قتيلان في مواجهات..

هاجس «التزوير» يطارد أنصار مرشح مسجون في انتخابات باكستان

هاجس «التزوير» يطارد أنصار مرشح مسجون في انتخابات باكستان
مداخل مقر اللجنة الانتخابية الباكستانية. (أرشيف)
إسلام آباد: «خليجيون»

وسط مخاوف من تزوير الانتخابات التشريعية في باكستان، لا يزال الموالون لرئيس الوزراء السابق عمران خان المسجون راهنا، يتصدرون اليوم الجمعة نتائج الانتخابات مع إنهاء القسم الاكبر من عملية الفرز، ولكن مع تقدم محدود على أكبر حزبين يهيمنان على الساحة السياسية.

وحتى لو تأكدت هذه النتائج، فهذا لا يعني أن حركة «الانصاف» الباكستانية بزعامة خان ستكون قادرة على تشكيل حكومة. وفي حال فشلت الكتل الثلاث في الحصول على غالبية مطلقة، ينبغي على الفائز ان ينسج تحالفات، ما يعني أن كل الخيارات تبقى مفتوحة بالنسبة الى تشكيل هذا الائتلاف. ولا تزال الرابطة الاسلامية الباكستانية بزعامة رئيس الوزراء السابق نواز شريف في الموقع الأفضل للقيام بذلك، وفق وكالة فرانس برس.

وقال شريف من مقر حزبه في لاهور «ليس لدينا الغالبية لنشكل حكومة منفردين، لذا ندعو الأحزاب الاخرى والمرشحين الفائزين الى العمل معنا». وعاد شريف (74 عاما) الى باكستان في أكتوبر بعد أربعة أعوام في المنفى بلندن. ويقول مراقبون انه يحظى بدعم الجيش.

ومُنعت «حركة الإنصاف الباكستانية» التي يتزعّمها خان من خوض الانتخابات التي جرت الخميس. رغم كل شئ، اظهرت آخر النتائج الرسمية فوز المستقلين بـ92 مقعدا، ومعظمهم مرتبط بحزب خان، مقابل 63 مقعدا لحزب شريف.

وقالت المفوضية الانتخابية إن حزب الشعب الباكستاني حاز 50 مقعدا. وتشمل هذه النتائج 225 من 266 دائرة.

ويفاقم بطء عملية الفرز الشكوك من تلاعب ممكن في النتائج لا يصب بمصلحة حزب عمران خان. وشككت الخارجية الاميركية الجمعة في «القيود غير المبررة» التي تم فرضها خلال العملية الانتخابية في باكستان، معربة عن قلقها لتهم تزوير، لكنها أبدت استعدادها للعمل مع أي حكومة مقبلة يتم تشكيلها.

واعربت بريطانيا عن «قلق بالغ» حيال مجريات العملية الانتخابية في باكستان، وحضت السلطات على «احترام حقوق الانسان الاساسية».

أنصار عمران خان. (أرشيفية)
أنصار عمران خان. (أرشيفية)

إعادة احتساب الأصوات في باكستان

غالبية المقاعد التي فاز بها مرشحون مدعومون من حزب خان، تقع في معقله خيبر باختونخوا حيث قتل اثنان من انصاره واصيب 24 في صدامات مساء الجمعة. وقال مسؤول الشرطة المحلية شهيب زاده سجاد احمد لفرانس برس إن «متظاهرين تعرضا لرشق بالحجارة وقضيا».

وسجلت تظاهرات أيضا في بيشاور، عاصمة ولاية خيبر باختونخوا وفي كويتا بولاية بلوشستان. وقال التاجر محمد سالم (28 عاما) الذي انضم الى نحو الفي متظاهر من انصار حزب خان قطعوا طريقا رئيسية في بيشاور «لقد غيروا نتائجنا على الحكومة أن تعيد احتساب كل الاصوات».

وتحدثت مفوضية الانتخابات عن «مشاكل في الانترنت» لتبرير بطء العملية. وازدادت الشكوك في صدقية الانتخابات بسبب قطع السلطات للاتصالات ولخدمة الانترنت عبر الهواتف النقالة طوال يوم الاقتراع.

تضم الجمعية الوطنية 336 مقعدا لكن 70 منها مخصصة للنساء والأقليات الدينية وتعتمد النظام النسبي. وتخللت الحملة الانتخابية اتهامات بحصول «تزوير قبل الانتخابات» مع استبعاد عمران خان (71 عاما). وقد صدرت في حق خان ثلاثة أحكام طويلة بالسجن فيما تعرض حزبه للقمع.

جهود لتزوير الانتخابات الباكستانية

قبل إعلان أولى النتائج، قال المسؤول في حركة الانصاف عمر أيوب خان لوسائل الإعلام إنه على ثقة بأن حزبه «سيكون قادرا على تشكيل الحكومة الاتحادية المقبلة بغالبية الثلثين». وقال رؤوف حسن مسؤول الاعلام في حزب خان خلال الليل «تُبذل جهود لتزوير النتائج».

وكان حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية وحزب الشعب الباكستاني شكلا حكومة ائتلافية برئاسة شهباز شريف شقيق نواز، بعد الإطاحة بعمران خان من منصب رئيس الوزراء بموجب مذكرة حجب ثقة في أبريل 2022.

ونأى حزب الشعب الباكستاني عن حزب نواز شريف منافسه التاريخي، خلال الحملة الانتخابية، ويبدو أنه عانى أقل من عدم شعبية الحكومة الائتلافية.

عول عمران خان على حصول تعبئة في صفوف الشباب كما حصل العام 2018، إذ أن هذه الفئة متعطشة إلى التغيير بعد سيطرة الأسر السياسية التي تعتبر فاسدة على الحياة السياسية لعقود.

ولا يزال نجم الكريكت السابق يتمتع بشعبية واسعة بسبب مواقفه المناهضة للمؤسسات القائمة رغم توليه الحكم وتسجيل تدهور في الوضع الاقتصادي عندما كان رئيسا للوزراء.

وقد تحدى بشكل مباشر الجيش الذي يقال إنه دعمه في العام 2018، متهما إياه بالوقوف وراء سقوطه العام 2022 ومتاعبه القضائية.

وقتل 28 شخصا في تفجيرين الأربعاء في محافظة بلوشستان بجنوب غرب البلاد، في هجوم تبنّاه تنظيم الدولة الإسلامية. وقالت وزارة الداخلية الجمعة ان 61 هجوما وقعت الخميس، يوم الاقتراع، وخلفت 16 قتيلا و54 جريحا.

أهم الأخبار