سبعة أيام في تونس والدبلوماسية الشعبية

سبعة أيام في تونس والدبلوماسية الشعبية
بقلم: دكتور يوسف العميري

خضراء يا تونس كما عهدناكِ دوما، هكذا كان لسان حالي عقب زيارة مثمرة إلى تونس الشقيقة، هذه البلد الأبية الزاهية المضيافة الكريمة، الغنية بأبنائها المخلصين، وهذا الشعب العربي الأصيل المحب لقوميته ولأشقائه العرب من المحيط إلى الخليج.

حقا لقد استمرت الرحلة لسبعة أيام مرت سريعا، لكنها كانت حافلة باللقاءات والشخصيات والزيارات والنجاحات، لكن بداية دعوني أشكر معالي وزير الخارجية الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح ونائب الوزير الشيخ جراح جابر الأحمد الصباح والسفير أحمد البكر مساعد الوزير للشؤون العربية، على دعمهم لمهمتنا في تونس ولبيت الكويت الذي يعتبر رمزا للدبلوماسية الشعبية والثقافية وتقريب الشعوب.

منذ وصولنا إلى الأراضي التونسية الشقيقة، كانت حرارة الاستقبال واضحة تجاه بيت الكويت من سفارتنا في تونس، التي يقودها الأخ السفير المثقف الواعي منصور العمر والأخ المستشار نايف العتيبي. وصدقا كان سعادة السفير خير راع وداعم لنا ولتوجهنا الشعبي في تعزيز العلاقات الثقافية في تونس. وقد وعد بدعم فكرة "خليجيون في حب تونس" كلبنة مهمة في إطار تعزيز العلاقات الشعبية بين تونس ودول الخليج.

خليجيون في حب تونس

وبعد النجاح الكبير الذي حققناه في مبادرة "خليجيون في حب مصر"، كان لنا أن نطمح لتكوين مبادرة مشابهة تحمل عنوان "خليجيون في حب تونس"، بهدف دعم تونس وتعزيز العلاقات الثقافية والسياحية والاستثمارية والطبية بينها وبين دول مجلس التعاون الخليجي.

كما تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز التبادل الثقافي والتعاون الاقتصادي والاستثمارات بين الشعوب العربية، وتعزيز الفهم المتبادل والتواصل بين الأشقاء، ونحن على يقين بأن تعزيز هذه الروابط سيكون مفيدا لكلا الجانبين، حيث تمتلك تونس موارد ثقافية وسياحية رائعة، بينما تعد دول مجلس التعاون الخليجي مراكز اقتصادية قوية ومهتمة بالاستثمار والتطوير.

لهذا نتطلع إلى تعاون وثيق لإنجاح مبادرة "خليجيون في حب تونس" من أجل تعزيز العلاقات بين الشعوب والدول، وتحقيق التقدم والازدهار.

وفي هذا السياق، كان لنا الشرف أن نلتقي بسعادة سفيرة دولة الإمارات العربية المتحدة في تونس، الدكتورة إيمان السلامي. وكمْ كنت سعيدا بأن أتعرف على شخص ذي قدرات وقيمة عالية، وأعتز بعقليتها المتفتحة وابتسامتها الودية. كما كان لدينا فرصة لنقاش قيم وبناء وشعرنا بتفهمها لفكرة "خليجيون في حب تونس"، ووعدت سعادتها بدعم المبادرة.

وشخصيا وبعدما رأيت، أهنئ دولة الإمارات العربية المتحدة على نجاحها في تعزيز وتمكين المرأة، وأفخر بكون الدكتورة إيمان تمثل دولتها الشقيقة أمام كل دول العالم.

صنع في الكويت

ومن أهم معالم تلك الزيارة، أننا نزلنا ضيوفا على المدينة الثقافية، التي تعتبر رمزا للثقافة في الوطن العربي، واستقبلنا بأفضل استقبال. وتحدثنا عما طرحناه سابقا بشأن إقامة "أسبوع كويتي في تونس"، ضمن تنظيم نشاطات تجمع بين الثقافة والتاريخ والأنشطة الكويتية والتونسية، وكذلك طرحنا فكرة تنظيم معرض تحت عنوان "صنع في الكويت" بالتعاون مع سفارتنا في تونس، بإشراف المجلس الوطني للثقافة وبمشاركة الشركات الكويتية الاستثمارية في تونس، على أن يقام في رحاب مدينة الثقافة.

بعد ذلك، قدمنا ملفات إلى الجهات الرسمية في تونس لتأسيس جمعية "خليجيون في حب تونس" بشكل رسمي هناك. ونطمح من خلال تأسيس الجمعية إلى تعزيز التعاون وتبادل الثقافات وتعزيز العلاقات بين الدول الخليجية وتونس بشكل رسمي ومستدام.

هنا تونس

أيضا، لقد كان لي الشرف أن أزور مدينة صفاقس الصناعية ومطارها الدولي (صفاقس طينة الدولي)، وكان في استقبالنا آمر المطار السيدة الفاضلة سنية قميحة بحفاوة وكرم تونسي، وتذوقنا الحلوى التونسية الشهيرة. ثم قمنا بزيارة مجمع صيانة الطائرات العمودية التابع للشركة التونسية للخدمات الجوية "Tunisavia"، وأيضًا مجمع صيانة الطائرات التابع لأكاديمية تدريب الطيارين "Safe Flight Academy"، ورافقنا في هذه الزيارة مشكورا الأخ الفاضل أنيس الفايدي، وله منا كل التحية والتقدير.

المدينة الثانية التي زرناها هي مدينة المنستير، بالتحديد مطار المنستير الحبيب بورقيبة الدولي، حيث قمنا بزيارة شركة "Sabena Technic Monastir" التابعة لمجمع "TTS Group" التونسي والمتخصصة في صيانة الطائرات التجارية من نوع إيرباص وبوينغ. كما زرنا شركة الطيران "Nouvelair" التابعة لمجمع "TTS GROUP" والتقينا المدير التنفيذي السيد شكري زراد.

وكان برفقتنا في هذه الرحلة الدكتور هشام هنداوي، مستشارنا الاقتصادي الدؤوب.

الأشقاء في ليبيا

اجتمعنا أيضا مع العديد من رجال الأعمال من الشقيقة ليبيا، ولا يمكنني إلا أن أعرب عن شكري العميق لكل من رافقنا وسهل مهمتنا. وأود أن أخ بالذكر الأخ الكريم محمد سليم الذي لم يتركنا لحظة واحدة، وكذلك الأخت شيراز والأخ حسام. إننا حقا نتطلع إلى لقاء آخر قريبا في تونس لتكوين وإعداد وتنظيم جمعية "خليجيون في حب تونس".

وختاما، لقد كانت رحلتنا إلى تونس الشقيقة ناجحة للغاية، وكلي أمل في أن تساهم هذه الرحلة في تعزيز العلاقات الشعبية والثقافية والاقتصادية بين تونس ودول الخليج، وأن تستمر هذه العلاقات في التطور والنمو في المستقبل بإذن الله.

وللحديث بقية..

للمزيد: تابع خليجيون نيوز، للتواصل الاجتماعي تابعنا على خليجيون

أهم الأخبار