«خليجيون»| 3 أهداف غير مباشرة لإنشاء رصيف أميركي في غزة؟

«خليجيون»| 3 أهداف غير مباشرة لإنشاء رصيف أميركي في غزة؟
سفينة مساعدات تابعة لمنظمة أوبن أرمز الخيرية
القاهرة: أحمد كامل

وسط شكوك حلو أهدافها، انطلقت سفينة (فرانك إس بيسون) الأميريكية من قاعدة (لانجلي - يوستيس) متجهه نحو غزة، وذك بعدما إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن أن بلاده ستقدم مساعدات إنسانية لغزة عن طريق رصيف في بحر القطاع الفلسطيني، حسب بيان نشرته القيادة المركزية الأمريكية، إذ يرى مراقبون أن هناك عدة أهداف غير مباشرة على رأسها إطالة مدة العدوان على غزة فضلا عن محاولة تجميل صورة بايدن أمام الناخبين.

وفي وقت لاحق اليوم قالت منظّمة «أوبن آرمز» الخيريّة الإسبانية إن «السفينة التي رست قبل 3 أسابيع في ميناء لارنكا القبرصي، ستكون جاهزة للإبحار في وقت لاحق، لكنّها تنتظر الإذن النهائي».

وتعد هذه الشحنة هي الأول من نوعها التي تنقل إلى غزة عبر الممر البحري من قبرص، أقرب دولة عضو في الاتّحاد الأوروبي.

امتصاص النقمة داخل المجتمع الأميركي

ويشكك المحلل السياسي الفلسطيني رأفت النبهان، فيا الأهداف المعلنة للقرار الأميركي لإنشاء رصيف بحري في قطاع غزة والمتمثلة في تقديم المساعدات المختلفة للقطاع المحاصر..

ويقول النبهان في تصريح إلى «خليجيون» أن «بايدن يحاول امتصاص النقمة داخل المجتمع الأميركي، لاسيما من فئات الشباب، الذين يرفضون رفضا قاطعا دعمهم المطلق لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ومشاركاته الغير مباشرة في العدوان على قطاع غزة، وقد بدا ذلك جليا من خلال استطلاعات الرأي الأمريكية التي أظهرت تراجع شعبية الرئيس الأميركي لدى الشباب الأمريكي، بالإضافة إلى حملات المقاطعة لبايدن في الانتخابات التي شهدتها الولايات الأمريكية لاسيما ولاية ميتشيغان مؤخرا».

ويلمح المحلل السياسي الفلسطيني إلى «محاولة السلطة الأميركية لخديعة الرأي العام الدولي بشكل عام في أوروبا والعالم بعد انكشاف الموقف الأمريكي الداعم للإبادة الجماعية بغزة التي ترتكبها حكومة نتنياهو المتطرفة بشكل بدعم أميركي عسكري وسياسي واقتصادي وإعلامي مطلق» مضيفًا «لذلك تسعى الإدارة الأمريكية لذر الرماد في العيون من خلال إلقائها بعد المساعدات من الجو وكذلك حديثها عن إنشاء ميناء بحري بغزة لإدخال المساعدات»-على حد قوله-.

وتساءل النبهان:«لو كانت إدارة بايدن حقا بمساعدة غزة وإنهاء المجاعة فلماذا لا تفتح المعابر الستة مع قطاع غزة وأدخلت المساعدات المكدسة برا؟».

إطالة مدة العدوان

ويتهم النبهان أميركا بأنها تستهدف من خلال ذلك الرصيف «إطالة أمد العدوان على قطاع غزة، بعدم وقف إطلاق النار ووضع حد لمجازر الإبادة التي يقوم بها نتنياهو وزراء حربه المتطرفون»، مرجعًا ذلك بأنه «فلو أرادت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إدخال المساعدات فعلا وإنهاء المأساة بغزة لأمرت نتنياهو لوقف العدوان فورا وأدخلت المساعدات بشكل طبيعي إلى قطاع غزة عبر المعابر المختلفة».

ويتابع:«هذا يدل على عدم جديتها بوقف العدوان بل إطالة أمده وتجميله عبر فيديوهات مصورة لإنزال المساعدات جوا وربما بخرا في قادم الأيام، لاستمرار توفير الغطاء اجرائم القتل والإبادة بغزة».

مقترح خبيث

وكان المقرر الأممي الخاص المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري، قد شكك في الاقتراح الأميركي، إذ قال خلال مؤتمر صحفي في جنيف الجمعة إنها «المرة الأولى التي أسمع أحدا يقول إننا بحاجة إلى استخدام رصيف بحري. لم يطلب أحد رصيفا بحريا، لا الشعب الفلسطيني ولا المجتمع الإنساني».

ووصف فخري الاقتراح الأميركي بأنه «خبيث» جاء استجابة لمصالح انتخابية، لافتا إلى أن الولايات المتحدة تقدم في الوقت نفسه قنابل وذخائر ودعما ماليا لإسرائيل.

واعتبر أن «الإصرار الأميركي في إنشاء ميناء تهدف قبل كل شيء إلى الاستجابة مع اقتراب الانتخابات في الولايات المتحدة، للضغوط الداخلية التي يمارسها جزء من الأميركيين».

تكريس الاحتلال

ورأت الخارجية الفلسطينية في بيان لها أمس السبت، إن «تركيز سلطات الاحتلال الإسرائيلي على منح الموافقات على فتح ممرات بحرية ومنع مرور المساعدات بريا عن طريق المعابر، هدفة تطبيق خطة حكومة الاحتلال الإسرائيلي بتكريس الاحتلال والفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة وتهجير أنباء الشعب الفلسطيني.

وقالت بوقت سابق إن الممر تترتب عليه مخاطر تستهدف الوضع الديموغرافي في قطاع غزة، في ضوء عمليات القتل والتجويع وقطع شريان الحياة عن القطاع.

إسرائيل تفتش الحمولة

وأوضحت المنظمة أنّ «سلطات الاحتلال الإسرائيلي يتفتش حمولة 200 طن من المواد الغذائية والأرز والدقيق وعلب التونة في ميناء لارنكا»، لافتا إلى أن «منظمة (وورلد سنترال كيتشن) الخيرية الأميركيّة التي دخلت في شراكة مع (أوبن آرمز)، لديها فرق في قطاع غزّة تنشأ رصيف لتفريغ الشحنة».

ولم تذكر المنظمة تفاصيل دقيقة عن الموقع المقرر أن يتسلم فيه هذه المساعدات، أو عن هوية موزعي المساعدات بمجرّد وصولها إلى قطاع غزة أو ضمان أمنها.

لكن المتحدث باسم جيش الحرب الإسرائيلي دانيال هاغاري، كان قد قال مساء السبت إن «إسرائيل تنسّق إنشاء هذا الرصيف وستوزع المساعدات عبر المنظّمات الدوليّة».

أونروا تتلقى قبلة الحياة

وفي سياق أخر تلقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) قبلة الحياة بعد اعتزام دولا أوربية إعادة الدعم المادي إليها إثر حجبه على خلفية اتهامات لعناصر في المنظمة الأممية بغزة بدعم هجوم حماس أكتوبر الماضي.

في المقابل لم يسرف فيليب لازاريني المدير العام لـ (الأونروا) في التفاؤل إزاء اعتزام بعض المانحين استئناف تمويل الوكالة في غضون أسابيع، مشيرا إلى أن الأونروا كانت «مهددة بالموت» بعد مزاعم إسرائيلية بأن بعض موظفيها شاركوا في معركة الطوفان.

اقرأ المزيد

خليجيون| سيناريوهات خفية لميناء بايدن في غزة

أهم الأخبار