تقارير إعلامية غربية: محور فلادلفيا هدف نتيناهو وخط أحمر لمصر

تقارير إعلامية غربية: محور فلادلفيا هدف نتيناهو وخط أحمر لمصر
رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
القاهرة: «خليجيون»

كشفت تقارير إعلامية غربية عن تعرض المنطقة العازلة الضيقة بين مصر وقطاع غزة، المعروفة باسم «محور فيلادلفيا»، لتدقيق متزايد في الوقت الذي تخطط فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي لشن هجوم عسكري واسع النطاق على رفح، المدينة المزدحمة في أقصى جنوب غزة بالقرب من الحدود.

ومرار وتكرارا أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نية بلاده السيطرة على القطاع الاستراتيجي من الأرض، وأثار ذلك قلق مصر وسط مخاوف من انهيار اتفاقيات السلام المصرية الإسرائيلية المستمرة منذ عقود، وفقا لتقرير فرانس 24.

حسب التقرير فقد ركزت محادثات الهدنة في القاهرة هذا الأسبوع الاهتمام على الضغط، الذي تواجهه مصر خلال الحرب بين سلطات الاحتلال إسرائيل وحماس و «ممر فيلادلفيا».

«محور فيلادلفيا» منطقة عازلة بين غزة ومصر
«محور فيلادلفيا» منطقة عازلة بين غزة ومصر

ومع تهديد إسرائيل الآن بشن هجوم بري واسع النطاق في رفح ـ على الرغم من التحذيرات الدولية من وقوع كارثة إنسانية في المدينة المكتظة بنحو 1.5 مليون من النازحين قسراً من غزة ـ تراقب مصر بحذر حدودها الشمالية الشرقية مع إسرائيل.

اسرائيل توفر ممرًا آمنا لسكان غزة

وفي مقابلة مع قناة ايه بي سي نيوز التلفزيونية الأمريكية، قال نتنياهو إن إسرائيل ستوفر «ممرًا آمنًا للسكان المدنيين لمغادرة» رفح، التي وصفها بأنها «المعقل الأخير» لحماس.

ولم يذكر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بالضبط المكان الذي يمكن أن يلجأ إليه سكان غزة اليائسون والنازحون بالفعل، لكن نتنياهو ذكر مناطق شمال رفح يمكن استخدامها كمناطق آمنة للمدنيين.

الأمم المتحدة غير مقتنعة بخطط إسرائيل

لكن الأمم المتحدة غير مقتنعة بخطط إسرائيل تجاه المدنيين في غزة. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للصحفيين يوم الثلاثاء إن الأمم المتحدة «لن تكون طرفا في التهجير القسري للناس«لأنه لا يوجد مكان آمن حاليا» في غزة.

وزاد ذلك من تسليط الضوء على ممر فيلادلفي، وهو الطريق الذي يمتد على طول الحدود الجنوبية لغزة مع مصر، من ساحل البحر الأبيض المتوسط إلى معبر كرم أبو سالم، حيث تلتقي الحدود بين مصر وإسرائيل وقطاع غزة.

وخوفًا من التدفق الهائل للاجئين وعواقبه المحتملة، نشرت مصر حوالي 40 دبابة وناقلة جنود مدرعة في شمال شرق سيناء خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وقال مصدران أمنيان مصريان لرويترز إن هذا الانتشار جزء من سلسلة إجراءات تهدف إلى تعزيز الأمن على الحدود مع غزة.

عناصر من الجيش المصري في رفح ( الإنترنت)
عناصر من الجيش المصري في رفح ( الإنترنت)

عبر أروقة السلطة

تم تسمية الممر الاستراتيجي باسم «فيلادلفيا» على اسم رمزي عسكري إسرائيلي تم اختياره عشوائيًا لما يسمى أيضًا «محور صلاح الدين»، وهو عبارة عن منطقة عازلة يبلغ طولها 14 كيلومترًا وعرضها 100 متر. وقد تم تأسيسها وفقا لشروط اتفاقية كامب ديفيد لعام 1978 بين مصر وإسرائيل.

ويهدف محور فيلادلفيا إلى منع التوغلات المسلحة، وضبط حركة الفلسطينيين في الاتجاهين، ومنع تهريب وتجارة الأسلحة بين سيناء المصرية وقطاع غزة.

وكان ممر فيلادلفي، الذي يتميز بالأسلاك الشائكة والكتل الخرسانية، تحت السيطرة الإسرائيلية حتى انسحاب الجيش الإسرائيلي أحادي الجانب من قطاع غزة في عام 2005.

سمح اتفاق فيلادلفي لعام 2005 بين مصر وإسرائيل للقاهرة بنشر فرقة مكونة من 750 من حرس الحدود المصريين على طول الجانب المصري من المنطقة العازلة. وكان حرس الحدود هؤلاء أول جنود مصريين يقومون بدوريات في المنطقة منذ حرب عام 1967، عندما احتلت إسرائيل قطاع غزة إلى جانب شبه جزيرة سيناء، التي أعيدت لاحقًا إلى مصر بموجب اتفاقيات كامب ديفيد.

الاتفاقية المصرية الإسرائيلية لعام 2005

وقد حددت الاتفاقية المصرية الإسرائيلية لعام 2005 بدقة شديدة نشر المعدات العسكرية المصرية في هذه المنطقة العازلة: ثماني طائرات هليكوبتر، و30 مركبة مدرعة خفيفة وأربع سفن دورية ساحلية.

وكانت مهمتهم حراسة الممر على الجانب المصري - الحدود الوحيدة لغزة خارج السيطرة المباشرة للجيش الإسرائيلي - لمكافحة الإرهاب ومنع التهريب والتسلل.

وعلى الجانب الآخر من الممر، تولت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية زمام الأمور من الإسرائيليين.

ولكن بعد عامين فقط، فقدت السلطة الفلسطينية السيطرة على الممر عندما تم طردها من غزة في أعقاب صراع عام 2007 بين مقاتلي فتح ومنافسيها من حماس.

وردا على ذلك، فرضت إسرائيل حصارا بريا وجويا وبحريا، فضلا عن حظر على القطاع الفلسطيني الخاضع الآن لسيطرة حماس. وشجعت هذه القيود على تطوير نظام أنفاق التهريب، الذي يمر تحت المنطقة المحظورة بين غزة ومصر، مما مكن البضائع والأشخاص من عبور الحدود، وهو ما وثقته إسرائيل في وقت مبكر من عام 1983.

ومنذ ذلك الحين، لم يتم فتح معبر رفح الخاضع للسيطرة المصرية، والذي يمر من خلاله الأشخاص والبضائع والمساعدات الإنسانية، إلا بشكل متقطع. وتعتبر إسرائيل هذه المنطقة منطقة إمداد حيوية لحماس.

اقرأ المزيد

«صُداع» محور فيلادلفيا.. مصر توضح حقيقة «الترتيبات السرية» مع إسرائيل

أهم الأخبار