غالانت في واشنطن ولندن دون رغبة رئيس حكومة الاحتلال..

بوادر انقلاب عسكري ضد نتنياهو تؤجج الوضع في إسرائيل

بوادر انقلاب عسكري ضد نتنياهو تؤجج الوضع في إسرائيل
نتنياهو. الإنترنت
الكويت: «خليجيون»

يوما بعد آخر تتزايد حدة الخلافات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب يوآف غالانت، إذ يستعد غانتس إلى جولة تنطلق الأحد يزور خلالها واشنطن ولندن دون التنسيق مع نتنياهو.

صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية كشفت عن خلافات حادة بين الاثنين، إذ نقلت عن «مقربين من نتنياهو» أنه غاضب بشدة من تصرف غانتس، وأنه «يخالف اللوائح الحكومية».

وحسب الصحيفة، قال نتنياهو لغانتس إن «إسرائيل لديها رئيس وزراء واحد فقط»، وأنه يجب عليه أخذ إذن منه قبل السفر، مشيراة إلى أن زيارة غانتس تأتي في توقيت عصيب يتعلق بالمباحثات حول إبرام صفقة جديدة لتبادل الأسرى بين الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

الخلافات بين غانتس ونتنياهو

وتأججت الخلافات بين غانتس ونتنياهو، بعدما حاول زعيم حزب الوحدة الوطنية وعضو المجلس الوزاري الحربي قبل أسابيع الإطاحة برئيس الوزراء (نتنياهو)، مستعينا بأعضاء من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو نفسه.

غالانت ونتنياهو. الإنترنت
غالانت ونتنياهو. الإنترنت

والأمر ليس بجديد، فمنذ تشكيل مجلس الحرب تطرقت وسائل إعلام عبرية إلى وجود خلافات في أكثر من مناسبة بين نتنياهو وغالانت من جهة، ونتنياهو وغانتس من جهة أخرى بشأن إدارة الحرب وملف المحتجزين.

غالانت ينضم لمعسكر بيني غانتس

وكان الكاتب موشيه نستلباوم قال: «لن يتفاجأ أحد إذا أصبح غالانت، أول عضو كنيست من الليكود ينضم إلى رئيس المعسكر الرسمي بيني غانتس، ويؤدي إلى الإطاحة بحكومة نتنياهو. سيكون هذا انتقامه اللذيذ»، وفق صحيفة «معاريف» العبرية في يناير الماضي.

ويذكر أنه في مارس 2022 استدعى نتنياهو غالانت إلى مكتبه وأبلغه بإقالته، بعد يوم من دعوة وزير الدفاع إلى وقف التشريع القانوني (الانقلاب القضائي الذي أخرج الآلاف من الناس إلى الشوارع للتظاهر)، وأوضح نتنياهو لغالانت أنه لا يثق به ثم أصدر قرارا بإقالته.

لكن مع الاحتجاج الكبير الذي اندلع ليلة الإقالة، جمّد نتنياهو القرار وأعلن تراجعه عنه، وبعدها أظهر الثنائي علاقة عمل طبيعية، ولكن خلف الكواليس هناك خلافات خاصة حول الترويج للثورة القانونية والأزمة في القوات الجوية والاحتياطيات.

وقال نستلباوم: «يستمر انعدام الثقة الذي نشأ بين الاثنين حتى يومنا هذا. قام نتنياهو بالإطاحة بغالانت، لكنه لم يرسل له خطاب إقالة قط. وبعد أقل من شهر من إقالته، أبلغ نتنياهو غالانت بعودته الكاملة إلى المنصب. غالانت لم ينس ولم يغفر. وعلاقات العمل، التي عرفت صعودا وهبوطا، وصلت إلى أدنى مستوى».

انقلاب عسكري في إسرائيل

وفي ديسمبر 2023، تفاعل يائير نجل نتنياهو، معجبا بمنشور على مواقع التواصل، يتهم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي بتنفيذ انقلاب عسكري.

ويقول المنشور: «في 7 أكتوبر، كنا في خضم انقلاب عسكري بقيادة هرتسي هاليفي، الذي لم يبلغ رئيس الوزراء بالهجوم الذي كان على وشك الحدوث صباح يوم -سمحات التوراة-»، وهو العيد الذي كانت إسرائيل تحتفل به عندما شنت حماس هجومها المفاجئ.

