أكثر الدول العربية ثراء في الرمال السوداء..

مصر تنقب عن 100 مليار دولار في الصحراء

مصر تنقب عن 100 مليار دولار في الصحراء
جبال من الرمال السوداء في صحراء مصر
القاهرة: أحمد كامل

وسط أزمة نقص الدولار التي تخيم على الاقتصاد المصري، طرح مختصون جيولوجيون وخبراء اقتصاديون حلولا من شأنها استغلال الموارد التعدينية والتي من بينها الرمال السوداء في باطن الصحراء والطاقة الشمسية من سمائها، لتكون الرافد الكبير لضخ مليارات الدولارات سنويا.

وفي الآونة الأخيرة شنت السلطات المصرية حملات أمنية لضبط مافيا الدولار في السوق السوداء، وتوجيه اتهامات بالإضرار بالاقتصاد المصري والتسبب في بلوغ سعر العملة الأميركية إلى أرقام قياسية غير مسبوقة (70 جنيهاً للدولار الواحد)، ونجم عنها ارتفاع كبير في أسعار كافة السلع والخدمات وزيادة نسبة التضخم.

وعلى هامش فعاليات الملتقى والمعرض الدولي الأول للصناعة، وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكد على تدخل الدولة الفوري لحل أي عقبات تواجه المستثمرين ورجال الصناعة حال تعرضهم لأي مشكلة، مع بذل كافة الجهود للوصول بعائدات الصادرات المصرية إلى 100 مليار دولار قبل مرور 5 سنوات لتحقيق التنمية بالبلاد.

ويؤكد أستاذ الجيولجيا الدكتور عباس الشراقي، أن «الثروة المعدينة في مصر مهملة رغم امتلاكها وفرة في الرمال السوداء والبيضاء والذهب غير مستغلين بالشكل الأمثل»، لافتا إلى أن «المصانع التي جرى تاسيسها العام الماضي لم يتم تشغيلها حتى الآن».

ويقول الشراقي في تصريح إلى «خليجيون» إن «الرمال السوداء يمكن تصنيع منها خامات الزيركون الذي يستخدم في صناعة السيراميك بدلا من استيرادها»، بينما «من الرمال البيضاء نستطيع أن نحقق طفرة هائلة في صناعة الخلايا الشمسية المصدر الأساسي في صناعة ألواح الطاقة الشمسية».

جبال من الرمال السوداء في مصر
جبال من الرمال السوداء في مصر

و تُعد مصر من أكثر الدول العربية ثراءً في الرمال السوداء، حيث تنتشر الرمال السوداء بطول ساحلها الشمالي بداية من مدينة رشيد وحتى رفح بطول 400 كم، كما تمتلك مصر 11 موقعا للرمال السوداء تتوافر بها 8 أنواع من المعادن الثقيلة، حسب مركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء المصري.

وعبر موقعه الإلكتروني على الإنترنت، تصف هيئة تنمية الصادرات المصرية «رمال السيلكيا من صحراء سيناء» بأنها «رمال شديده النقاء لتصنيع أفضل أنواع الزجاج»، وتوفر شركة النصر للمقاولات والتوريدات العامه والاستيراد والتصدير، فرصا تصديرية على أن تكون أقل كمية هي 100 طن.

توفير 5 مليارات دولار

ويضيف أستاذ الجيولجي أن «مصر تحتاج لإنتاج مكونات الطاقة الشمسية لتوطين محطات الطاقة الشمسية بمصر، والذي سيوفر 5 مليار دولار سنويا في شكل ألواح طاقة شمسية فضلا عن توفير كميات مليارات المكعبات من الغاز».

ولفت إلى أن «صناعة الخلايا الضوئية سيضع مصر مصدرًا أساسيا لدول أفريقيا التي تملك ملايين الأفدنة من الصحراء، والتي من خلالها يتاح توليد الطاقة عبر الألواح الشمسية».

وأكد الشراقي أن «هيئة المساحة الجيولجية والمسؤولة عن النشاط التعديني بمصر توقفت التعيينات بها وأصبحت خاملة، وفقدت مصر إمكانيات علماء الجيولجيين، ما أسفر عن وقف الأبحاث العلمية اللازمة للبحث عن الموارد التعدينية» على حد قوله-.

محطة طاقة شمسية بمصر
محطة طاقة شمسية بمصر

ويقول شراقي أن «مصر توسعت بشدة في محطات الطاقة المتجددة في السنوات الأخيرة بإجمالي إنفاق 10 مليارات دولا، لكن المشكلة في تشغيلها بالغاز الطبيعي ما يرفع نسبة التكلفة.

