خاص| أين تتجه بوصلة الوساطة الخليجية في حرب غزة بعد قرار مجلس الامن؟

خاص| أين تتجه بوصلة الوساطة الخليجية في حرب غزة بعد قرار مجلس الامن؟
قادة دول مجلس التعاون الخليجي في أحد اجتماعاتهم.
القاهرة: إحمد كامل

يترقب العالم التداعيات الميدانية لقرار مجلس الأمن الذي طالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان، وسط تساؤلات حول اتجاه بوصلة الوساطة الخليجية في حرب غزة بعد القرار الأممي.

واختص مجلس الأمن الدولي قطر والمملكة العربية السعودية بالإشادة بجهودها الدبلوماسية التي وصفها بـ«الحثيثة»، من أجل التوصل إلى وقف للأعمال القتالية في قطاع غزة وإطلاق سراح المحتجزين وتوسيع نطاق المساعدات الإغاثية وتسهيل إيصالها إلى المدنيين في ظل الوضع الإنساني الكارثي وخطر المجاعة الذي يعيشه القطاع.

الوساطة مستمرة للوصول إلى وقف دائم

ويرجح أستاذ العلوم السياسية الدكتور حسن نافعة، أن تستمر الوساطة الخليجية حتى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار في غزة دون السماح باحتلال قطاع غزة أخر حصن منيع سياسيًا وعسكريا ضد سياسة الاستيطان الصهيونية في فلسطين.

ويقول نافعة في تصريح إلى «خليجيون»:«قطر والسعودية ومصر ليس من مصلحتهما وقف اطلاق النار المصحوب باحتلال غزة وتحويلها إلى ضفة غربية جديدة ما يعني انتهاء القضية الفلسطينية خلال سنوات عبر الاستيطان وتهجير أهلها من كل الأراضي الفلسطينية، لذلك فلن يكون هناك قبول بالضغط على حماس لتسليم قادتهم وأسلحتهم والاستسلام مقابل وقف إطلاق النار».

ويشير نافعة إلى أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي أجبر أميركا على الانخراط في العدوان على غزة ما تسبب في تشويه سمعة أميركا في المجتمع الغربي، فضلا عن انجرارها إلى معارك في البحر الأحمر مع الحوثيين بالإضافة إلى تعرض مصالحها للخطر في العراق وسوريا.

دفع تكلفة إعمار غزة

ويرى المحلل السياسي المصري أن بلدان الخليج تستعجل وقف دائم لإطلاق النار في غزة، استعدادا للبدء في مرحلة إعمار غزة التي تتكفل بها عرفًا، والتي ستكون ضخمة هذه المرة حيث بناء قطاع من جديد بمبالغ لا تقل عن 100 مليار دولار.

ورقة النفط

ويتوقع أستاذ العلوم السياسية أن يكون لقطر والسعودية دورًا في الضغط على الولايات المتحدة الأميركية تتمثل بالتهديد بقطع امدادات النفط إليها في ظل الهمجية الإسرائيلية التي أحرجت ملوك و رؤساء البلاد العربية.

قطر تجدد موقفها

وعقب صدور قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في غزة، جددت قطر على لسان المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية ماجد الأنصاري، أمس الثلاثاء، موقفها الثابت من استمرار الوساطة لوقف الحرب على غزة، غداة صدور أول قرار عن مجلس الأمن الدولي يدعو إلى «وقف فوري لإطلاق النار» بين حركة حماس وإسرائيل

وقال الأنصاري في مؤتمر صحفي بالعاصمة القطرية الدوحة إن «المحادثات ما زالت جارية بين الأطراف على مستوى الفرق الفنية»، ونفى انسحاب وفد أي فريق من الدوحة، بصرف النظر عن تنقلات تلك الوفود والفرق، موضحًا أن جزءًا من الوفد الإسرائيلي لازال موجودًا في الدوحة ومستمرًا في الاجتماع. وأكد الناطق القطري «أهمية تفاعل الشركاء الإقليميين والدوليين مع قرار مجلس الأمن الأخير الداعي لوقف إطلاق النار في غزة».

التفاعل الدائم

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية، للمرة الأولى في تاريخها.

ومنذ اندلاع العدوان على غزة، تفاعلت قطر والسعودية مع أزمة قطاع غزة كما لعبا أدوار متنوعه سواء على مستوى الوساطةـ أو التحركات على الصعيدين الإقليمي والدولي.

في نهاية نوفمبر، انخرطت الدوحة في وساطة أسفرت عن هدنة استمرت أسبوعا، أفرِج عن 105 رهائن في مقابل إطلاق سراح 240 أسيرا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية. وأكد أنصاري "استمرار الوساطة القطرية في مختلف الملفات، مع الشركاء الإقليميين والدوليين، خاصة في تبادل الأسرى والمحتجزين والجوانب الإنسانية والإخلاء الطبي".

وعلى نحو دوري تستضيف السعودية الاجتماع الوزاري التشاوري بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والذي يحظى بمشاركة وزراء خارجية قطر ومصر والأردن والإمارات والسعودية، إضافة إلى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ.

اقرأ المزيد

ما مصير الوساطة القطرية بعد قرار وقف إطلاق النار في غزة؟ (فيديو)

لغز اغتيال مروان العيسى: إعلان إسرائيلي جديد.. وصمت «حمساوي»

هجوم دموي شرق سوريا.. إيران تتهم وأميركا تتبرأ

أهم الأخبار