رئيس مؤتمر المناخ دافع عن موقفه..

هل يعبر «كوب28» مأزق مفاوضات «الوقود الأحفوري»؟

هل يعبر «كوب28» مأزق مفاوضات «الوقود الأحفوري»؟
الرئيس الإماراتي لمؤتمر كوب 28..( سي إن إن)

مع استمرار مأزق المفاوضات بشأن خفض انبعاثات «الوقود الأحفوري» في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين للمناخ، قال الرئيس الإماراتي للمؤتمر سلطان الجابر اليوم الاثنين إنه يحترم العلم الذي يوصي بخفض كبير في الانبعاثات، لكن المصير المحدد للوقود الأحفوري لتحقيق هذا الهدف ما، زال غير معروف.

في اليوم الخامس للمؤتمر، قال سلطان الجابر في مؤتمر صحفي دعا إليه جيم سكيا، رئيس الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، «نحن هنا لأننا نؤمن بالعلم ونحترمه.. .كل أعمال الرئاسة تتركز وتتمحور حول العلم».

تعرض الجابر على مدى أشهر لانتقادات من قبل بعض المدافعين عن البيئة لكونه أيضًا رئيس شركة النفط الإماراتية العملاقة أدنوك. وخلال المؤتمر الصحفي بادر بالدفاع عن موقفه قبل أن يوجه إليه أي سؤال، وفق وكالة فرانس برس.

وقال إن «العلم يقول إنه يجب علينا تحقيق الحياد الكربوني بحلول العام 2050، ويجب علينا خفض الانبعاثات بنسبة 43% بحلول عام 2030» للحد من ارتفاع درجة الحرارة عند 1، 5 درجة مئوية، وهو الهدف الذي حدده اتفاق باريس.

جدل حول التخلص من الوقود الأحفوري

وجاءت تصريحاته ردًا على جدل أثير بعدما نقلت الأحد صحيفة «ذي غارديان» البريطانية عن الجابر قوله إنه "لا توجد دراسة علمية ولا سيناريو يقول إن التخلص من الوقود الأحفوري سيسمح لنا بالوصول إلى 1، 5 درجة مئوية. 1، 5 درجة مئوية هي النجم الذي اهتدي به. وخفض الوقود الأحفوري والتخلي عنه هو في رأيي أمر لا مفر منه. إنه ضروري. ولكن علينا أن نكون جادين وعمليين».

وفي وقت سابق الاثنين اضطر لأن يوضح موقفه حول مسألة الطاقة التي تعد محور مناقشات المندوبين في مؤتمر كوب28 بقوله «لقد قلت مرارا وتكرارا أن الحد من الوقود الأحفوري والتخلي عنه أمر لا مفر منه».

وبذلك، رفض أن يحسم بين خياري الخفض التدريجي أو التخلي التدريجي عن النفط والغاز والفحم اللذين يعدان موضوع مفاوضات طويلة وشائكة في أروقة وقاعات المؤتمر.

وقال «أستغرب المحاولات المستمرة والمتكررة لتقويض عمل رئاسة كوب28.. .هذه هي الرئاسة الأولى لمؤتمر الأطراف التي تدعو الأطراف (دول مؤتمر الأطراف) إلى اقتراح صيغ بشأن جميع أنواع الوقود الأحفوري»، لكن وسائل الإعلام لا تولي اهتمامًا لذلك.

قبل المؤتمر الصحفي، نشرت رئاسة المؤتمر ملخصًا للأيام الأولى للمؤتمر اكتفت فيه بالحديث عن «الخفض» التدريجي، مما أثار حالة من الإرباك، في حين ينبغي عليها أن تبقى محايدة.

فالأمر في الواقع متروك للدول الممثلة في دبي، وهي حوالى 200 دولة، لاتخاذ قرار بذلك، والخياران واردان في الوقت الراهن في المسودة الأولى للنص الرئيسي الذي يجب أن يصدره المؤتمر قبل انتهائه نظريًا في 12 ديسمبر، في شكل «تقييم عالمي» لاتفاق باريس لعام 2015.

وينتظر عشرات الآلاف من المندوبين المتواجدين في دبي بفارغ صبر النسخة الثانية من المسودة التي تلخص مواقف الدول المتناقضة في كثير من الأحيان.

ويواصل المندوبون اجتماعاتهم وكذلك المناقشات «غير الرسمية» لمحاولة تحقيق تقدم. ولكن حتى الوقت الحالي، ما زال الجميع متمسكين بمواقفهم التقليدية، بحسب المشاركين الذين قابلتهم وكالة فرانس برس.

دفاع مستميت من أهل الدول الجزيرية

تدافع الدول الجزرية الصغيرة والكثير من دول أميركا اللاتينية، مثل كولومبيا والبيرو وتشيلي وغيرها، بقوة عن هدف 1، 5 درجة مئوية بدلاً من درجتين مئويتين. ومن أجل تحقيق ذلك، يجب التخلي عن الوقود الأحفوري في أسرع وقت ممكن. ويؤيدها في ذلك الاتحاد الأوروبي.

وتؤيد ذلك أيضا دول متقدمة أخرى، منتجة للوقود الأحفوري مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا والنرويج، ولكنها لا ترفع سقف طموحها خلال العقد الحالي.

أما معظم الدول الإفريقية، فهي وإن كانت تؤيد أيضًا التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، فإنها تشترط أن يكون لديها إطار زمني أطول بكثير من الدول المتقدمة.

وتتجه أنظار مؤيدي التخلص من النفط والفحم والغاز إلى الصين، المستهلك الرئيسي لها، وكذلك إلى المملكة العربية السعودية. وقال مفاوض أوروبي «إنهم يدفعون باتجاه استخدام تكنولوجيات احتجاز الكربون في كل ركن من أركان المفاوضات».

وأعرب مراقب آخر عن أسفه لأن «الأطراف تستغل المناقشات لتضيف إليها كافة أولوياتها، مما قد يجعل النص طويلاً جدًا ويصعب التعامل معه».

وقال دبلوماسي لوكالة فرانس برس إنه من الضروري الآن إدراج قضايا «خلافية» في النص، مثل قضية الطاقة أو المسؤوليات التاريخية لكل طرف.

أهم الأخبار