أفيقوا يا عرب.. مصر عمود الخيمة ودعمها فرض عين

أفيقوا يا عرب.. مصر عمود الخيمة ودعمها فرض عين
د. يوسف العميري (خليجيون)
بقلم: دكتور يوسف العميري

لا يمكن لعربي عاقل أن يتمنى الشر لمصر، ففي وجهة نظري القاهرة هي عاصمة العروبة وجيشها هو الدرع والسيف، ليس لبلاده فقط بل لكل أوطاننا العربية من المحيط للخليج.

وتاريخيا، هناك ارتباط وثيق بين الحال في مصر والحال في كل الدول العربية الأخرى، فإذا صلحت صلحنا جميعا وإذا أصابها مكروه انتشر في جسد الأمة كلها.

وانطلاقا من هذه القناعات أقول إن دعم مصر في ظل هذه الظروف العصيبة التي تعصف بالمنطقة، يبقى واجبا وضرورة وليس تفضلا من أحد.

ما يحدث في البحر الأحمر ومضيق باب المندب من اضطرابات أثرت في حركة الملاحة العالمية وهو ما انعكس بشكل مباشر على حركة الملاحة في قناة السويس

لكن في البداية دعوني أتطرق إلى نقطة غاية في الأهمية، وهي ما يحدث في البحر الأحمر ومضيق باب المندب من اضطرابات أثرت في حركة الملاحة العالمية وهو ما انعكس بشكل مباشر على حركة الملاحة في قناة السويس وبالتالي أثر في الإيرادات التي تعتبر أحد أهم روافد العملة الأجنبية المغزية لشريان الاقتصاد المصري.

فحسب رئيس هيئة قناة السويس المصرية، انخفض معدل مرور السفن من قناة السويس في يناير الماضي بنسبة 36% على أساس سنوي، وتراجعت الإيرادات بنسبة 46% إلى 428 مليون دولار.

صحيح أن جميعنا يدعم القضية الفلسطينية من كل قلبه، لكن إذا درسنا بهدوء ما يحدث في البحر الأحمر من تهديد السفن العابرة فهو أمر لم يخدم القضية إلا معنويا، فما زال المحتل يعيث في غزة فسادا يقتل ويحاصر ويجوع، لكنه على الجانب الآخر أضر بالاقتصاد المصري على النحو الذي عرضته سلفا، كما أنه ساهم في رفع أسعار السلع في مصر والخليج كذلك، فنحن يا سادة نستورد الكم الأكبر من احتياجاتنا، وتدخل تكلفة النقل ضمن سعر السلعة وأكبر المتضررين من هذا الأمر هم رقيقو الحال.

وبالمناسبة، من منا فكر في هؤلاء اللذين تستضيفهم مصر على أرضها من اليمن وسوريا وليبيا والسودان والعراق وغير ذلك من عرب وأفارقة فروا من جحيم أوطانهم إلى نعيم مصر.. مصر التي لم تغلق بابها يوما في وجه أحد بدعوى مرورها بأزمة اقتصادية.. مصر التي ترفض تسمية هؤلاء باللاجئين بل تعتبرهم ضيوفا وأصحاب دار.. مصر التي لم تبني لهم مخيمات، بل منحتهم وطنا وخبزا ومحبة وأسكنهم المصريون قلوبهم قبل بيوتهم وتقاسموا معهم الزاد.

أدعو مختلف الدول العربية عبر صناديقها السيادية للاستثمار في مصر

ويطيب لي في هذه المساحة أن أدعو مختلف الدول العربية عبر صناديقها السيادية للاستثمار في مصر. لا أقول امنحوا مصر هباتكم بل أقول وأكرر: انتهزوا الفرصة واستثمروا في مصر.. فهذا هو الدعم المنتظر لتتمكن مصر من مواجهة الأزمة الاقتصادية والضغوط الدولية التي تمارس عليها لقبول تهجير سكان غزة إلى سيناء، وهنا لنا وقفة.

ووقفتنا سنتناول فيها الموقف القومي المصري، الرافض لكل المحاولات والضغوط من أجل قبول هذه الصفقة، التي من شأنها أن تصفي القضية الفلسطينية وتضربها في مقتل.

وبالمناسبة مصر لو كانت قبلت بمثل هذه الصفقة لحلت جميع مشاكلها الاقتصادية، فالعروض والمغريات كثيرة من دول كبرى تنتظر فقط إشارة من مصر، لكن موقف القاهرة والرئيس عبد الفتاح السيسي موقف مشرف..

أذكركم ونفسي بأن التاريخ سيتحدث بكل فخر عن تضحيات مصر ومواقفها البطولية تجاه فلسطين

وهنا أذكركم ونفسي بأن التاريخ سيتحدث بكل فخر عن تضحيات مصر ومواقفها البطولية تجاه فلسطين ورفض هذه الصفقة القذرة، والتي لو كانت دولة أخرى مكان مصر لقبلتها، لكن لأنها مصر يا سادة كان هذا الموقف الشجاع.

لهذا، أكرر مجددا دعوتي للدول العربية والشركات ورجال الأعمال، اذهبوا إلى مصر فإن لكم فيها الخير الكبير، وكم من رجل أعمال وشركة ومؤسسات اقتصادية تحولت بفضل مصر من مجرد كيانات صغيرة إلى صروح ضخمة.

وأخيرا، أقول لكل المتربصين والشامتين في مصر، إذا - لا قدر الله - سقطت مصر، سيكون أنتم أول من يدفع الثمن.. مصر هي عمود الخيمة العربية، ولا شموخ لهذه الخيمة بلا مصر.. فـ مصر منا ونحن منها يا عرب.. أفيقوا يرحمكم الله.

وصدقا أقولها بكل إيمان، أبدا لن تسقط مصر طالما فيها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. رجال وجيش وطني عربي نفتخر به جميعا هو لنا الدرع والسيف.

حفظ الله مصر وكل أوطاننا العربية.. وللحديث بقية.

اقرأ أيضا:

السيسي رجل التحديات الصعبة

كفى جحودا بمصر.. .وعظم الله أجركم في الأمم المتحدة

أهم الأخبار