ذاكرة بايدن تفجر جدلا في أميركا: «شفرة» السلاح النووي في خطر

ذاكرة بايدن تفجر جدلا في أميركا: «شفرة» السلاح النووي في خطر
الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض. (أ ف ب)
واشنطن: «خليجيون»

عادت الحالة الصحية للرئيس الأميركي جو بايدن الآن إلى واجهة حملة الانتخابات الرئاسية بعد هفواته المتكررة، وخصوصا على ضوء تعليقات مدمرة سياسيا صدرت عن مدع خاص بخصوص ذاكرة الرئيس، فيما قال أحد النواب الأميركي إن «شفرة» السلاح النووي في خطر.

وتقود كل المؤشرات إلى أن بايدن سيواجه في نوفمبر الرئيس الجمهوري السابق الذي أطلق عليه في الماضي لقب«جو النعسان» ويعمد الى تقليده خلال تجمعاته الانتخابية، فيصوّره كخصم تائه ومشوّش.

وبرّأ تقرير روبرت هور المحقّق الخاصّ في قضيّة احتفاظ بايدن بوثائق سرّية، بايدن من سوء التعامل مع الوثائق السرّية، لكنّه وصف الرئيس الديموقراطي البالغ 81 عامًا بأنّه «رجل مسنّ حسن النيّة وذو ذاكرة ضعيفة»، وفق وكالة فرانس برس.

وعُيّن هور مدّعيًا عامًّا لمقاطعة مريلاند عام 2017 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، قبل أن يعهد إليه ميريك غارلاند، وزير العدل في حكومة بايدن، التحقيق في قضيّة الوثائق.

كيف رد بايدن؟

وردّ بايدن بغضب، في خطاب مفاجئ من البيت الأبيض مساء الخميس، على التقرير قائلًا «ذاكرتي جيّدة»، منتقدًا المحقّق الخاصّ لادّعائه أنّ بايدن غير قادر حتّى على تذكّر تاريخ وفاة ابنه بو عام 2015.

وقال الرئيس الثمانيني أمام صحفيّين في البيت الأبيض «حسنًا، أنا رجل مسنّ وأعرف ما أفعله. لا أعاني مشاكل في الذاكرة»، مندّدًا بشدّة بما أورده المحقّق في تقريره من أنّه نسي تاريخ وفاة ابنه بو.

وما زاد الطين بلّة، هو ارتكاب بايدن ليل الخميس أحد أخطائه المعتادة. وردًّا على سؤال حول الوضع في قطاع غزّة، أشار بايدن إلى «الرئيس المكسيكيّ السيسي». وهو كان يريد الإشارة إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

ولاحقًا، هاجمت الرئاسة الأميركيّة تقرير المحقّق الخاصّ. وقال المتحدّث باسم البيت الأبيض إيان سامز الجمعة في مؤتمر صحفي، «عندما يكون الاستنتاج الحتميّ أنّ الحقائق والأدلّة لا تدعم أيّ اتّهامات، لا يبقى أمامك سوى أن تتساءل لماذا يستهلك هذا التقرير وقتًا في توجيه انتقادات بلا مُسوّغ وغير مُناسبة للرئيس؟».

اننتقادات الديمقراطيين

من جهته، ندّد السناتور الديموقراطي عن ولاية بنسلفانيا جون فيترمان الذي ستكون ولايته حاسمة في انتخابات وفمبر، بعملٍ نفّذه مُدّعٍ عام "عيّنه ترامب" من أجل تشويه سمعة بايدن. وانتقدت نائبة الرئيس كامالا هاريس الجمعة تقرير روبرت هور المحقّق الخاصّ في قضيّة احتفاظ بايدن بوثائق سرّية، معتبرةً أنّ هناك دوافع سياسيّة وراء التشكيك في عمر الرئيس وذاكرته.

وقالت هاريس عندما سُئلت عن تقرير هور، إنّ «الطريقة التي وُصِف بها سلوك الرئيس في ذلك التقرير لا يُمكن أن تكون مغلوطة أكثر، ومن الواضح أنّ دوافعها سياسيّة». وأضافت هاريس التي كانت مدّعية عامّة، أنّ التعليقات حول صحّة بايدن العقليّة الواردة في التقرير، هي «بلا مُسوّغ وغير دقيقة وغير مناسبة».

لكن الضرر وقع سياسيا، وسارع خصوم بايدن الجمهوريون الى استغلال هذه الفرصة. وقد شكّل ذلك فرصة لترامب (77 عاما) الذي يُرجَّح أن يُواجه بايدن مرّة أخرى في نوفمبر. ولطالما وجّه ترامب انتقادات إلى بايدن تتعلّق بقدراته العقليّة والجسديّة.

ترامب: لا أعتقد أنّ بايدن يعلم أنّه على قيد الحياة

وفي حديثه مساء الجمعة إلى تجمّع لأعضاء لوبي السلاح (الجمعيّة الوطنيّة للأسلحة إن آر إيه) في ولاية بنسلفانيا، قال الرئيس الجمهوري السابق عن خليفته الديموقراطي «لا أعتقد أنّه يعلم أنّه على قيد الحياة».

كما نشر ترامب على شبكته الاجتماعيّة «تروث سوشال» خريطة زائفة للشرق الأوسط، يحلّ فيها اسم المكسيك محلّ اسم مصر. وفي أسفل الخريطة، كُتبت عبارة «المصدر: جو بايدن».

في يناير، نشر ترامب مقطعًا انتخابيًّا ساخرًا يعتمد على صور غير مواتية لمنافسه. ويُصوّر الفيديو البيت الأبيض على أنّه «دار للمُسنّين» مُريحة «يشعر سكّانها وكأنّهم رؤساء»>

وقال رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون «إن رجلا لا يمكن محاسبته على سوء التعامل مع معلومات سرية غير أهل بالتأكيد للمكتب البيضوي».

من جهته قال البرلماني الجمهوري عن أوكلاهوما كيفن هيرن إن «رجلا مسنا ذاكرته ضعيفة يجب ألا تكون لديه شفرة السلاح النووي».

وطالبت شخصيات من المعسكر الجمهوري بتطبيق البند 25 من الدستور الذي يتيح إنهاء مهام الرئيس في حال لم يكن قادرا على توليها. وقالت مارجوري تايلور غرين الموالية لدونالد ترامب إنه «اذا لم يكن جو بايدن قادرا على مواجهة محاكمة، فهو بالتأكيد غير قادر، عقليا، على أن يكون رئيسا للولايات المتحدة».

المداخلة التي أجراها الرئيس على عجَل لم تُقنع بعض أنصاره أيضا، وقال النائب الديموقراطي آدم سميث «هذه ليست الطريقة للقيام بذلك. لقد كان غاضبًا.. .ولم تَسِر الأمور على ما يرام».

ويبدو أن الناخبين أقل اهتماما بعمر المرشح الجمهوري (77 عاما) الذي يمر أيضا بلحظات من الارتباك لكنها لا تحدث ضجيجا كبيرا متل تصريحات جو بايدن غير المفهومة أحيانا.

في استطلاع حديث نشرته شبكة «إن بي سي» عبر 76% من الناخبين الذين شملهم الاستطلاع عن قلقهم بشأن قدرة جو بايدن الجسدية والعقلية على تأدية ولاية ثانية مقارنة ب48% فقط بشأن دونالد ترامب.

اقرأ المزيد:

مدير المخابرات الأميركية إلى القاهرة.. ماذا يريد بايدن؟

حمد بن جاسم يهاجم «لوبي ضغط» في أميركا

نيران حرب الجنرالين تزحف نحو دارفور

أهم الأخبار