توماس فريدمان: حان الوقت لأميركا أن تمنح إسرائيل بعض الحب القاسي

توماس فريدمان: حان الوقت لأميركا أن تمنح إسرائيل بعض الحب القاسي
توماس فريدمان (الإنترنت)

مع استمرار تصاعد التوترات في قطاع غزة، تدور مناقشات جادة حول أفضل مسار للعمل بالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة.

لقد حان الوقت لتبني نهج جديد يضع السلام والاستقرار في المنطقة على رأس أولوياته، وهذا قد يعني إعادة تقييم الاستراتيجيات والأهداف الحالية.

أدى اكتشاف الأنفاق الأخيرة تحت قطاع غزة والنزاع المستمر بين قوات الدفاع الإسرائيلية وحماس إلى خسائر فادحة في الأرواح وأضرار جسيمة بالمناطق الحضرية الرئيسية في غزة. ومع استمرار تفاقم النزاع، يتضح بشكل متزايد ضرورة وجود نهج جديد.

من الضروري أن تشارك إدارة بايدن بنشاط في نقاش مباشر وصريح مع إسرائيل حول الأهداف طويلة الأجل للنزاع وكيفية إنهاء الحرب

تلعب الولايات المتحدة دورًا حاسمًا في التأثير على المسار المستقبلي لإسرائيل وحماس. من الضروري أن تشارك إدارة بايدن بنشاط في نقاش مباشر وصريح مع إسرائيل حول الأهداف طويلة الأجل للنزاع وكيفية إنهاء الحرب بتوازن جديد للقوى في المنطقة.

لقد حان الوقت للولايات المتحدة أن تقدم لإسرائيل توجيهات واضحة وحاسمة حول كيفية إعلان النصر في غزة والعودة إلى الديار. تواجه القيادة الحالية في إسرائيل ضغوطًا من المواطنين الإسرائيليين لتأمين عودة أكثر من 120 رهينة محتجزين حاليًا لدى حماس. يأجب مراعاة هذه الأولوية الملحة عند وضع استراتيجيات لحل النزاع.

تقترح إحدى الاستراتيجيات أن تعلن إسرائيل انسحابًا كاملاً من غزة مقابل تسليم جميع الرهائن الإسرائيليين ووقف إطلاق نار دائم تحت الإشراف الدولي، بما في ذلك المراقبين الأميركيين والناتو والدول العربية. سيعمل هذا النهج على تحويل الضغط السياسي والعسكري والدبلوماسي والأخلاقي إلى حماس، مما يوفر مسارًا محتملاً نحو سلام دائم.

إن وجود مراقبين أميركيين وإشراف الناتو في وقف إطلاق النار المقترح يجلب إحساسًا بالتعاون الدولي والمساءلة لحل النزاع

من الضروري أيضًا أن تشارك إدارة بايدن مع إسرائيل في كيفية تعزيز الإنجازات العسكرية وإنهاء النزاع في غزة. إن وجود مراقبين أميركيين وإشراف الناتو في وقف إطلاق النار المقترح يجلب إحساسًا بالتعاون الدولي والمساءلة لحل النزاع.

علاوة على ذلك، من الأهمية بمكان إدراك الأزمة الإنسانية التي تفجرت في قطاع غزة نتيجة للنزاع. يجب معالجة احتياجات المدنيين الأبرياء في غزة، وكذلك الحكم وإعادة الإعمار على المدى الطويل للمنطقة، في أي حل للنزاع.

يقدم النهج المقترح طريقة واقعية وعملية للمضي قدمًا في سعيًا لتحقيق السلام في قطاع غزة. وقد لا يحقق نهاية القصص الخيالية التي تم التمني لها ذات مرة، ولكنه يقدم خيارًا قابلاً للتطبيق لإنهاء النزاع ووضع الأساس للاستقرار الدائم في المنطقة.

لقد حان الوقت لإعادة تقييم الأهداف والتكتيكات في صراع غزة، وكذلك للولايات المتحدة لتلعب دورًا أكثر نشاطًا في توجيه إسرائيل نحو حل يضع السلام والاستقرار على رأس أولوياته لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين. دعونا لا نغرق في رمال غزة المتحركة، نلاحق انتصارًا كاملاً هو سراب بعيد المنال.

نقلا عن صحيفة «نيويورك تايمز»

*توماس فريدمان، كاتب العمود في صحيفة نيويورك تايمز

أهم الأخبار