بكين لديها نفوذ تاعم في طهران..

حل الصراع في باب المندب.. هل يفرضه التنين الصيني؟

القاهرة: «خليجيون»

تراهن الولايات المتحدة والغرب الأوروبي على نفوذ الصين «الناعم» لدى إيران لوقف هجمات الحوثي على السفن المارة في خطوط التجارة.

وتقول جماعة الحوثي إنها تستهدف فقط السفن المتوجهة لمواني دولة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك تضامنا مع سكان غزة العزل ضد العدوان الإسرائيلي الوحش.

يرى ديفيد دي روش، الضابط السابق بالجيش الأميركي والأستاذ حاليا بمركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية في جامعة الدفاع الوطني بواشنطن، أن الولايات المتحدة وحليفتها بريطانيا تعولان على الصين لممارسة الضعوط على إيران حتى يتوقف الحوثيون عن استهداف السفن في البحر الأحمر.

تشكيك في جدوى الضربات الغربية لمواقع الحوثي

وأضاف دي روش لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) يوم الاثنين «تعمل الضربات الجوية (الأميركية - البريطانية) على إضعاف قدرة الحوثيين العسكرية، لكنها لا تضعف من عزمهم وإرادتهم السياسية على الاستمرار في تعطيل حركة السفن في البحر الأحمر».

وأضاف «هذه الهجمات تقوم على فرضية أنه من خلال ردع القدرة العسكرية للحوثيين سيتم تحقيق الاستقرار الإقليمي، على الرغم من اعتقادي بأن النهج الاستراتيجي يُظهر أن التحالف قد امتنع عن مهاجمة مراكز القيادة والسيطرة الحوثية».

حصون الحوثي

بينما شكك اللواء حمدي بخيت في تكبد جماعة الحوثي خسائر كبيرة نتيجة القصف الأميركي والغربي، مضيفا لـ «خليجيون» أن مقاتلي الحوثي «محصنون في الجبال على جبهة وعرة ولم تؤثر فيهم تلك الضربات».

وأردف قائلا «ما يأمل التحالف فيه هو أن يقوم أحد ما يحظى بحصة من التجارة العالمية، خاصة الصين، بالضغط على إيران لمطالبة الحوثيين بالتوقف عن ذلك».

ضربات ضد الحوثي

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون يوم الأحد إن المملكة المتحدة نفذت بالاشتراك مع الولايات المتحدة ضربات جديدة على أهداف عسكرية لجماعة الحوثي في اليمن.

وقال كاميرون على منصة إكس «على الرغم من التحذيرات المتكررة، واصل الحوثيون هجماتهم على الشحن في البحر الأحمر، بما في ذلك استهداف السفن المرتبطة بالمملكة المتحدة، مما يقوض الاستقرار الإقليمي».

أدوات الصين في إيران

في المقابل يرى دي روش سيناريو وقف الصراع بأن «الشيء الذي قد ينجح هو أن تقول الصين، التي تعتمد بشكل كبير على التجارة العالمية، للإيرانيين: عليكم أن توقفوا ذلك، لأن الصين هي أكبر شريك تجاري لإيران، وهي من يقدم دعما لا يقدر بثمن لإيران في الأمم المتحدة وفي مجالات أخرى».

مغامرة تعطيل السفن الصينية

وكشف «حتى الآن، لم تتعرض السفن الصينية لهجوم مباشر»، طارحا مقترحا قدي يشكل تهديدا أقوى للاستقرار العالمي ويزيد حدة التوتر إذ يعتمد على استفزار التنين الصيني، قائلا «أعتقد أنه ربما يجب أن تكون هناك مبادرة غربية تقوم، على سبيل المثال، بحجز البضائع الصينية للفترة التي ستستغرقها لعبور طريق رأس الرجاء الصالح، حتى تستغرق نفس المدة الزمنية التي يفرضها الحوثيون على البضائع الغربية. وهذا من شأنه أن يعطل الاقتصاد الصيني في قت يشهد فيه تباطؤا بالفعل، ويتعرض لفقاعة عقارية ويمر بظروف خطيرة».

دي روش تابع «إذا حدث ذلك، فإنني أعتقد أن الصينيين سيجبرون الإيرانيين على منع الحوثيين من القيام بهذه الهجمات».

لا يمكن تحييد إيران

بينما يرى المحلل في الشأن الإيراني على رجب أنه لايمكن تحييد إيران في اتفاق سياسي يتعلق بالحوثيين، موضحا لـ «خليجيون» أن «الحل في طهران وليس مع الحوثي».

ومضى الضابط السابق بالجيش الأميركي قائلا «بخلاف ذلك لا أرى أي نتيجة سوى الاستمرار في السير في نفس الدائرة، إلا إذا قام التحالف بتوسيع نطاق أهدافه المحددة ليشمل قيادة وسيطرة الحوثيين وقياداتهم حتى تكون رادعا للحوثيين. والنقطة الأساسية هي أن الحوثيين لا يهتمون بأي ضرر في الحديدة أو أي مناطق أخرى خارج معقلهم التقليدي».

لا حلول دبلوماسية

واستبعد دي روش إمكانية اللجوء إلى حلول دبلوماسية بالتوازي مع الحلول العسكرية.

وقال إن الحوثيين لن يوافقوا على أي شيء «يعرض سلطتهم للخطر لأنهم يعتقدون أن لديهم ولاية دينية للحكم على كل اليمن، وحتى الآن، كانت الضربات موجهة ضد القدرات العسكرية».

وأردف قائلا «لذلك، فإن فكرة نجاح أي نوع من المبادرات الدبلوماسية في حملهم على وقف هذه الهجمات، أعتقد أنها بعيدة المنال».

ويرى دي روش أن الحوثيين "قاموا بالفعل بالتلاعب بالأمم المتحدة لسنوات حول قضايا مثل فرض ضرائب على المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة، وتحويلها إلى مؤيديهم غير المحتاجين".

وأكد وجهة نظره قائلا «لذلك لا أعتقد أن أي مبادرة دبلوماسية حقيقية متعددة الأطراف ستنجح في إقناع الحوثيين بالتوقف عن شن هجماتهم».

مباحثات مصرية - إيرانية حول غزة في جنيف

خليجيون| لغز الحوثي.. أبرز 4 مكاسب للحرب ضد أميركا

أهم الأخبار