لافتتاح مصفاة الدقم..

أمير الكويت في زيارة رسمية إلى سلطنة عمان.. غدًا

أمير الكويت في زيارة رسمية إلى سلطنة عمان.. غدًا
الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح (الإنترنت)
القاهرة: «خليجيون»

يتوجه أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، غدًا الثلاثاء، إلى سلطنة عمان، وذلك في زيارة رسمية.

وأفادت وكالة أنباء الكويت الرسمية أن أمير الكويت وسلطان عمان السلطان هيثم بن طارق، سوف يحضران حفل افتتاح مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية، وذلك يوم الأربعاء بولاية الدقم.

وكان مقررًا افتتاح المصفاة رسمياً في يناير 2024، لكن جرى تأجيله لوضع اللمسات النهائية واشتراطات لتعزيز جوانب الأمن والسلامة داخل المشروع.

ماذا تعرف عن مصفاة الدقم؟

وتصل تكلفة المشروع المشترك بين الكويت وعمان إلى 9.8 مليار دولار، ومن المرجح أن يحقق عوائد استثمارية تناهز 8%.

ويأتي افتتاح المصفاة ضمن أهداف مؤسسة البترول الكويتية لزيادة حجم وتنويع الاستثمارات الخارجية النفطية الكويتية، إذ يبلغ حجم الطاقة التكريرية اليومية للمصفاة يبلغ 230 ألف برميل.

العلاقات الكويتية - العمانية

وسلطت تقرير لوكلة «كونا» على العلاقات الكويتية - العمانية الضاربة بجذورها عميقًا في ذاكرة البلدين، باعتبارها مثالا يحتذى لعلاقات بلدين جمعت بينهما أواصر كثيرة أهمها اللغة والدين والتاريخ ورسخها حرص قيادتيهما على تعزيزها وتطويرها.

ولم تكن العلاقات بين البلدين وليدة عقود قليلة سابقة بل تعود بجذورها إلى تاريخ وجود الشعبين قبل قرون عديدة كل في أرضه ودياره ولاسيما ما يتصل بالعلاقات التجارية البحرية التي جمعت بين تجار البلدين.

وإضافة إلى تلك العلاقات التاريخية يرتبط البلدان بعلاقات سياسية واقتصادية وتجارية وثقافية وعلمية تشهد تطورا مستمرا بفضل توجيهات القيادتين الحكيمتين في البلدين وحرصهما على تعزيزها في شتى المجالات والدفع بتلك العلاقات نحو آفاق أوسع وأرحب. وتأتي الزيارة المرتقبة غدا الثلاثاء لتعميق أواصر التعاون المشترك بين البلدين.

مواقف مشتركة

وتتجلى مواقف سلطنة عمان المبدئية والمشرفة تجاه قضايا الكويت بأبهى صورها إبان محنتها عام 1990 خلال غزو النظام العراقي حينما وقفت السلطنة مع الحق الكويتي وساهمت في حرب تحرير الكويت في فبراير 1991 واحتضنت عددا كبيرا من مواطنيها أثناء فترة الاحتلال وقدمت لهم كل التسهيلات.

وعلى الصعيد السياسي، شهدت العقود الثلاثة الماضية تطورا مطردا في العلاقات الثنائية وتعزيزا للصلات التاريخية القديمة وتعاونا مشتركا في القضايا الإقليمية والعالمية، وتوجت ذلك كله الزيارات المتبادلة التي كان تقوم بها قيادات البلدين.

تسلسل زمني

في 18 سبتمبر عام 1991 زار أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح سلطنة عمان، والتقى خلالها السلطان قابوس بن سعيد، حيث قدم شكر الكويت للسلطنة على مواقفها المؤيدة للحق الكويتي خلال محنة الغزو العراقي.

في 23 ديسمبر عام 1991، زار السلطان قابوس بن سعيد الكويت للمشاركة في القمة الخليجية الـ12 لدول مجلس التعاون الخليجي والتقى خلالها الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح.

في 20 مايو عام 2002، زار السلطان قابوس بن سعيد الكويت، والتقى الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد حينها للاطمئنان عليه وعلى صحته بعد أن من الله تعالى عليه بالشفاء.

وخلال الزيارة عقد الجانبان محادثات رسمية تناولت العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها في جميع المجالات، إضافة إلى التنسيق المشترك حيال مختلف القضايا والأمور التي تهم البلدين والأمتين العربية والإسلامية.

في السابع من يونيو 2005 زار السلطان قابوس الكويت، حيث التقى الأمير الوالد الراحل الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح، وكان حينها نائبا للأمير ووليا للعهد، وبحث معه عددا من المستجدات في المنطقة وسبل تعزيز العلاقات الثنائية، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول القضايا محل الاهتمام المشترك.

