الإعصار في ليبيا والألم في قلبي

الإعصار في ليبيا والألم في قلبي
بقلم - دكتور يوسف العميري

لم ننته بعد من تجفيف دموعنا المنهمرة من أعيننا حزنا على ضحايا الزلزال في المغرب الشقيق، حتى فاجئنا الإعصار دانيال بمهاجمة الحبيبة ليبيا، مخلفًا وراءه فيضانات وسيول جارفة ذهب ضحيتها الكثير من الأرواح البريئة.

إنها مأساة جديدة تضاف إلى قائمة المآسي التي يعاني منها العالم، وهي تذكرنا بأننا جميعًا نشترك في هذه الرحلة الهشة على كوكب الأرض.. وأقول إنه في هذه اللحظات الصعبة، تتضح قوة التضامن والتعاون بين الشعوب والأمم.

في صميم قلوبنا، نشعر بالألم والحزن لشعب ليبيا الشقيق، ونتعاطف معهم في محنتهم. لقد فقدوا أحباءهم ومنازلهم، وتعرضوا للخسائر الجسيمة التي ستأخذ وقتًا طويلاً للتعافي منها. إنها محنة تتطلب تضافر الجهود وتكاتف العالم كله لمساعدتهم ومساندتهم في هذه اللحظات العصيبة.

ليبيا التي لم يهنأ لها بال منذ أكثر من عشر سنوات، بسبب الاضطرابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تتوالى عليها، لم يكن ينقصها مثل هكذا كارثة، لكنها إرادة الله عز وجل، ولعلها اختبار جديد لهذا الشعب الصابر، لهذا كلنا أمل في أن يرفع المولى عز وجل عن أشقائنا هذا البلاء.

إننا إذ نعزي أنفسنا في أشقائنا الليبيين، ونعبر عن تضامننا ودعمنا لهم في هذه المحنة. إنها ليست مسألة محلية لليبيا وحدها، بل هي مسألة تتعلق بالإنسانية جمعاء. ولي أن أؤكد بأن الأمة الإسلامية والعربية تشعر بمسؤوليتها تجاه إخوانها في ليبيا، وعلى الدول والمنظمات الدولية أن تتحرك بسرعة لتقديم المساعدة والدعم اللازمين.

يجب علينا أن نطلب من العالم أجمع أن يسارع بالمساعدة والاستجابة لنداءات النجدة التي تطلقها ليبيا.. وعلى الأمة الإسلامية والعربية حكومات وشعوب أن تفزع لنصرة ليبيا.. يجب أن نتحد ونعمل معًا لتوفير المساعدات الطبية والإغاثية وإعادة الإعمار للمتضررين. إن حجم الكارثة يتطلب استجابة سريعة وفعالة من الجميع.

إن الأزمات والكوارث تنبئنا بأننا جميعًا جزء من عائلة واحدة، وأن تضامننا ومساندتنا يمثلان أساس قوتنا. وحقا، إن ليبيا بحاجة إلى أصواتنا الموحدة وأيادينا الممدودة لتمر بتلك الأزمة الصعبة. فلنتعاون معًا لمساعدة الشعب الليبي في إعادة بناء ما دمرته الكوارث، ولنجعل من الأمل والتعاطف أدواتنا للشفاء والتعافي.

إن الأزمات الكبيرة هذه - رغم ما بها من ألم كبير - إنما تظهر قدراتنا الإنسانية العظيمة وتلم شملنا كشعوب. إن التضامن والمساندة ليست مسؤولية الحكومات والمنظمات الدولية وحدها، بل هي مسؤولية كل فرد منا. يمكننا أن نقدم المساعدة من خلال التبرعات والدعم المادي، وكذلك عن طريق نشر الوعي والتوعية حول مأساة الشعب الليبي.

ويمكننا أن نلعب دورًا فعّالًا في تعزيز الضغط الدولي لدعم ليبيا وتوجيه المساعدات اللازمة إليها. يجب علينا أن نتحد كأمة ونعبر عن تضامننا من خلال القنوات الدبلوماسية والسياسية لكي يصل صوتنا إلى المجتمع الدولي.

إن مساعدة ليبيا في محنتها ليست فقط واجبًا إنسانيًا، بل هي أيضًا تعبير عن قيمنا الإنسانية والأخوية. إن الشعب الليبي يحتاج إلى الأمل والدعم للنهوض مجددًا وبناء مستقبلٍ أفضل.

لذا، دعونا نتكاتف جميعًا لمساندة ليبيا وشعبها في هذه الفترة الصعبة. لنمد يد العون للمتضررين ونساهم في إعادة البناء والتعافي. دعونا نعمل معًا لتقديم المساعدة الإنسانية العاجلة والموارد اللازمة لتلبية الاحتياجات الأساسية للمتضررين من الكوارث.

"قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ".

أهم الأخبار