بوادر خلاف داخل فيالق الجيش السوداني حول القيادة

بوادر خلاف داخل فيالق الجيش السوداني حول القيادة
عناصر من الجيش السوداني (الإنترنت)
القاهرة: خليجيون

برزت على الساحة السودانية بوادر خلاف وتباينات داخل القوات المسلحة الأمر الذي خلق التنافس الحاد حول السيطرة والقيادة، وسط مطالب بإبعاد الجيش عن الأهداف السياسية.

وحذر الأمين السياسي لحزب المؤتمر السوداني وعضو المكتب التنفيذي لقوى الحرية والتغيير، شريف محمد عثمان، من أن الخلاف بين القوى المسلحة قد يؤدي إلى «حرب أهلية عنيفة»، قائلا: «إن تصريحات مجلس السيادة السوداني المتعلقة برفض الجيش الاتفاق مع السياسيين "لا قيمة لها»، حسب وكالة أنباء العالم العربي.

ولفت عثمان إلى أن تصريحات مجلس السيادة توضح عمق الخلافات والتباينات داخل القوات المسلحة والتنافس الحاد حول السيطرة والقيادة، موضحًا أنه خلال الفترة الماضية كانت هناك تصريحات متضاربة ومختلفة من جهات عديدة سواء كان من الفريق البرهان (رئيس مجلس السيادة) أو إبراهيم جابر (عضو المجلس) أو غيرهم، وهي توضح عمق الخلافات.

وكان عضو مجلس السيادة، قد صرح أمس الاثنين من أن القوات المسلحة لن تكون طرفا في أي اتفاق مع سياسيين، داعيا إلى التأسيس لفترة انتقالية تقودها حكومة تكنوقراط تضطلع بترتيب شؤون الشعب السوداني وتهيئته لانتخابات حرة ونزيهة يحدد فيها الشعب السوداني من يحكمه.

الخلافات عميقة

وأكد الأمين السياسي لحزب المؤتمر السوداني، أن الخلافات عميقة حول إدارة الحرب والسلام داخل القوات المسلحة تمثل تهديدا لسلامة السودانيين ووحدة السودان، مشددا على ضرورة ابعاد دور القوات المسلحة عن السياسة.

وقال عثمان «إن طبيعة القوات المسلحة نفسها لا يجب أن تتدخل في أي تكتل سياسي أو أي تحالف سياسي، هذا ليس من شأنها. العمل السياسي هو شأن القوى السياسية والمدنية، والقوات المسلحة لديها واجباتها التي يجب أن تعمل على تنفيذها وفق القانون»، محذرا من مخاطر استمرار الحرب وتحولها إلى حرب أهلية عنيفة" تفضي إلى تدخلات خارجية.

ورأى أن «هذه الحرب في حال استمرارها» قد تتمزق القوتان المتقاتلتان إلى ميليشيات عديدة، منوها إلى أن هناك ميليشيات انخرطت في القتال إلى جانب القوات المسلحة، وأخرى انخرطت في القتال بجانب قوات الدعم السريع.

التأكيد على دور القوى السياسية

وأكد عثمان على دور القوى السياسية في إيجاد حل للأزمة في السودان وقال "المناقشات حول العملية السياسية كانت تدار ما بين القوى المدنية وقائد القوات المسلحة وقائد قوات الدعم السريع. الهدف الرئيسي فيها هو إنهاء هذا التوتر ووضع معالجة لقضية تعدد الجيوش في السودان. ومحاولات رمي المسؤولية على القوى السياسية هذا حديث غير صحيح، ومجموعات الإسلاميين المتطرفين الراغبين في العودة للسلطة بعد الثورة التي قامت ضدهم في العام 2019 هي الوحيدة التي لديها مصلحة حقيقية في استمرار هذه الحرب".

وتابع قائلا «هذه المجموعة الآن تهدد قادة القوات المسلحة وترفض أي محاولات للذهاب للتفاوض».

وأضاف «إن كان هناك من يتحمل وزر هذه الحرب وتبعاتها وكلفتها الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية على السودان فهي مجموعة النظام المخلوع التي فتكت بالسودان وحكمته لمدة 30 عاما، واستثمارها الوحيد كان في الحروب»، مشيرا إلى الحروب في دارفور وفي النيل الأزرق وفي جبال النوبة.

التفاوض

وأكد عثمان على أن السبيل الوحيد لإنهاء الحرب هو طاولة التفاوض، مشيرا إلى أهمية البناء على المناقشات التي جرت في العاصمة البحرينية المنامة أو في مدينة جدة السعودية وغيرها من أجل الوصول إلى وقف إطلاق النار في وقت قريب.

وتأسس حزب المؤتمر السوداني في الثمانينيات وكانت له نشاطات معارضة في عدة مناسبات، وقد ظهر إلى الواجهة عام 2019 حيث كان ضمن تحالف قوى الحرية والتغيير الذي قاد الاحتجاجات التي أسقطت نظام الرئيس عمر البشير في ذلك العام.

وميدانيا أعلنت قوات الدعم السريع تأسيس إدارة مدنية لولاية الجزيرة في وسط السودان، إذ وتعهد رئيس الإدارة المدنية صديق أحمد بوضع الأسس المتينة للحكم الفيدرالي رغم التحديات الكبيرة، فيما يواصل الجيش تحركاته نحو ولاية الخرطوم منضما إليه حركة تحرير السودان.

اقرأ المزيد

تفاصيل هروب عمر البشير.. السودانيون يبحثون عن «الرئيس السجين»

أهم الأخبار