وتابع المنشور: «الانقلاب لم ينته ولم يكتمل. قائد الجيش ووزير الدفاع يمنعان وزير الأمن من دخول قاعدة عسكرية.. إنه انقلاب حقا».

ومطلع فبراير الجاري كشفت وسائل إعلام عبرية عن «مخطط انقلاب في إسرائيل» للإطاحة بنتنياهو، على خلفية التوترات في مجلس الحرب الإسرائيلي، مشيرة إلأى أن معسكر الدولة والدائرة المحيطة بعضو حكومة الحرب، بيني غانتس حاولوا تجنيد أعضاء كنيست ووزراء من الليكود لاستبدال نتنياهو في الكنيست الحالي.

خطة الإطاحة بنتنياهو

وتقول الخطة المفترضة أنه سيتم ترقية مرشح الليكود المتفق عليه إلى منصب رئيس وزراء إسرائيل لفترة محددة، فيما أكدت وسائل إعلام تواصل مبعوثون نيابة عن الوزير غانتس مع وزراء وأعضاء كنيست في محاولة لتنفيذ الخطة.

وعليه سيكون عضو آخر من الليكود مرشحا توافقيا لفترة محدودة لمنصب رئيس الوزراء ولن يترشح في المستقبل لقيادة الليكود حتى لا يشكل تهديدا لأعضاء الكنيست الآخرين من الحزب.

وفي يناير الماضي، اقتحم يوآف غالانت مكتب بنيامين نتنياهو، فيما كشفت وسائل إعلام عربية عن خلافات كبرى بين الطرفين بسبب حرب غزة، وحذرت صحيفة «هآرتس» من أن غالانت يمكن أن يقود تمردًا ضد نتنياهو في الحكومة إذا ما سمحت له الفرصة، كما أنه هدد بإحضار لواء جولاني لحل الحكومة والإطاحة بنتنياهو بالقوة، فيما يعتبر «انقلابا عسكريا»، حسب توصيف خبراء ومراقبين.

والمثير أن نتنياهو وغالانت لا يحاولان إنهاء الخلاف بينهما، بل تتصاعد الأمور بصورةكبيرة، ما يهدد الكيان الصهيوني في ظل اشتعال الحرب في غزة وانهيار الدعم الدولي لإسرائيل وتهديد الولايات المتحدة لإسرائيل بفرض حظر على المساعدات العسكرية أو التوقف عن الدعم المطلق لها.

تفكيك الائتلاف الحكومي

وعقب تحريك مشروع قانون التجنيد الذي دأبت الحكومات المتعاقبة في العقد الأخير على تأجيله، لضمان استمرار دعم الأحزاب الحريدية (الدينية) لها وتجنب إسقاطها، بات بنيامين نتنياهو أمام خطر حقيقي يهدد بتفكيك الائتلاف الحكومي.

ففي ظل اتساع النقاش بالمجتمع الإسرائيلي، الداعي إلى تجنيد اليهود الحريديم، خرج غالانت عن صمته، معلنا أنه لن يسمح بتقديم قانون التجنيد هذا، دون الحصول على موافقة جميع الأحزاب المشاركة بالائتلاف الحكومي.

هل تتخلى أميركا عن نتنياهو؟

وما يعزز فرص غالانت أن تقارير أميركية تذهب إلى أن «صبر واشنطن بدأ ينفد تجاه سلوك نتنياهو» في العدوان على غزة، وترفض الادعاءات الإسرائيلية بأن نتنياهو مقيد بالأغلال من قبل شريكيه في الحكومة إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش وغالانت.

حتى أن الرئيس الأميركي جو بايدن هاجم حكومة الاحتلال علانية لأكثر من مرة، وذكر على وجه التحديد الوزير بن غفير، حيث حذر بايدن من أنه إذا استمرت إسرائيل في مسارها الحالي مع مثل هذه الحكومة المتطرفة يمكنها أن تفقد «الشرعية الدولية».

اقرأ أيضا:

نتنياهو غاضب.. زيارة إلى واشنطن تثير الخلافات في إسرائيل

«خليجيون»| عار نتنياهو يلاحق مفاوضات الهدنة في 3 عواصم

من جانب آخر قال مسؤولون أميركيون إن «إذا توصلنا إلى استنتاج مفاده أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يؤجل الصفقة لأسباب سياسية، فسنسمع أشياء أكثر جدية من بايدن، وقد يكون الهدف من وصول غانتس إلى واشنطن أيضا هو نقل رسالة إلى نتنياهو».

أهم الأخبار