«خداع وتضليل».. تعليق فلسطيني صادم على «ميناء بايدن»

«خداع وتضليل».. تعليق فلسطيني صادم على «ميناء بايدن»
مساعدات إنسانية لدى إلقائها جوا في غزة. (أ ف ب)

اعتبر عضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اليوم الجمعة إن حديث الرئيس الأميركي جو بايدن عن إنشاء ميناء في غزة لاستقبال المساعدات بحرا من قبرص إلى محافظتي غزة والشمال موقف يندرج في إطار الخداع والتضليل العالمي، ومحاولة أميركية للالتفاف على مطلب كسر الحصار عن قطاع غزة وإدخال المساعدات وتوفير ممر آمن.

وتساءل رمزي رباح في تصريح إلى وكالة أنباء العالم العربي متسائلا «من يصدق أن الإدارة الأميركية تعجز عن تأمين ممر آمن لدخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود المصرية لقطاع غزة، أو تعجز عن فتح المعابر وإدخال شاحنات المساعدات وزيادة عددها؟.. .الغرض من ذلك هو إطباق الحصار على غزة، وهذا الممر بمثابة تسليم بالحصار والصيغة الإسرائيلية، وهنا تكمن خطورة الحلول التي تقدم من الجانب الأميركي».

كان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أعلن الخميس أنه أصدر تعليماته للجيش بإنشاء ميناء مؤقت على ساحل غزة يمكنه استقبال شحنات من الغذاء والماء والدواء التي تمس إليها الحاجة بشدة في القطاع المحاصر. وأضاف في خطاب حالة الاتحاد الذي نشره البيت الأبيض «أقول لإسرائيل إن المساعدات الإنسانية لغزة لا يمكن أن تكون قضية ثانوية»، مشيرا إلى أن حماية وإنقاذ أرواح الأبرياء في غزة يجب أن تكون أولوية.

ونقلت شبكة (سي.إن.إن) عن بايدن قوله إن الميناء المؤقت على ساحل البحر المتوسط سيستقبل «سفنا كبيرة ومياها وأدوية وملاجئ مؤقتة».

«ميناء بايدن» التفاف على قرار محكمة العدل الدولية

لكن عضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قال «لا أعتقد أن هدف هذا الممر المائي فرض أمر واقع أكثر مما هو التفاف على المطلب الدولي والأممي الذي دعت له محكمة العدل وكل المنظمات الدولية بفتح المعابر لإدخال المساعدات والاحتياجات من ماء وغذاء ووقود وأدوية وغيرها لسكان قطاع غزة».

وأضاف «الولايات المتحدة الأميركية هي من زودت إسرائيل بالأسلحة وأقامت ممرا جويا لتسهيل ذلك، وهي من تحمي إسرائيل من الحساب في المحافل الدولية، بالتالي هذا الممر محاولة للتملص من الأزمة الأخلاقية والقانونية التي وجدت الإدارة الأميركية نفسها عالقة فيها».

أطفال يتجهون نحو نقطة لتوزيع المواد الغذائية في خان يونس بجنوب قطاع غزة. (أ ف ب)
أطفال يتتلقون مساعدات غذائية في خان يونس. (أ ف ب)

واستبعد رباح «إنشاء ميناء دائم في قطاع غزة»، وقال «لو أرادت أميركا أن تكون لها قوات بغزة فهي تستطيع إرسال قواتها من خلال الحديث عن قوات دولية ضمن مباحثات اليوم التالي للحرب، لكن إنشاء الميناء محاولة لتكريس فصل الشمال عن جنوب قطاع غزة وتكريس للحصار المفروض، وهذا ما يريده الإسرائيليون».

ويرى رباح أن هذه الحرب ستطول وفقا لحسابات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة، حسب قوله.

وأضاف «عندما تتوقف الحرب سترحل حكومة نتنياهو وسينتهي مستقبله السياسي، لذلك هو حريص على إطالة أمدها، والإدارة الأميركية تدعمه في ذلك، وهي ضد وقف إطلاق النار وتضغط على الحالة العربية لكي لا تتخذ أي موقف ضد جرائم إسرائيل، كما أن الفيتو الأميركي جاهز في مجلس الأمن لوقف أي قرار لوقف إطلاق النار، حيث أن الإدارة الأميركية قادرة على وقف الحرب والضغط على إسرائيل من أجل ذلك».

موقف حماس من «ميناء بايدن»

أكد أيضا قال القيادي في حركة حماس محمود مرداوي عدم تلقي الحركة أي تفاصيل حول الميناء المقترح، وقال لوكالة أنباء العالم العربي "حتى اللحظة لم نتلق أي تفاصيل حول هذا الأمر ولا نستطيع إعطاء ردود فعل أو موقف على شيء لم يصلنا بشكل رسمي عبر الوسطاء».

وأضاف «عند وصول تفاصيل بشكل رسمي سنعطي موقفنا بكل وضوح، لكن ما نؤكده أن اليوم التالي للحرب يحدده الشعب الفلسطيني، ومن يريد تقديم أي مساعدة للشعب وفق سيادة الفلسطينيين على أرضهم لا مانع في ذلك، لكن من يحدد مصير الفلسطينيين والواقع على الأرض هو الشعب فقط».

من جانب آخر، نقلت شبكة (سي.إن.إن) التلفزيونية الإخبارية عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية قوله إن الحكومة الإسرائيلية «جهزت معبرا بريا جديدا مباشرا إلى شمال قطاع غزة»، وذلك بعد أسابيع من الضغوط الأميركية المتزايدة للسماح بزيادة دخول المساعدات مع تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.

وقال المسؤول في اتصال مع الصحفيين «سيسمح هذا المعبر الثالث بتدفق المساعدات مباشرة إلى السكان في شمال غزة الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة».

من جهته تعهد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون يوم الجمعة بأن تتعاون بلاده مع الولايات المتحدة لفتح ممر بحري لتوصيل المساعدات مباشرة إلى غزة.

وأضاف على وسائل التواصل الاجتماعي «إلى جانب الولايات المتحدة، تعلن بريطانيا وشركاؤها فتح ممر بحري لتوصيل المساعدات مباشرة إلى غزة». وتابع «نواصل حث إسرائيل على السماح لمزيد من الشاحنات بالدخول إلى غزة باعتبارها أسرع وسيلة لتوصيل المساعدات إلى من يحتاجون إليها».

اقرأ المزيد:

«سداسي عربي» لبحث وقف الحرب على غزة

لا جديد في الهدنة.. وفد حماس يغادر القاهرة وبايدن يراهن على الوقت بدل الضائع

أهم الأخبار