إلى سمو رئيس الحكومة ووزير الإعلام ونواب الأمة.. حرروا بيت الكويت

إلى سمو رئيس الحكومة ووزير الإعلام ونواب الأمة.. حرروا بيت الكويت
الدكتور - يوسف العميري
بقلم - دكتور يوسف العميري

«سوف يأتي يوم.. نجلس فيه لنقص ونروي ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلا بعد جيل.. كيف خرج الأبطال من هذا الشعب الصغير (عددا) الكبير (قيمة وقامة) ووقف العالم بأسره معه.. في فترة حالكة ساد فيها الظلم والظلام ليحملوا مشاعل النور والحرية في وحدة لم يسبق لها مثيل من قبل».

بهذه الكلمات تستقبلك لوحة رخامية تتصدر مدخل بيت الكويت للأعمال الوطنية، والتي تحمل داخلها قبسا من روح الخطاب الشهير للرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، لتكون خير شاهد على العلاقة الوثيقة بين الانتصارات الغالية على قلوب كل العرب، فمن حرب أكتوبر إلى حرب تحرير الكويت هناك من القصص والعبر ما يروى وتتناقله الأجيال.

ولكن.. ونحن على أعتاب الثاني من أغسطس وذكرى الاحتلال العراقي المقيت للكويت ثم التحرير في معركة الشرف والكرامة والصداقة، يبقى السؤال دائما: ماذا أعددنا للأجيال القادمة كي يعوا الدرس ويتعرفوا على تاريخهم ونضال آبائهم وأجدادهم؟!

أقول ذلك بينما بيت الكويت للأعمال الوطنية مكبل بالقيود، التي تحجب عن أبنائنا تلك البانوراما التي تروي حقبة مهمة من تاريخ بلادنا الحبيبة، وحين تبحث عن أسباب هذا التكبيل لا يمكنك إلا أن تضحك لكنه ضحك كالبكاء، فالدموع تحجرت في العيون، والألسن قد جفت من كثرة النداءات، لعل أحدا يستمع إلى صوت العقل في ظل انشغال المسئولين ونواب الأمة بقضايا وأمور فرعية!!

في الثاني من أغسطس المقبل، سيجلس ابنك أو حفيدك في المنزل، وسيسألك عن سر منح الدولة إجازة رسمية للجميع في هذا اليوم، وهو في ذلك معذور فالجهة التي توثق هذا الحدث من الاحتلال إلى التحرير والذي نحتفل به في السادس والعشرين من فبراير سنويا، مقيدة كما ذكرنا، وكأن أحدهم يريد طمس هذه الحقبة من نضال شعبنا الباسل وأصدقاء الكويت من كل العالم.

يا سادة ولمن نسى أو تناسى، فإنه ومن أجل توثيق ملحمة الاستقلال، أنشئ بيت الكويت للأعمال الوطنية عام 1997م وافتتح تحت رعاية المغفور له - بإذن الله - سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبد الله، وحضر نيابة عن سموه وزير الإعلام آنذاك يوسف السميط.. وهذا الصرح الوطني يشمل بانوراما ومتحفا وقاعة سينما وقاعة للحلفاء بمشاركة 29 دولة من دول التحالف إضافة إلى إقامة 3 متاحف خارجية في بريطانيا والسنغال وبلغاريا وتوقيع 27 اتفاقية توأمة في 27 دولة تنص على منح الكويت جناحا دائما في متحفها الوطني.

لكن من عجب أن يدور الزمان، وتتغير النفوس، ويطال العبث هذا الصرح الوطني الكبير.. وبالحق أقول إن ما يحدث لبيت الكويت إنما هو تفريط - عن عمد - في حق الأجيال في الاطلاع على تاريخ وطنهم، الذي يوثقه هذا المتحف الوطني، فما حدث لبيت الكويت للأعمال الوطنية هو أمر غير مشروع، بل وأغرب من الخيال ويثير الكثير من التساؤلات المشروعة عن السر وراء ذلك وما الهدف مما يحدث.

وإنني بصفتي وشخصي أوجه نداء إلى سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء، ومعالي وزير الإعلام والثقافة عبد الرحمن بداح المطيري، والسادة نواب الأمة.. وهذا النداء يستنهض فيكم روح الوطنية لتحرير بيت الكويت للأعمال الوطنية من حالة التجميد المفروضة عليه، فهذا واجب وطني تجاه الأجيال القادمة والتاريخ شاهد.

وللحديث بقية..

----------------

أهم الأخبار