«النزوح إلى الموت في خان يونس».. شاهد عيان يتحدث لـ«خليجيون» من قلب الحصار الإسرائيلي

«النزوح إلى الموت في خان يونس».. شاهد عيان يتحدث لـ«خليجيون» من قلب الحصار الإسرائيلي
أطفال فلسطينيون في مدينة خان يونس التي تتعرض لقصف
القاهرة: أحمد كامل

«لا طعام.. لا أموال.. لا أمان ».. بتلك الكلمات لخص شاهد عيان فلسطيني لـ«خليجيون» معاناته في مدينة خان يونس التي تشهد قصفا وحصارا إسرائيلا مكثفا، بعدما نزح إليها من منزله في شمال قطاع غزة.

ويحاصر جيش الاحتلال مدينة خان يونس حيث تجري اشتباكات من الأعنف على الأرض منذ بدء الحرب قبل شهرين بينه وبين حركة «حماس».

وتحت حمم الموت التي تلاحق أبوخالد العسقلاني (55 عاما) وأسرته، تتفاقم المعاناة اليومية في توفير الطعام والشراب ووسائل التواصل لزوجته وأبناءه الخمسة، بعدما تدمير منزلهم في قصف إسرائيلي ونزوحهم من مدينة الزهراء شمال غزة، إلى خان يونس حيث استقروا داخل قاعة صغيرة بجامعة الأقصى التي تضم أكثر من 20 ألف نازح.

نازحون من خان يونس إلى رفح. (أ ف ب)

ويقول المواطن الفلسطيني:«نزحنا من شمال إلى جنوب غزة بعد إنذارات إسرائيلية اتضح لنا أنها خدعة.. الصهاينة لا عهد لهم»، مضيفا «نسمع أصوات قصف وطلقات نارية على مدار الساعة دون استبعاد بلوغ أيا منها إلى مقر نزوحنا داخل الجامعة، لا سيما وأن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف المدنيين بقناصته».

قسمت معه طعامي

وإلى جانب شبح الموت، تتفاقم معاناة النازحين في غزة، مع تحذيرات دولية من أزمة نقص غذاء في القطاع. ويروي شاهد العيان الفلسطيني لـ«خليجيون» مأساة الفلسطينيين في خان يونس مع ارتفاع أسعار الطعام، ويقول «توفير المأكل أصبح مهمة مستحيلة نظرا لشح السلع». ويوضح:«قفز سعر كيلو العدس إلى 70 دولار، وكيس الدقيق (25 كيلوجرام) بـ 200 دولار»، فيما يؤكد أن «المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة عبر معبر رفح لا تكفي سوى أيام قليلة».

وبصوت يملأه الأسي، يقول العسقلاني «طرق باب القاعة أحد الأشخاص طالبا مني طعام لوقف صراخ أطفاله الجوعى، فقسمت معه طعامي الذي لم يكن سوى خبز وفول»، موضحا «من لا يمتلك مال يطرق الأبواب لطلب خبز وعلب فول، حتى اضطر الكثيرون للبحث في الشوارع عن بقايا الطعام كوسيلة لسد جوع أمعاء الأطفال الخاوية، جراء شح الطعام».

وخلص رصد أجراه برنامج الأغذية العالمي، إلى أن ما بين 83 و97% من الأسر الفلسطينية لا تستهلك ما يكفي من الطعام، وفي بعض المناطق أشارت نحو 90% من الأسر عدم تناول أي غذاء طيلة يوم وليلة كاملين.

وسط هذه الأوضاع الكارثية، يرى أبوخالد أن الحديث عن وسائل الاتصال من هاتف وإنترنت باتت «رفاهية» من لسكان القطاع، ويقول «اضطر من حين لآخر لشراء بطاقة اتصال بـ 24 دولار لمدة يوم واحد، وفي الكثير من الأحيان ألجأ إلى تشغيل الراديو في هاتفي الخلوي، لمتابعة الأحداث الجارية إذا عجزت عن توفير البطاقة».

ويوم الإثنين الماضي، انقطعت كافة خدمات الاتصالات والإنترنت في قطاع غزة لمدة يوم بعد فصل المسارات الرئيسية، كما أعلنت منظمة «نت بلوكس»، عن انقطاع شبه كامل للإنترنت في قطاع غزة.

دمار جراء الغارات الإسرائيلية على مدينة خان يونس.
دمار جراء الغارات الإسرائيلية على مدينة خان يونس.

أوبئة في غزة

وفي قلب الصعوبات الإنسانية التي يواجهها عبد القادر وغير من النازحين، رصدت وزيرة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية ارتفاعا ملحوظا في عدد الحالات المسجلة من الأمراض المعدية بينهم، إذ جرى تسجيل أكثر من 117 ألف حالة التهاب تنفسي حاد، وأكثر من 86 ألف حالة إسهال وجفاف حاد عند الأطفال دون سن الخامسة، وأكثر من 50 ألف حالة مرض جلدي، منها 26 ألف حالة جرب وتقمل، وأكثر من 2400 حالة جدري.

يرصد العسقلاني «انتشار المجاعة والأوبئة بين الفلسطينيين في غزة، فضلا عن صعوبة إسعاف وإجراء عمليات عاجلة للمصابين ما أسفر عن استشهاد العديد بإصابات عادية، خاصة مع شح المستلزمات الطبية والأدوية والمطهرات والمضادات الحيوية»، مؤكدا أن «نقص الأغذية في قطاع غزة، أدى إلى تراجع ناعة المواطنين خاصة الأطفال وكبار السن ما أسفر عن إصابتهم بأمراض عديدة مؤخرا».

وفيما يلاحق شبح الموت أبوخالد في كل لحظة، فقد بات «حذرًا جدًا ليس من أصوات القصف، بل وأيضا من استهلاك مياه الغسيل والشرب وإعداد الطعام التي باتت شحيحة».

أهم الأخبار