لا هدنة قبل أن تضع الحرب أوزارها..

خبير فلسطيني لـ «خليجيون»: تجميد ملف الأسرى للتسوية النهائية

خبير فلسطيني لـ «خليجيون»: تجميد ملف الأسرى للتسوية النهائية
عودة أسرى من غزة ( رويترز)
القاهرة: نصر نعيم

لم تستوعب ملك سلمان (23عاما)، ماحل بها خلال ثمان سنوات خلت.. كل ما تذكره أنها كانت في طريقها إلى المدرسة في بيت صفافا بالقدس الشرقية المحتلة ولم تتخيل أن يطلق سراحها ضمن صفقات تبادل الأسرى خلال «أسبوع الهدنة» فيما يمني أخرون خلف القضبان النفس بالخلاص وفي انتظار استئناف هدنة جديدة للعودة للمنزل.. لكن ماهي احتمالية وقف إطلاق الرصاص والإفراج عن مزيد من الأسرى؟..

نتيناهو اضطر لقبول الهدنة القصيرة وتبادل بعض من الأسري تحت وطأة الضغوط الداخلية والخارجية، هكذا يرى الأستاذ الدكتور في العلوم السياسية والمستشار الفلسطيني في العلاقات الدولية أسامة شعث في تصريح إلى «خليجيون».

قبل ساعة من موعد انتهاء الهدنة المؤقتة عند الساعة السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي (الخامسة بتوقيت غرينتش) يوم الجمعة الماضية، أفادت قوات الاحتلال الإسرائيلي بانطلاق صفارات الإنذار في البلدات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة- ثم قالت إنها اعترضت صاروخاً أطلق من القطاع. وبعد وقت قصير، زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن حماس لم «تف بالتزاماتها بإطلاق سراح جميع الرهائن من النساء اليوم وأطلقت صواريخ على المواطنين الإسرائيليين».

-

نتنياهو يطيل أمد الحرب ويستغل الأسرى للبقاء في السلطة

يرى شعث في تصريح خاص لـ«خليجيون» أن نتيناهو أكثر شخص على كوكب الأرض يريد أن تستمر الحرب في غزة للأبد لكي يهرب من مقصلة الداخل الإسرائيلي وتقاعده الإجباري بعدما نصب له الإسرائيليون ساحات المحاكم الشعبية أمام منزله.

يسعى جيش الاحتلال إلى تكثيف القصف والعدوان لحلحلة ملف الأسرى والضغط على حماس بمزيد من دماء الأبرياء أو على أضعف الإيمان يثور الفلسطينيون عليها، لكن ذلك لم يحدث وفق متابعين.

ومع اتساع المعارك وزيادة حدة العنف والوحشية في القصف وتضاعف القتل بات الحديث عن تبادل ثان للأسري حلما بعيد المنال ولن يحدث قبل أن تضع الحرب أوزراها، حسب وصف الدكتور أسامة شعث أستاذ العلاقات الدولية.

المعادلة المستحيلة

«الاحتلال لن يوقف القصف والعدوان والموت في غزة قبل الإفراج عن الرهائن وفصائل المقاومة الفلسطينية لن تسلم الرهائن قبل وقف الحرب على سكان غزة»، وفق تأكيد الخبير الدولي في الشئون الفلسطينية.

وتبدد الآمال في الإفراج القريب عن الأسرى من الجانبين أعاد التساؤل حول ضبابية المشهد النهائي والذي يجهله حتى الراعين للحلول في المنطقة أو على الأقل تصور حل دائم ويرضي كل الأطراف.

«الكل مقابل الكل».. هو شرط فصائل المقاومة الفلسطينية للقبول بالإفراج عن كل الرهائن الإسرائيليين لديها، وهي صفقة يمكن أن تتم لكن سيؤجل تنفيذها في إطار الحل النهائي لأسباب الصراع، حسبما يؤكد الخبير في الشأن الفلسطيني.

في النهاية سيضطر نتيناهو لحل أزمة الأسرى التابعين لدولة الاحتلال تحت ضغط المظاهرات الشعبية التي فتحت جراح الدولة اليهودية والمطالبة بالإفراج عن العائلات الإسرائيلية لدى حماس وزادت الحملات ضد نتيناهو لدرجة مطالبته رسميا بالرحيل وإعادة كل الأسرى الفلسطينيين والانسحاب من غزة ووقف الحرب ووصلت الأمور لقمة الإهانة لرئيس حكومة الحرب حينما رفع بعض المتظاهرين الإسرائيليين العلم الفلسطيني في وجهه، حسب تأكيد الخبير الفلسطيني أسامة شعث.

مطلوب هدنة فورا فقد زاد القتل

دول عديدة حول العالم أدانت انهيار الهدنة، لكن فوجيء العالم أيضا من شراسة جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد وقوع المئات بين شهداء ومصابين.

بابا الفاتيكان كان أخر من تألم من انهيار الهدنة واستئناف القتل وقال من «المؤلم» رؤية انهيار الهدنة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، وعبر عن أمله في أن تتوصل جميع الأطراف المعنية لاتفاق جديد لوقف إطلاق النار «في أقرب وقت ممكن».

قفزة في عدد الشهداء

في وقت سابق اليوم أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 15400 شهيد حتى يوم الأحد في الصراع الذي اندلع بعد هجوم مسلحي حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي.

أهم الأخبار