تحذيرات خليجية من الفيتو الأميركي

تحذيرات خليجية من الفيتو الأميركي
مندوبة أمريكا في مجلس الأمن
الكويت: «خليجيون»

أعربت دول مجلس التعاون الخليجي، في مواقف جماعية وفردية لدولها، عن أسفها البالغ لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع قرار يطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة قدمته الجزائر، وحذرت من ازدياد وتيرة الهجمات العسكرية على الأشقاء الفلسطينيين، ومضاعفة عدد الضحايا.

واستخدمت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء حق النقض (الفيتو) لثالث مرة ضد مشروع قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن العدوان على غزة مما عرقل المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.وضغطت الولايات المتحدة على المجلس المؤلف من 15 عضوا للدعوة إلى وقف مؤقت لإطلاق النار مرتبط بالإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حماس.

وفي موقف جماعي لدول المجلس، قالت الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن إن دول المجلس «تدين بأشد العبارات التهديدات الإسرائيلية المتعلقة بشن عملية عسكرية على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، وتحذر من أن هذه التهديدات تنذر بتصعيد مستويات العنف وزعزعة الاستقرار والأمن في المنطقة».

وأعربت المندوبة القطرية عن «تقدير دول المجلس مسار التفاوضي المستمر حول الوصول لاتفاق إطاري لهدنة إنسانية جديدة في قطاع غزة، بتيسير من قطر ومصر والولايات المتحدة، وذلك بغية إطلاق سراح الأسرى والمحتجزين، وضمان وصول المزيد من المساعدات الإنسانية والإغاثية الى قطاع غزة، وحماية المدنيين».

مندوبة قطر تتحدث أمام مجلس الأمن. (قنا)
مندوبة قطر تتحدث أمام مجلس الأمن. (قنا)

وهذه هي المرة الثالثة التي تستخدم فيها الولايات المتحدة حق النقض منذ بدء القتال الحالي في أعقاب اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وفي مقابل الفيتو الأميركي، صوت 13 من الدول الأعضاء بمجلس الأمن لصالح النص الذي صاغته الجزائر بينما امتنعت بريطانيا عن التصويت.

الكويت ومجلس الأمن

وفي المواقف الفردية لدول مجلس التعاون، اعتبرت الكويت في بيان صادر عن وزارة الخارجية أن «فشل مجلس الأمن باعتماد مشروع القرار يجسّد -بشكلٍ مؤسف- حجم التحديات التي تواجه الإرادة الدولية، مما يستدعي التحرُّك السريع لمواجهتها ومعالجتها لضمان تمكين مجلس الأمن من القيام بواجباته الأساسية في صون الأمن والسلم».

أما المملكة العربية السعودية فقد شددت على«الحاجة أكثر من أي وقتٍ مضى إلى إصلاح مجلس الأمن، للاضطلاع بمسؤولياته في حفظ الأمن والسلم الدوليين بمصداقية ودون ازدواجية في المعايير»، محذرة «من تفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة ومحيطها، وتصاعد العمليات العسكرية التي تهدد الأمن والسلم الدوليين، ولا تخدم أي جهود تدعو إلى الحوار والحل السلمي للقضية الفلسطينية وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة».

قطر: ازدواجية المعايير الدولية

وفي قطر، خرج بيان وزارة الخارجية شديد اللهجة، إذ عد «العدوان الغاشم المستمر على غزة يفضح مرةً تلو الأخرى ازدواجية المعايير وتباين مواقف المجتمع الدولي إزاء جرائم الحرب الممنهجة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني الشقيق، ولاسيما الأطفال والنساء، كما يفضح عدم اكتراثه بالأوضاع الإنسانية المأساوية في القطاع».

ورغم ذلك تعهدت قطر بمواصلة «جهودها، بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين من أجل الوقف الفوري لإطلاق النار، وحماية المدنيين، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى مناطق القطاع كافة، فضلاً عن العمل على منع اتساع دائرة الحرب في المنطقة»، في إشارة إلى الوساطة التي تقودها مع أميركا ومصر لوقف العدوان.

قرقاش: اعتبارات سياسية ضيقة

في السياق ذاته، رأى المستشار الرئاسي الإماراتي، أنور قرقاش في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية بمنصة أكس (تويتر سابقا): أن نقض مشروع القرار الجزائري «مؤسف، ويعمق من الكارثة الإنسانية»، وتابع بالقول «النظام الدولي القائم على أسس قانونية واضحة وصريحة يسقط مجدداً أمام اعتبارات سياسية ضيقة في ظل معاناة إنسانية غير مسبوقة يدفع ثمنها المدنيين».

وأخيرا، عبرت وزارة الخارجية العمانية، في بيان، عن أسفها واستنكارها لفشل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في إصدار قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزّة، وذلك نتيجةً لتكرار استخدام حق النقض.

وإذ قالت مسقط إنها «تواصل دعوتها للمجتمع الدولي ومجلس الأمن بتيسير كافة المبادرات الداعية للوقف الفوري لإطلاق النار في المنطقة وألا يقف المجلس عقبةً في طريق السلام»، فإنها دعت «الدول الصديقة لأن تترجم مواقفها وتصريحاتها الداعية لإحلال السلام إلى واقع عملي وإنساني عادل».

اقرأ المزيد:

رد كويتي على الفيتو الأميركي ضد وقف إطلاق النار في غزة

إيران تتهم إسرائيل بـ«مؤامرة» وترفض زيارة غروسي

لماذا استهدفت إسرائيل مبنى في حي كفر سوسة السوري؟

أهم الأخبار