الكويت حسمت موقفها.. الوقود الأحفوري يؤجج الخلاف في قاعات «كوب 28»

الكويت حسمت موقفها.. الوقود الأحفوري يؤجج الخلاف في قاعات «كوب 28»
ممثل أمير الكويت في كوب28 ( كونا)
القاهرة: «خليجيون»

تحولت قاعات قمة المناخ «كوب 28» المنعقدة في دبي، إلى ما يشبه حلبة المصارعة في خضم خلاف حاد بين الدولة المنتجة والمستهلكة وبينهما الدول الفقيرة حول مصير الوقود الأحفوري وكيف ومتي يمكن التخلص منه.

في ظل أقواس مفتوحة لدول كثيرة، حسمت دولة الكويت أمرها دون تردد معلنة بشكل صريح التزامها باتفاقيات التغير المناخي وتعهداتها بالوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2060، وفق ما نقلته «كونا».

كانت الكويت لاعبا أساسيا في مفاوضات شاقة وقوية بخصوص عدد كبير من قضايا المناخ وكان في مقدمتها المناقشات الحادة حول تخفيض إنتاج واستخدام الوقود الأحفوري، كما أوشكت على تقديم استراتيجيتها منخفضة الكربون 2050 والخطط الكفيلة للوصول إلى نقطة الحياد الكربوني في 2060، وفق تصريحات رسمية نقلتها «كونا».

التزام الكويت باعتبارها أحد المنتجين الرئيسيين للنفط في العالم يأتي «تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية وتماشيا مع رؤية الدولة»، حسب تأكيد الأمين العام للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية د.خالد مهدي، للوكالة الرسمية.

التعهدات الكويتية جاءت أيضا ضمن إطار المنظومة العالمية في مواجهة التغير المناخي الطارئ على جميع المستويات، وما له من تأثيرات وتداعيات مختلفة خصوصا على صعيد التنمية الدولية.

وشدد «مهدي» على سعي الكويت الحثيث نحو تحسين مؤشرات الأداء البيئية لتكون ضمن الدول المتقدمة بهذا الشأن رغم التحديات البيئية والمناخي، أن تنظيم «كوب 28» للمناخ في الإمارات يعد «مؤشرا على الوعي» في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي بأهمية قضية المناخ والآثار المترتبة عليها جراء التغير المناخي.

وأشار الأمين العام في السياق إلى رؤية القيادة السياسية العليا في الكويت بشأن تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060، لاسيما مع وجود العديد من المشاريع الضخمة التي تصب في هذا السياق، والتي تم إدراجها في الخطة الإنمائية للبلاد ضمن برنامج البيئة المستدام.

وسبق وأكدت دولة الكويت دائما التزامها بالاتفاقيات التي من شأنها تعزيز جهود خفض الانبعاثات من منظومة الطاقة الحالية والتعاون لبناء منظومة قادرة على مواكبة المتطلبات والتحديات المستقبلية.

تفاؤل ونفاق في مفاوضات (كوب 28)

في هذه الأثناء، وبين الثقة في إمكانية التوصل إلى حل وسط أو خوض مفاوضات صعبة بشأن الوقود الأحفوري، تتفاوت التوقعات في اليوم السادس من مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب28) المنعقد في دبي، وفق «فرانس برس».

وقال وزير التنمية وسياسة المناخ الدنماركي دان يورغنسن لوكالة الصحافة الفرنسية «هذا هو جوهر المفاوضات ولا أرى كيف يمكننا التوصل إلى حل وسط لا يتضمن ما له صلة بالوقود الأحفوري».

وأضاف الوزير الذي كلفته رئاسة مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين مع وزير من جنوب إفريقيا لتنسيق المفاوضات السياسية حول النص الرئيسي للمؤتمر «بالطبع يبدو الأمر صعباً في الوقت الحالي، ولكن من ناحية أخرى لم يكن هذا الموضوع الرئيسي على جدول الأعمال بمثل هذه القوة من قبل، لذا فأنا جد متفائل».

بحثا عن حلول وسط، قال المبعوث الأميركي جون كيري لقناة CNA «أنا واثق من أننا سنتوصل إلى حل وسط سنتقدم بفضله في الاتجاه الصحيح».

