السفيرة الأميركية تكتب: لماذا الشراكة بين واشنطن وبغداد مهمة للشعب العراقي؟

السفيرة الأميركية تكتب: لماذا الشراكة بين واشنطن وبغداد مهمة للشعب العراقي؟
ألينا رومانوسكي
القاهرة: «خليجيون»

تحدثت ألينا رومانوسكي سفيرة الولايات المتحدة لدى العراق أهمية الشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد بين الولايات المتحدة والعراق، مؤكدة أن بلادها قدمت دعما لبغداد يفوق أي دعم مقدم من أي جهة أو دولة أخرى، وأنا بلادها وقفت إلى جانب العراق في هزيمة داعش.

ونشر هذا المقال وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، اليوم الخميس.

كما قالت السفيرة إن الولايات المتحدة الأميركية قدمت أكثر من 11 مليار دولار من المساعدات التنموية للعراق، كما سافر أكثر من 5000 شاب عراقي إلى الولايات المتحدة من خلال برامج التبادل.

نص المقال

رمضان كريم. آمل أن توفر مقالة الرأي هذه بعض الأفكار للنظر فيها خلال شهر التأمل هذا مع العائلة والأصدقاء. مع انطلاق عمل اللجنة العسكرية العليا الأميركية العراقية مؤخراً، يُجري القادة الأميركيون والعراقيون مفاوضات بشأن انتقال عمل التحالف الدولي، وعلى وجه التحديد الوجود العسكري الأميركي، الذي لطالما دعم الشركاء العراقيين في هزيمة داعش.

وبينما يراقب العراقيون من مختلف مكونات مجتمعه المتنوع هذا الانتقال المهم عن كثب، يتساءل الكثيرون عما يعنيه ذلك لعلاقتنا الستراتيجية الشاملة. حتى أنَّ البعض يتساءلون عن سبب أهمية استمرار شراكتنا على الإطلاق.

أُدرك أن ليس جميع العراقيين ينظرون إلى علاقتنا بنفس الطريقة، وأنَّ التباين في الآراء بشأن مسار بلدكم أمر طبيعي

أُدرك أن ليس جميع العراقيين ينظرون إلى علاقتنا بنفس الطريقة، وأنَّ التباين في الآراء بشأن مسار بلدكم أمر طبيعي، بل ومُؤشر على ديمقراطية ناضجة. ولهذا السبب، فإنَّ اللحظة الحالية توفر فرصة ذهبية للتمعن في نوع العلاقة الاستراتيجية طويلة الأمد التي ترغبون في بنائها مع الولايات المتحدة. إنَّ المخاطر المترتبة على الإجابة عن هذا السؤال كبيرة، ليس فقط بالنسبة للعلاقات الأميركية العراقية، ولكن أيضاً بالنسبة لعلاقات العراق مع العالم.

بصفتي سفيرة الولايات المتحدة لدى العراق، يشرفني أن أعمل يومياً مع الشعب العراقي ومن يمثله بهدف عرض موقف الولايات المتحدة بشأن الشراكة الاستراتيجية. ضمن اتفاقية الإطار الاستراتيجي التاريخية بين الولايات المتحدة والعراق لعام 2008 التي توجه علاقتنا، أرى كم سيستفيد العراق من شراكتنا الستراتيجية الدائمة، لأنني بالفعل أرى الفوائد التي جلبتها علاقتنا القوية على العراقيين. وهذا ما أراه.

ملتزمون بأمن العراق واستقراره وسيادته

نحن ملتزمون بأمن العراق واستقراره وسيادته، حيث وقفنا جنبًا إلى جنب مع الشركاء العراقيين لتحرير العراق من آفة داعش. مع حلول الذكرى العاشرة لظهور داعش والذكرى الخامسة لهزيمته، يجب أن نكون واضحين بشأن التهديد الذي لا يزال يشكله هذا التنظيم على العراق، من كل من العراق وسوريا.

نريد أن تمتلك قوات الأمن العراقية القدرات اللازمة لمواجهة التهديدات المستقبلية، ولهذا السبب، ومنذ عام 2012، خصص الكونغرس الأميركي أكثر من 3.5 مليارات دولار لبناء قدرات قوات الأمن العراقية.

