خليجيون| صراع نفوذ بين تركيا وإيطاليا على معبر حدودي بشمال أفريقيا

خليجيون| صراع نفوذ بين تركيا وإيطاليا على معبر حدودي بشمال أفريقيا
معبر راس جدير على الحدود الليبية-التونسية. (فيسبوك
طرابلس: «خليجيون»

مع استمرار إغلاق معبر راس جدير الحدودي بين ليبيا وتونس، إثر اشتباكات بين مجموعات مسلّحة وقوات الأمن على الجانب الليبي من الحدود، يقول محللون إن هذا الإغلاق يعكس صراعا نفوذ بين تركيا وإيطاليا على نقطة حدودية تحمل أكبر تدفقات للتهريب والهجرة غير النظامية.

ويوم الثلاثاء الماضي، أعلنت وزارة الداخلية في طرابلس إغلاق المعبرها «بعد تهجم مجموعات خارجة عن القانون على المنفذ» مضيفة أن تلك المجموعات يعتبرون ذلك «حقا مكتسبا».

تقع رأس جدير في شمال غرب ليبيا، على بعد حوالي 170 كيلومترًا غرب طرابلس، وهي نقطة العبور الرئيسية بين غرب ليبيا وجنوب شرق تونس. ويمر فيها جزء كبير من التجارة عبر الحدود، بما في ذلك التهريب.

وتسيطر مجموعات من منطقة زوارة التي تسكنها غالبية أمازيغية منذ سنوات على المعبر الحدودي إذ يعتبرونه تابعا لمناطق نفوذهم، مما يسمح لهم بالانخراط في تجارة غير قانونية مربحة. ويؤدي إغلاق هذا المعبر إلى توقف مرور البضائع في كلا الاتجاهين، وحركة العديد من العمال التونسيين الذين يعملون في ليبيا وحركة الليبيين المتوجهين إلى تونس خصوصا لتلقي علاجات.

أمازيغ ليبيا.. وإيطاليا

ويشكل الأمازيغ 10% من سكان ليبيا، وهم يعيشون في مناطق جبل نفوسة شمال غرب ليبيا وزوارة وغدامس جنوب غرب ليبيا. ويطالب أمازيغ ليبيا بالإضافة إلى أمازيغ تينيناي (أمازيغ الصحراء) وهم قبائل التبو والطوارق بدسترة لغتهم ومنحهم حقوقهم الثقافية والعرقية في الدستور المرتقب.

وفي مقابل تحالف تركي مع المجموعات المسلحة المتواجدة في غرب ليبيا، يشير الباحث والمحلل العسكري الليبي محمد الترهوني إلى «تحالف آخر بين مجموعات مسلحة أمازيغية متحالفة مع إيطاليا لاستمرار فرض سيطرتها على المعبر».

ويقول الترهوني في تصريح إلى «خليجيون» «هناك خلاف تركي إيطالي على المنطقة الحدودية الممتدة من زوارة إلى صبراتة وصرمان، التي تعرف كخط رئيسي تهريب، ونلحظ قلقا أوروبيا على ما تشهده تلك المنطقة من تدفق كبير للهجرة غير الشرعية».

ويضيف المحلل الليبي: «تركيا ترى نفسها الوصى الوحيد على الغرب الليبي لأنها تمتلك قواعد عسكرية مثل الوطية بالقرب من الساحل الليبي، علاوة قواتها الموجودة في الزاوية»، ويتابع بالقول إن «تهريب البشر الوقود من زوارة وصبراتة والزاوية بمثابة ورقة ضغط كبيرة على أوروبا، خصوصا مع فشل عملية إيريني في وقف تهريب الوقود والأسلحة».

ما هي مهمة إيريني؟

وتعمل مهمة «إيريني» العسكرية الأوروبية منذ مارس العام 2020 في المياه الدولية بالبحر المتوسط قبالة سواحل ليبيا، بهدف فرض قرارات مجلس الأمن المتعلقة بحظر السلاح، ووقف تهريب النفط من ليبيا، وتدريب خفر السواحل، ومكافحة الاتجار بالبشر كمهمة ثانوية.

كما أن العملية مسؤولة عن جمع المعلومات الاستخباراتية لمجلس الأمن، والمساعدة في مكافحة صادرات النفط غير المشروعة من ليبيا والاتجار بالبشر في المنطقة. وأصدرت العملية حتى الآن 42 تقريرًا خاصًا للجنة خبراء الأمم المتحدة المعنية بليبيا.

وفي أكتوبر الماضي، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في خطاب إلى الدول الأعضاء في الاتحاد، ضرورة توسيع مهام عملية «إيريني» لتشمل مكافحة الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين ضمن أهدافها الرئيسية، كما نقل موقع “يورو أكتيف” الأوروبي.

وتعد أزمة معبر راس جدير حلقة جديدة من مسلسل أزمات تواجهها ليبيا التي تعاني انقساما مركبا سياسيا وأمنيا، إذ تتنازع السلطة حكومتان: الأولى في العاصمة طرابلس برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والثانية في شرق ليبيا يرأسها أسامة حماد، المكلف من قِبل مجلس النواب، والمدعوم من المشير خليفة حفتر.

اقرأ المزيد:

عشرات الجثث تطفو على شواطئ ليبيا في ظروف غامضة

جيش الاحتلال يستكمل مجازره في مجمع الشفاء الطبي بغزة

خليجيون| «ضريبة البرلمان» تحشر ليبيا في مواجهة سياسية جديدة

أهم الأخبار