سعوديا كان وزير الطاقة بالمملكة حاسمًا بقوله إنه يعارض أي اتفاق يتعلق بخفض الوقود الأحفوري، معبرًا عن تمسك الأطراف التقليدية بمواقفها.

نفاق

في سياق مناقض، عبرت عدة دول نامية عن استنكارها لما وصفته بأنه «نفاق» لدى الدول الغنية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وكندا، التي لا تمثل قدوة يمكن الاحتذاء بها في ما يتعلق بالاستغناء التدريجي عن الوقود الأحفوري في حين ترغب في أن تتخلى الدول الفقيرة عنه. وطالبتها بالالتزام بتقديم مساعدات مالية أكبر بكثير تمكنها من الاستثمار في الطاقات المتجددة وعملية التحول.

وقال الكوبي بيدرو لويس بيدروسو رئيس مجموعة 77 والصين التي تضم البلدان النامية والناشئة لوكالة فرانس برس «إذا اكتشف بلد فقير النفط، كيف يمكننا أن نقول له إنه لا يستطيع استغلاله، إذا لم يساعده أحد؟». وتعد مجموعة 77 والصين أساسية في المفاوضات بين الشمال والجنوب.

كل الخيارات مطروحة

لخصت النسخة الثانية الواقعة في 24 صفحة صباح الثلاثاء من مسودة تشكل أساسًا للمناقشات التي ستقود إلى تبني النص النهائي في ختام مؤتمر الأطراف، الخيارات المختلفة التي طرحتها حوالى 200 دولة تتفاوض في دبي.

وينعكس تعارض وجهات النظر في الخيارات المفتوحة بشأن مستقبل الوقود الأحفوري وتراوح من الدعوة إلى «الخروج المنظم والعادل من الوقود الأحفوري» إلى عدم التطرق إلى الموضوع على الإطلاق، الأمر الذي ينذر بمفاوضات شائكة حتى 12 ديسمبر، الموعد المقرر لاختتام المؤتمر.

الموضوع الآخر الذي يتعين على المفاوضين خوضه هو بشأن تضمين النص هدف مضاعفة الطاقات المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030 أو عدم التطرق إليه.

«أخرجوا الملوثين!»

خارج قاعات التفاوض بدبي تظاهر العشرات عند مدخل المؤتمر تحت أشعة الشمس الساطعة صباح الثلاثاء، أمام صورة كبيرة لكوكب الأرض المشتعل. وهتف المتظاهرون «أخرجوا الملوثين!».

حصل ما يقرب من 2500 من أعضاء جماعات الضغط التي تعمل لصالح شركات الوقود الأحفوري على اعتماد للمشاركة في المؤتمر، وفق ما أفاد تحالف من المنظمات غير الحكومية الثلاثاء.

وقال توماس هارمي جوزيف من الشبكة الأميركية غير الحكومية Indigenous Environmental Network لوكالة فرانس برس «ليس لدي أي ثقة في أن مؤتمر الأطراف سينجح (إذا) واصلت الأمم المتحدة في السماح لقطاع الوقود الأحفوري» بقيادة المناقشات.

صفقات مليارية على الهامش

على مدار الأيام الأربعة الأولى منذ انطلاق مؤتمر المناخ (كوب 28) في دبي، تعهدت العديد من الحكومات والشركات والمستثمرين والمؤسسات الخيرية بنحو 57 مليار دولار لدعم المبادرات المستدامة، وفق (سي إن إن)

يأتي ذلك في إطار التأكيدات المتكررة لرئيس المؤتمر، سلطان الجابر، من أن (كوب 28) يهدف إلى ضمان تكاتف كل الأطراف لإحراز تقدم جوهري في العمل المناخي بالتزامن مع تحقيق نمو اقتصادي عالمي مستدام.

وتوصل اليوم الأول من «كوب 28» إلى اتفاق لتفعيل صندوق الخسائر والأضرار المخصص لتعويض الدول النامية الأكثر تضرراً من تداعيات تغيّر المناخ، الذي أعقبته مجموعة من التعهدات عبر جميع مسارات العمل المناخي، بما في ذلك التمويل و الصحة والغذاء والطبيعة والطاقة.

أهم الأخبار