وتقدم الولايات المتحدة للعراق دعمًا مستدامًا حيويًا، ومعدات من الطراز العالمي مثل طائرات أف-16 المقاتلة ودبابات القتال أم-1 أبرامز، والتدريب الاحترافي الذي يعزز قدرات قوات الأمن العراقية لتكون ممثلة لكل فئات المجتمع العراقي المتنوعة، وتكون مسؤولة أمام الحكومة العراقية ذات السيادة، وقادرة على الدفاع عن العراق ودوره في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.

أكثر من مجرد علاقة أمنية

ولكننا نحتاج إلى أكثر بكثير من مجرد علاقة أمنية. نحن بحاجة إلى علاقات اقتصادية وثقافية وتعليمية وشعبية تبني عراقًا حديثًا مستقرًا وآمنًا وذا سيادة ومزدهرًا ومتصلًا بالعالم.

ولا تزال الولايات المتحدة المانح والداعم الأكبر للعراق. فعلى مدى العشرين عاماً الماضية، قدمت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية للعراق أكثر من 11 مليار دولار من المساعدات التنموية لتطوير المجتمعات المحلية. وقد ساعد هذا الدعم العراقيين على إطلاق المئات من المشاريع الجديدة وخلق الآلاف من فرص العمل وبناء 150 مدرسة و25 عيادة للرعاية الصحية و130 مرفق مياه.

القوات الأميركية في العراق ( الإنترنت)
القوات الأميركية في العراق ( الإنترنت)

ومنذ عام 2014، قدمت الولايات المتحدة أكثر من 3.6 مليارات دولار لدعم المجتمعات الهشة من النازحين العراقيين واللاجئين وتزويدهم بالرعاية الصحية والدواء ومياه صالحة للشرب وخدمات صرف صحي أفضل. وفقط منذ عام 2017، استثمرنا 157 مليون دولار في مشاريع يقودها العراقيون للمساعدة في توفير المياه الصالحة للشرب لأكثر من 12 مليون عراقي.

ويستفيد الآلاف من العراقيين من برامجنا الخاصة بالتبادل الثقافي والتعليمي. فمنذ بدء برامجنا لتبادل طلاب المدارس الثانوية والجامعات قبل 17 عامًا، سافر أكثر من 5000 شاب عراقي إلى الولايات المتحدة وعادوا للقيام بأشياء عظيمة من أجل العراق.

وفي عام 2024، سيزور 400 عراقي إضافي الولايات المتحدة من خلال برامج التبادل لدينا، بما في ذلك برنامج فولبرايت المرموق وبرنامج تبادل القيادات الشابة العراقية وبرنامج الزائر الدولي القيادي. ونوفر أيضاً في العراق برامج أخرى بما في ذلك تعليم اللغة الإنجليزية وتدريب المعلمين وفرص التمكين للباحثين عن عمل والشركات الناشئة ودعاة حماية المناخ.

وتوفر برامجنا مبادرات متنوعة أخرى للنساء والفتيات لتطوير مهاراتهن، منها الحصول على شهادات في قطاع التكنولوجيا من شركتي غوغل ومايكروسوفت.

وتصدر سفارتنا في بغداد وقنصليتنا العامة في أربيل آلاف التأشيرات سنوياً لدعم سفر العراقيين ولم شملهم بأسرهم والالتحاق بالجامعات وإجراء الأبحاث وإقامة العلاقات التجارية وتلقي العلاج الطبي أو مجرد التمتع بزيارة الولايات المتحدة. وجودنا يجعل هذه الروابط ممكنة.

التجارة بين الولايات المتحدة والعراق

وتعني التجارة بين الولايات المتحدة والعراق إنتاج المزارعين الأميركيين أغذية تطعم الأسر العراقية. وتقدم شركات الطاقة الأميركية تكنولوجيا متطورة للشبكات الكهربائية للمساعدة في تحديد مكان وحتى تجنب انقطاع التيار الكهربائي، ورفع كفاءة التوربينات الكهربائية أثناء تركيب قدرة توليد جديدة، واحتجاز الغاز الطبيعي المحترق لاستعماله في إنتاج الطاقة المحلية.

