48 ساعة صعبة في «كوب 28».. أمال بصيغة «قوية» حول الوقود الأحفوري

48 ساعة صعبة في «كوب 28».. أمال بصيغة «قوية» حول الوقود الأحفوري
احدى المشاركات في كوب 28 المقام بالإمارات
القاهرة: «خليجيون»

يشعر مفاوضو مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ المجتمعون في غرف مكيفة بعيدًا عن هواء دبي الحار بإمكانية التوصل إلى تسوية بشأن الوقود الأحفوري، قبل يومين من موعد اختتامه الذي حدده الرئيس الإماراتي للمؤتمر.

ويرى المشاركون، سواء انتموا إلى منظمات غير حكومية أم كانوا مندوبي دول، أن الاتفاق لم يكن يومًا أقرب إلى الإيذان ببداية نهاية النفط والغاز والفحم التي تعد الانبعاثات الناتجة عن حرقها منذ القرن التاسع عشر مسؤولة إلى حد كبير عن الاحترار العالمي الذي نشهده اليوم، وفق وكالة فرانس برس.

لكن يظل عليهم إقناع الكتلة التي تقودها المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، والهند التي ما زالت تنتج ثلاثة أرباع احتياجاتها من الكهرباء عن طريق حرق الفحم.. .والدول النامية التي تطالب الدول الغنية بتخصيص الأموال لمساعدتها على تركيب محطات الطاقة الشمسية أو توربينات الرياح التي تحتاجها.

التركيز على الوقود الأحفوري

كررت المبعوثة الألمانية للمناخ جنيفر مورغان الأحد قولها «نحن بحاجة إلى صيغة قوية بشأن التخلي عن الوقود الأحفوري، تتماشى مع إبقاء الاحترار عند 1، 5 درجة مئوية». وأضافت: «وفي الوقت نفسه، من الواضح أن الدول الأقل نموا لن تكون قادرة على التحرك بالسرعة نفسها مثل القوى الاقتصادية الكبرى في مجموعة العشرين».

وعليه، يفترض أن يتضمن النص الذي سيعرض على مندوبي مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين الدعوة إلى التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري من دون أن يغفل أن قسمًا من سكان العالم ما زالوا محرومين من الحصول على الطاقة وهي مشكلة ستستمر مع الزيادة المتوقعة في النمو السكاني.

وفي حين تُتهم الدول المصدرة للنفط بعرقلة المفاوضات، يرى المفاوضون أن الصين تتخذ موقفًا بناء. وقال الناشط في منظمة غرينبيس (السلام الأخضر) في الشرق الأوسط شادي خليل «أدعو المجموعة العربية برئاسة المملكة العربية السعودية والدول العربية في إفريقيا والدول الأقل نموا إلى إعطاء فرصة للحياة والعلم والرئاسة الإماراتية للمؤتمر».

كلفة التأقلم

لكن الموضوع الذي يطغى على محادثات الأحد في مؤتمر المناخ هو ركيزة أخرى من ركائز الاتفاق الشامل الذي يعده رئيس المؤتمر الإماراتي سلطان الجابر، ويتعلق بتكيف الدول المعرضة لتبعات التغير المناخي.

قال رالف ريجينفانو، وزير التغير المناخي في فانواتو، وهي جزيرة صغيرة في المحيط الهادئ تواجه ارتفاع منسوب مياه المحيط، في مقابلة مع وكالة فرانس برس إنه لا يتم إيلاء المسألة اهتمامًا مساويًا للمواضيع الأخرى. نُشر اليوم الأحد نصّ مقترح بشأن التكيف لكن العديد من المراقبين عبروا عن عدم رضاهم عنه. وقالت آنا موليو الفاريز من مركز الأبحاث E3G إنه أذا لم يتضمن إجراءات تنفيذ أوضح، فإن «هذا الإطار لن يكون له معنى».

عودة غوتيريش

يُتوقع أن يعود أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إلى دبي الأحد للمشاركة في المفاوضات الأخيرة. وقال غوتيريش من الدوحة إن «مصادر الطاقة المتجددة رخيصة ونظيفة ولا حصر لها. ويمكنها تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة من دون تسميم بيئتنا وخنق كوكبنا».

ودعا شركات النفط إلى الاستثمار في الطاقات المتجددة، وحث قادة العالم في مؤتمر المناخ على الاتفاق «على تخفيضات كبيرة في الانبعاثات بما يتماشى مع الحفاظ على الاحترار العالمي عند 1، 5 درجة».

وكالة الطاقة الدولية

قالت وكالة الطاقة الدولية الأحد إن التعهدات التي أعلنتها حكومات وشركات نفطية في بداية مؤتمر المناخ الثامن والعشرين المنعقد في دبي لن تؤدي سوى إلى خفض انبعاثات غازات الدفيئة المرتبطة بمصادر الطاقة بنسبة 30% مما هو مطلوب بحلول عام 2030.

وأصدرت الوكالة تقييماً للوعود غير الملزمة التي قطعتها 130 دولة بمضاعفة مصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات وكفاءة الطاقة مرتين بحلول عام 2030، وكذلك إعلان نحو خمسين شركة للنفط والغاز بخفض انبعاثات غاز الميثان.

و تعد الالتزامات الطوعية المعلنة في بداية مؤتمر الأطراف غير ملزمة، على عكس النص الجاري التفاوض عليه برعاية الأمم المتحدة ويتم تبنيه بالتوافق بين نحو مئتي دولة.

احتجاج في جناح أوبك

دخل ناشطون لفترة وجيزة إلى جناح منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) احتجاجًا على رسالة من أمينها العام دعا فيها أعضاءها إلى رفض أي نص يستهدف الوقود الأحفوري في المؤتمر.

وقال نيكولا هاينغر من المنظمة غير الحكومية 350.org أمام دهشة زوار الجناح «بالنسبة لنا، فإن وجود جناح لمنظمة أوبك في مؤتمر الأطراف هو بمثابة وجود منصة نفطية ضخمة في قلب المفاوضات».

أهم الأخبار