3 أسباب تحشد الزحف الهندي في صدارة البورصات العالمية

3 أسباب تحشد الزحف الهندي في صدارة البورصات العالمية
شاشة رقمية في مبنى البورصة في مومباي. (أ ف ب)
القاهرة: «خليجيون»

قفزت البورصة الهندية إلى المرتبة الرابعة عالمياً من حيث القيمة السوقية، ويعكس تقدّمها تفاؤل المستثمرين العالميين المتزايد بفرص الهند الاقتصادية، وفقًا لبيانات نشرتها وكالة بلومبرغ اليوم الثلاثاء.

ويقول مدير المحفظة في بنك «جي بي مورغان» الخاص راشمي غوبتا في بيان مؤخراً «نعتقد أن الهند تقدّم بعض الفرص الأكثر إثارة للاهتمام على المدى الطويل». ورأى أنّ الهند تجمع مزايا عديدة: دعم سياسي «كبير» للنمو، و«ديناميكيات ديموغرافية فريدة» و«إمكانات أفضل للنمو الاقتصادي والأرباح»، حسب وكالة فرانس برس.

وبلغت القيمة السوقية الإجمالية للشركات المدرجة في البورصة الهندية 4300 مليار دولار الاثنين، متجاوزة بنسبة قليلة القيمة السوقية في هونغ كونغ البالغة 4290 مليار دولار. ويأتي التحوّل في التسلسل العالمي بعدما شهدت البورصة في الهند عاماً استثنائياً في 2023، عزّزته زيادة مشاركة المستثمرين الأفراد بالإضافة إلى النمو الاقتصادي القوي وزيادة السيولة.

في العام 2023، ارتفع مؤشر نيفتي 50 في البورصة الهندية بنسبة 20%، مسجلاً تصاعداً للعام الثامن على التوالي. وسجّل مؤشر هانغ سنغ للشركات الصينية في هونغ كونغ تراجعاً بنسبة 14%. وسجّل سوق هونغ كونغ خسائر للعام الرابع على التوالي، في حين سحب مديرو أموال مليارات الدولارات بسبب مخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي في الصين.

ومن المتوقع أن تجرى الانتخابات العامة الهندية المقبلة في الفترة بين أبريل ومايو لاختيار أعضاء مجلس الشعب لوك سابها (مجلس النواب)، حيث تنتهي فترة ولايتهم في 16 يونيو 2024. وتأثير هذه الانتخابات سيكون كبيرا على السياسات الداخلية والخارجية في الهند، التي تعد أكبر ديمقراطية في العالم. ويسعى رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، بالفوز بالانتخابات الثالثة على التوالي.

وفاز حزب «بهاراتيا جاناتا» الحاكم، التابع لرئيس الوزراء مودي، بثلاثة انتخابات حاسمة للولايات والإطاحة بالمعارضة في اثنتين منها الشهر الماضي، مما عزز فرصه للفوز بولاية ثالثة.

البورصة الهندية والانتخابات الوطنية

وحسب أحد استراتيجيي «غولدمان ساكس جروب»، ربما تشهد الهند تدفقاً متسارعاً للاستثمارات الأجنبية في سوقها للأوراق المالية البالغة قيمتها 4.4 تريليون دولار فور انتهاء الانتخابات الوطنية.

ويقول سونيل كول، استراتيجي الأسهم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ خلال مقابلة في سنغافورة: «لا يزال بعض الأشخاص مترددين في الاستثمار قبل الانتخابات، لكنك قد ترى الكثيرين يتدفقون إلى السوق بمجرد انتهاء الانتخابات». وأضاف أن تقييمات الأسهم المرتفعة تعد سبباً آخر يتبناه الكثيرون لتجنب الاستثمار في سوق الأوراق المالية الهندية، لكن نمو الأرباح يجب أن يعالج هذا الأمر.

استحوذ المستثمرون حول العالم على أسهم بقيمة 21 مليار دولار خلال 2023، لكن الوتيرة تباطأت هذا الشهر قبل الانتخابات التي من المقرر إجراؤها في أبريل ومايو، ويُتوقع فوز رئيس الوزراء ناريندرا مودي فيها بولاية ثالثة. ولا تزال حيازات الأسهم الهندية قليلة لدى العديد من الصناديق.

تابع كول أن «الهند ما زالت لا تحظى بالاهتمام الكافي بالنظر إلى الأموال العالمية المتاحة للاستثمار، وحتى عند مقارنتها بمجمع الاستثمارات في آسيا والأسواق الناشئة». ووجد تحليل «غولدمان» أن صناديق الاستثمار المشتركة العالمية التي تبلغ أصولها المجمعة حوالي 2.4 تريليون دولار، تستثمر بشكل أقل بنحو 150 نقطة أساس في الهند مقارنة بأنماطهم التاريخية.

وقال كول إن «جولدمان» يتوقع «استمرار السياسات» في الهند بعد الانتخابات، ويراهن بشدة على سوق الأوراق المالية هناك وسط توقعات بنمو الأرباح بنحو 15% سنوياً خلال العامين الحالي والمقبل، وهذا يجب أن يحافظ على جودة التقييمات. يجري تداول مؤشر «إن إس إي نيفتي 50» بعلاوة 50% تقريباً مقارنة ببقية دول آسيا والمحيط الهادئ. وأضاف المحلل إن «العديد من الصناديق الاستثمارية في شمال آسيا والتي تقع مقراتها في تايوان أو هونغ كونغ أو الصين، وحتى الصناديق الإقليمية التي كانت دائماً أكثر تركيزاً على هونغ كونغ والصين» أبدت اهتماماً كبيراً بالاستثمار في الهند في الأشهر الأخيرة. إضافة إلى ذلك، تتطلع الصناديق في كوريا الجنوبية والبرازيل أيضاً إلى زيادة استثماراتها في الهند.

اقرأ المزيد:

تباين أداء البورصات الخليجية.. و«الكويتية» خضراء

الهند تنشر سفنًا مدمرة في بحر العرب

أهم الأخبار