شركات الأدوية الأميركية

وتقوم شركات الأدوية الأميركية بتوفير لقاحات عالية الجودة للعراقيين لمكافحة المرض، بينما تستثمر شركات أميركية أخرى في المستشفيات والعيادات العراقية بتزويد المعدات الطبية لإنقاذ الأرواح والتكنولوجيا الحديثة لحديثي الولادة لرعاية أصغر العراقيين. ولقد دعمنا البنك المركزي العراقي في زيادة عدد علاقات المراسلة المصرفية التجارية للعراق، وهو إنجاز هائل للعراق في تطبيع العلاقات التجارية العالمية وإجراء تجارته بأمان باستخدام الدولار الأميركي.

حيث ارتفع إجمالي الودائع المحفوظة في المصارف التجارية العراقية بنسبة 40 بالمائة تقريباً خلال العامين الماضيين، مما يشير إلى تزايد ثقة المستهلكين في المؤسسات المصرفية العراقية في الوقت الذي نعمل فيه معاً لزيادة الشفافية واستئصال الفساد والسرقة وربط القطاع المصرفي العراقي بالاقتصاد العالمي التنافسي.

لا أرى أيًا منهم يقدم للشعب العراقي بقدر ما تفعله الولايات المتحدة كل يوم

من المؤكد أنَّ دولاً أخرى تطرق باب العراق وتعلن عن بدائل لما تعرضه الولايات المتحدة وشركاؤنا. لكن كسفيرة للولايات المتحدة في العراق، لا أرى أيًا منهم يقدم للشعب العراقي بقدر ما تفعله الولايات المتحدة كل يوم. ولا يمكن لأحد منهم أن يقدم للعراق شراكة مكافئِة حقيقية ومتساوية تربط العراق بالعالم وتعزز ازدهار العراق.

نحن نعمل على بناء جسور بين شعب الولايات المتحدة والعراق ستدوم لأجيال عديدة.

اقرأ أيضا:

انسحاب القوات الأميركية من العراق؟ السوداني ورباعي الكونغرس يجتمعون في ميونخ

خليجيون| زيادة المواجهات بين القوات العراقية وفلول داعش.. خبراء يحذرون

عندما أتحدث مع الشباب العراقيين الذين يمثلون مستقبل التغيير في هذا البلد، يخبرونني أنهم يرغبون بخدمات يمكن الاعتماد عليها وتعليم أفضل وفرص عمل أكبر وحياةٍ أفضل وفرص أكثر. وبمعرفة كل ما يمكننا تحقيقه معاً من خلال شراكة ستراتيجية قوية بين الولايات المتحدة والعراق، نستطيع أن نكون جزءاً من تحويل أحلامهم إلى حقيقة.

تحالف دولي للقضاء على داعش

في العام 2014، أعلن الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما عن تشكيل تحالف دولي لمكافحة والقضاء على تنظيم ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وذلك من خلال عمليات عسكرية مشتركة تقودها الولايات المتحدة ضد التنظيم.

القوات الأميركية في العراق ( الإنترنت)
القوات الأميركية في العراق ( الإنترنت)

المحادثات الثنائية بين العراق والولايات المتحدة

واستؤنفت مؤخرا المحادثات الثنائية بين العراق والولايات المتحدة، بشأن انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق، والتي تأتي على وقع تزايد الهجمات المتبادلة شبه اليومية، بين الفصائل العراقية المسلحة والقوات الأميركية المتمركزة في العراق وسوريا.

وأطلقت بغداد وواشنطن هذه المحادثات مطلع يناير، في إطار لجنة عسكرية عليا مشتركة، لكنها عُلقت في الثامن والعشرين من الشهر نفسه، عقب هجوم بطائرة مسيرة أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين في الأردن على الحدود مع سوريا.

وتعرضت القوات لأكثر من 165 هجوما، منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في السابع من أكتوبر الماضي، وردا على الهجمات التي نسبها أميركا إلى «فصائل مسلحة موالية لإيران»، شنت قوات التحالف ضربات استهدفت قادة عسكريين لفصائل عراقية موالية لإيران، ما دفع بغداد للمطالبة بإنهاء مهمة التحالف في البلاد.

أهم الأخبار