن على قناعة به.. أنا المواطن الذي ينتخب مرشحا محدود العلم والمعرفة، على حساب مرشح أحق منه، فقط من أجل اعتبارات اجتماعية فارغة..

أخي بوشناق، أنا المواطن الذي ينتخب نائبا لا يحترم القانون.. أنا المواطن الذي ينتخب نائبا يتعدى دوري في الوظيفة لحساب أحد أبناء قبيلته أو طائفته.. أنا المواطن الذي أنتخب نائبا يخالف القوانين من أجل مصلحتي الشخصية..

إذا أنا المواطن الذي لا يحسن الاختبار، بل يتعمد سوء الاختيار، من أجل إرضاء القبيلة أو الطائفة أو فلان، فتكون النتيجة «نائب» غير مؤهل للعمل البرلماني يعلي من مصلحته الشخصية ومصلحة قبيلته أو طائفته ومعارفه على حساب مصلحة الوطن والمواطن.

أخي بوشناق، وعلى الجانب الآخر من الحكاية، أنا المواطن الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء والأعراف والآداب، متخفيا وراء شاشة و«كيبورد» عبر الفضاء الإلكتروني، تحت أسماء حقيقية وأخرى مستعارة، لأهاجم الدولة قيادة وحكومة ومسئولين ورجال أعمال، دون وجه حق، متعللا بأنني «حر» أمارس حقي الذي يكفله القانون في التعبير عن رأيي.

صحيح أن من حق الجميع التعبير عن الرأي، لكن شتان بين الرأي - من جانب - والتجريح والتشهير والسب والقذف والخوض في الأعراض وتشويه السمعة والتشكيك في الذمم، دون وجه حق، ودون دليل.

أخي المواطن الكويتي، لتعلم أنك صاحب القرار، فأنت من يأتي بالنائب وبالتالي أنت من يأتي بالبرلمان، لهذا فأنت من يتحمل النتيجة، فالمقدمات تقود إلى النتائج.. إذا أحسنت الاختيار كانت النتيجة برلمانا قويا ونوابا على قدر من الكفاءة والوعي، يمارسون دورهم التشريعي والرقابي بما يخدم الوطن والمواطن، دون النظر إلى القبيلة والعائلة والطائفة والتوجه.

والعكس صحيح، فسوء الاختيار، معناه برلمان فئوي لا يخدم إلا مصالح القبيلة والطائفة والأصحاب والمعارف.

أخي المواطن، أكررها.. لا تنتخب نائبا لا يرى مقعده في مجلس الأمة سوى باب للثراء والتربح، أو بابا للنفوذ والسلطان..

أيها المواطن، استمتع بصوت الفنان لطفي بوشناق العذب وألحانه الشجية، لكن اعلم أنا أنت صاحب القرار وأنك أنت من سيدفع الثمن إذا كان قرارك خاطئا، وأنت أيضا من سيجني الثمار إذا كان اختيارك صائبا لا دافع وراءه سوى صالح الوطن والمواطن.

الخلاصة، أخي المواطن الناخب «من يزرع الشوك يجني الجراح»، ويقول المثل «إن فات الفوت ما ينفع الصوت».

وللحديث بقية

----------------

إذ أعجبتك هذه المقالة فشاركها مع أصدقائك عسى نستفيد منها جميعا

للمزيد: موقع خليجيون نيوز، للتواصل الاجتماعي تابعنا على خليجيون

أهم الأخبار