في 28 ديسمبر 2009 قلد أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح السلطان قابوس (قلادة مبارك الكبير) خلال زيارته إلى الكويت، فيما قلد السلطان قابوس الأمير الراحل (وسام عمان المدني) من الدرجة الأولى.

وفي تلك الزيارة بحث الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد مع السلطان قابوس العلاقات الأخوية، وأوجه التعاون القائم بين البلدين لما فيه خير ومصلحة الشعبين، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول الأمور التي تهم الجانبين.

في 17 يونيو عام 2010 زار السلطان قابوس الكويت والتقى الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، للتشاور والتنسيق حيال مختلف القضايا والأمور التي تهم البلدين الشقيقين والأمتين العربية والإسلامية.

وفي 16 أبريل عام 2012 بحث السلطان قابوس مع الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد خلال زيارة للكويت استمرت أربعة أيام تعزيز العلاقات الأخوية التي تربط البلدين والشعبين والأمور التي تسهم في خير وصالح شعبي البلدين الشقيقين ودول مجلس التعاون الخليجي.

وزار الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد طيب الله ثراه سلطنة عمان في 20 فبراير عام 2017، حيث بحث مع السلطان قابوس العلاقات التي تربط السلطنة والكويت والتعاون المثمر بينهما في مختلف المجالات التي تخدم المصالح المشتركة للشعبين.

وزار الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد سلطنة عمان في 12 يناير عام 2020 لتقديم واجب العزاء في وفاة السلطان قابوس بن سعيد، في حين زار سلطان عمان هيثم بن طارق البلاد في الأول من أكتوبر 2020 لتقديم واجب العزاء في وفاة أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد، كما زارها في 18 يونيو 2023 لتقديم واجب العزاء في وفاة الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح.

لجنة مشتركة تلتقي بصورة دورية

وفي إطار التشاور والتنسيق المشترك بين البلدين حيال مجمل القضايا محل الاهتمام المشترك وتعزيز التعاون الثنائي شكل البلدان في عام 2001 لجنة مشتركة تلتقي بصورة دورية.

وتعمل اللجنة المشتركة بصفة مستمرة على تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات التجارية والصناعية والثقافية والعلمية والسياحية والبحث العلمي والتعاون الفني والإعلامي، إضافة إلى مجال النفط والغاز والتنمية الاجتماعية والقوى العاملة والخدمة المدنية والتنمية الإدارية والحكومة الإلكترونية وحماية البيئة البحرية ومكافحة التلوث وحماية الموارد الساحلية.

ولم تتوقف الزيارات بين البلدين لمسؤولين من السلطتين التنفيذية والتشريعية طوال العقود الماضية فيما شهد البلدان في الآونة الأخيرة زيارات متبادلة لمسؤولين من الجانبين بهدف تعزيز أواصر التعاون وتنسيق الجهود المشتركة.

في 11 مارس عام 2023 ترأس وزير الخارجية السابق الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح وفد الكويت في أعمال اللجنة الكويتية - العمانية المشتركة بدورتها التاسعة التي عقدت في سلطنة عمان، وبحث خلال الزيارة مع وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.

وفي 16 نوفمبر عام 2023 زار وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي الكويت، حيث عقد محادثات رسمية مع وزير الخارجية السابق الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح ووقعا على مذكرتي تفاهم وبرنامجين تنفيذيين في مجال التعليم العالي وتعزيز حماية المنافسة والتعاون الفني في مجال حماية البيئة 2024 - 2026 وفي مجال تنمية الصادرات الصناعية 2024 -2025.

وفي 21 نوفمبر عام 2023 زار نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع الكويتي السابق الشيخ أحمد فهد الأحمد الصباح سلطنة عمان، وبحث مع نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع شهاب بن طارق بن تيمور عددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

التعاون النفطي

وعلى صعيد التعاون النفطي فقد تم في 14 يناير عام 2021 تدشين العلامة التجارية «اوكيو8» لشركة مصفاة «الدقم» والصناعات البتروكيماوية في سلطنة عمان من قبل شركة البترول الكويتية العالمية «كيو8» وشركة أوكيو العمانية «أوكيو»، فيما زار وفد يرأسه الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية الشيخ نواف الصباح سلطنة عمان في 12 ديسمبر عام 2023 لمتابعة إنجاز مشروع مصفاة «الدقم».

وفي 7 أكتوبر عام 2023 استضافت الكويت معرض «عمان في قلب الكويت» الذي أقيم في مقر نقابة الفنانين والإعلاميين الكويتيين بمشاركة 50 فنانا عمانيا واستهدف تعزيز التواصل بين المؤسسات الفنية في البلدين الشقيقين لاثراء الساحة الثقافية والفنية.

اقرأ أيضًا: عُمان والكويت.. نموذج يحتذى في العلاقات الراسخة بين الأشقاء

أهم الأخبار