الكوارتز كنز مدفون

وهناك ثروة معدنية آخرى في باطن الصحراء الشرقية المصرية تتمل في خام الكوارتز، والذي يصنع منه المجوهرات والساعات وأسطح المطابخ وغيرها، وللأسف أغلبها يتم استيرادها بإجمالي 1 مليار دولار سنويا، بحسب الشراقي.

معدن الكوارتز
معدن الكوارتز

ودعا أستاذ الجيولوجيا إلى «تشجيع الإسثمار في صناعات الموارد التعدينية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من أغلب وتصديرها».

استغلال الحجر الجيري

ويشير الجيولوجي محمد إمام إلى «تقاعص الهيئات المسؤولة في مصر في استغلال الحجر الجيري الذي التى يغطى نحو 60% من مساحة مصر»، لافتا إلى أن «هناك حالة استستهال مع الحجر الجيري عبر تصديره بنحول مليار دولار سنويا واستيراده في شكل منتجات بنحو 2.5 مليار دولار سنويا ما يعني أننا أمام خسارة 1.5 ملياردولار».

ويضيف إمام في تصريح إلى خليجيون أن مصر تمتلك أكثر من 100 موقع للذهب في ظل قلة شركات البحث والتنقيب ما دفع إلى انتشار التنقيب العشوائي عبر نهب وسرقة الأطنان في وقت تستورد فيه البلاد كميات هائلة من المعدن الأصفر سنويا.

الحديد

وهناك ثروة تعدينية أخرى يشير إليها شراقي، متمثلة في الحديد الذي يعاني السوق المصري من ارتفاع سعره مؤخرًا، مشيرا إلى أن «قرار تصفية مصنع الحديد والصلب بحلوان، ضاعف قيمة استيراد المادة الأساسية في البناء نظرًا لاستيراد آلاف الأطنان سنويا لتغطية احتياجات السوق، وكلها بالعملة الأجنبية (الدولار)»

يشار إلى أن أسعار مواد البناء في مصر خلال الأسابيع القليلة الماضية، مدفوعة بارتفاع أسعار الطاقة والمواد الخام وتكاليف الشحن والنقل البحري.

مصنع الحديد والصلب
مصنع الحديد والصلب

الاستثمار يتوقف على ثبات العملة

«أنا أتوقع انتهاء أزمة الدولار في الفترة القادمة مع دخول استثمارات جديدة بإجمالي 30 مليار دولار».. هذا ما قاله الخبير الاقتصادي الدكتور السيد خضر في حديثه مع «خليجيون»، لكنه اشترط سرعة إتخاذ إجراءات فورية لتثبيت سعر العملة لفتح باب الاستثمار في مجالات الثروة المعدنية سواء بالاستخراج أو بفتح مصانع لاستغلالها في صناعة مكونات رئيسية في شتى الصناعات.

ويقول خضر إن «مصر تمتلك مقومات تعدينية في الصحراء الشرقية والغربية، واستغلالها سيوفر تكاليف الأجهزة الإلكترونية والمستلزمات الصناعية الأخرى».

ويشدد خضر في تصريح على ضرورة ثبات سعر العملة الأجنبية، لتشجيع المستثمرين سواء الأجانب أو المصريين على الاستثمار في مجال التعدين والطاقة المجددة، لافتا إلى أن «القاهرة تترقب إرسال الاتحاد الأوروبي 10 مليارات دولار في شكل استثمارات، فضلا عن مشروع رأس الحكمة الإمارات البالغ قيمته 20 مليار دولار»، منوها أن تلك الاستثمار من شأنها ضبط سعر الدولار.

ولفت خضر إلى أن تأسيس شركات متخصصة لاستخراج المواد التعدينية وتصنيع المواد التركيبية المستخدمة في الصناعات المختلفة سيوفر مليارات الدولار ويخفف الضغط على الاحتياطي الأجنبي النقدي.

ويؤكد الخبير الاقتصادي أن قرارات المستثمرين الأجانب تترقب حالة اختلاف الأسعار، إذ يحددون في حساباتهم القيمة الفعلية لأعمالهم داخل مصر وعن أي سعر يستثمرون به.

خبراء لـ«خليجيون»: مطاردة تجار الذهب والدولار تعزز مستقبل الاستثمار الأجنبي في مصر

الرئيس عبد الفتاح السيسى يفتتح اليوم مصنع الرمال السوداء بمدينة البرلس بكفر الشيخ

الرئيس عبد الفتاح السيسى يفتتح اليوم مصنع الرمال السوداء بمدينة البرلس بكفر الشيخ

أهم الأخبار