شراكة تمتد جذورها لمئات السنين.. البحرين ثالث المحطات الخارجية لأمير الكويت (صور)

شراكة تمتد جذورها لمئات السنين.. البحرين ثالث المحطات الخارجية لأمير الكويت (صور)
مشعل الأحمد وحمد بن عيسى. كونا
القاهرة: «خليجيون»

يتوجه أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد، غدا الثلاثاء، إلى مملكة البحرين في زيارة دولة يعقد خلالها محادثات مع الملك حمد بن عيسى، بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين.

وتتسم العلاقات الكويتية البحرينة بالقوة والمتانة، وتزداد رسوخا يوما بعد آخر، خاصة وأن الأسرتين الحاكمتين فيهما تربطهما وشائج النسب والقربى.

وتعد البحرين ثالث المحطات الخارجية التي يزورها أمير الكويت عقب توليه حكم البلاد بعد كل من المملكة العربية السعودية، ثم سلطنة عمان.

تاريخ العلاقات الكويتية البحرينية

وحسب تقرير لوكالة الأنباء الكويتية (كونا)، يعود تاريخ العلاقات الكويتية البحرينية إلى مئات السنين وتتميز بمجموعة من السمات أهمها توافق رؤى ومواقف القيادة السياسية في البلدين تجاه القضايا الإقليمية والدولية، اعتمادا على منهج العقلانية والحكمة والتمسك بمبدأ الحوار إضافة الى تعزيز التعاون الثنائي في كل المجالات بما يعود بالنفع على البلدين والشعبين الشقيقين.

كما تسهم الزيارات الرسمية الأخوية المتبادلة في تعزيز تلك العلاقات وكان آخرها زيارة الملك حمد بن عيسى إلى الكويت لتقديم واجب العزاء، في وفاة الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح.

وينعكس عمق العلاقات السياسية بين البلدين إيجابا على علاقاتهما التجارية والاقتصادية، في ظل وجود شراكة اقتصادية بين العديد من المؤسسات البحرينية والكويتية فيما اضافت اجتماعات اللجنة العليا المشتركة الكويتية البحرينية بعدا جديدا للعلاقات الأخوية في مجالات عديدة فضلا عن توقيع اتفاقية بيئية يسعى البلدان من خلالها للحفاظ على مواردهما الطبيعية، وفق «كونا».

وتجلت مواقف البحرين المبدئية والمشرفة تجاه قضايا الكويت بأبهى صورها إبان محنتها عام 1990 خلال غزو النظام العراقي، حينما وقفت قيادة وشعبا مع الحق الكويتي فسارعت إلى إدانة الغزو ووضعت كل إمكاناتها في خدمة قضية الكويت العادلة وساهمت في حرب تحرير الكويت في فبراير 1991 واحتضنت عددا كبيرا من مواطنيها أثناء فترة الاحتلال وقدمت لهم كل التسهيلات.

وتابع التقرير: «وفي بداية عام 2003 الذي شهد أحداث حرب تحرير العراق توجهت مجموعة القتال السابعة البحرينية إلى الكويت، للمشاركة في الحفاظ على أمنها أثناء دخول القوات الأميركية إلى العراق لخلع النظام العراقي البائد».

موقف الكويت من انضمام البحرين للأمم المتحدة

ومن جانبها كان للكويت مواقف مشرفة تتذكرها البحرين قبل حصولها على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، حين قدمت الكويت كل التسهيلات لإعداد وتدريب الكادر الدبلوماسي والقنصلي لبعثات المملكة في الخارج وفتحت سفاراتها للمبتعثين البحرينيين لتأسيس البعثات الدبلوماسية.

كما تجلت مواقف الكويت المشرفة تجاه مملكة البحرين في دعم الكويت قيادة وحكومة وشعبا للقيادة السياسية والحكومة في البحرين، في مواجهة تهديد أمنها خلال أحداث فبراير 2011 فضلا عن مساهمات الكويت في دعم الاستقرار الاقتصادي في البحرين.

وشهد البلدان في السنوات الأخيرة عددا من المحطات المهمة في مسيرة علاقاتهما المتميزة، منها توقيعهما في أبريل عام 2019 ثماني وثائق للتعاون في مجالات عديدة ضمن اعمال الدورة العاشرة للجنة العليا المشتركة، التي عقدت في المنامة بمشاركة مسؤولي القطاعات الحكومية والقطاع الخاص في البلدين.

وتتعلق تلك المذكرات بمجالات التجارة الإلكترونية والشؤون الجمركية وتبادل المعلومات والاخبار وحماية البيئة والثقافة والفنون والزراعة والثروة البحرية وتطوير العلاقات التجارية.

تعزيز التعاون الأمني وتبادل الخبرات

وحرصا من البلدين على تعزيز التعاون الأمني وتبادل الخبرات في هذا المجال فقد وقعا في يوليو 2023 على هامش الاجتماع الأول للجنة الأمنية المشتركة بين وزارتي الداخلية في البلدين في المنامة مذكرة تفاهم تستهدف تعزيز العمل الأمني المشترك انطلاقا من روابط الاخوة التاريخية.

وتطرق الاجتماع الى عدد من المبادرات والبرامج التي تنفذها وزارة الداخلية البحرينية في تعزيز الامن المجتمعي منها برنامج مكافحة العنف والإدمان «معا» ودورة في حماية الناشئة والشباب من خلال التطوير المستمر واطلاق مناهج جديدة وبرنامج «تعافي» الذي تنفذه إدارة مكافحة المخدرات ومشروع العقوبات البديلة وبرنامج السجون المفتوحة.

كذلك يرتبط البلدان باتفاقيات في مجال التعليم لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات والاستفادة من التجارب المتميزة فيما تستقطب جامعاتهما عددا من طلبة البلدين الذين يدرسون في تخصصات مختلفة، وفق الوكالة.

ثامر الجابر: الزيارة تخدم مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين

من جانبه، قال سفير الكويت لدى البحرين، الشيخ ثامر جابر الأحمد الصباح، إن زيارة الشيخ مشعل الأحمد إلى الملك حمد بن عيسى، إضافة جديدة في رصيد العلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين.

وأوضح الجابر أن الزيارة تأتي في إطار تعزيز التعاون والتنسيق في كافة المجالات، بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين.

وشدد على أن «العلاقات بين دولة الكويت ومملكة البحرين كتاب لا تنتهي صفحاته من الأخوة والمحبة والخير فهي تتجاوز جميع المفردات السياسية والدبلوماسية لاسيما أنها تعود إلى ما قبل العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وتزداد كل يوم متانة على أساس الأخوة الصادقة والأسرة الواحدة والمصير المشترك»، وفق «كونا».

اقرأ أيضا:

كيف علق الإعلاميون العمانيون على زيارة أمير الكويت؟

وأشار إلى «ما يجمع البلدين الشقيقين من علاقات متينة وثوابت راسخة متجذرة تتوارثها الأجيال ومواقف منسجمة وموحدة لدعم القضايا العربية والإسلامية حاملين رسالة واحدة لدول العالم مفادها أن الاستقرار والسلام والتنمية أحد ركائز الأمن والسلم الدوليين».

أهم الأخبار