مدفع الهاوتزر الكوري.. مواصفات أسلحة كورية على رادار مصر

مدفع الهاوتزر الكوري.. مواصفات أسلحة كورية على رادار مصر
حسن محمد

في ظل التقدم الذي تم إحرازه في مفاوضات حصول القاهرة على دبابة القتال الرئيسية "كيه 2"، وكذلك مدفع الهاوتزر الكوري "كيه-9"، تجمع مصر وكوريا الجنوبية ملفات تعاون مشتركة، لا سيما في المجال العسكري، وسط مساعٍ تم الإعلان عنها في شهر ديسمبر الماضي بشأن توقيع اتفاقية تصنيع مشترك بين البلدين.

ويُنظر لزيارة الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه إن، إلى القاهرة حاليا، باعتبارها خطوة مهمة على صعيد العلاقات بين البلدين وملفات التعاون المشترك، وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بينهما.

وبحثت مصر خلال الفترات الماضية مع الجانب الكوري الجنوبي إمكانية التعاون في عملية التصنيع المشترك لدبابة القتال الرئيسية "كيه 2" وكذا بحث التصنيع المشترك لمدفع الهاوتزر"كيه 9” الذي لفت الأنظار بالجناح الكوري في معرض الدفاع المصري "إيدكس" الأخير.

الفهد الأسود

الدبابة "كيه-2" والمُلقبة بـ "الفهد الأسود" تتميز بقوة تدريعها، علاوة على كونها مزودة بدروع تفاعلية ونظام الحماية النشطة المضادة.

ومن ميزات دبابة القتال الرئيسية الكورية المزودة بدرع أمامي لصد قذائف من عيار 120 ملم، مدفعها الألماني عيار 120 ملم، علاوة على أن لديها نظام متقدم للتحكم بالنيران، فضلا عن قدرتها على الرصد والتتبع والإطلاق الآلي على الأهداف الأرضية، مع قدرتها على اجتياز الأراضي الوعرة بسهولة.

ذلك بالإضافة إلى إمكانياتها في التصويب أثناء السير فوق التضاريس الجبلية، وكذلك أيضا قدرتها على استهداف طائرات الهليكوبتر على ارتفاع منخفض.

ومن ميزات الدبابة الكورية الأشهر، والتي بدأ تطويرها في العام 1995 وتم الكشف عنها لأول مرة في العام 2007، أنها تطلق قذائف KSTAM الهجومية الكورية الجنوبية الجديدة.

وكانت مصر قد دخلت في مفاوضات مع الجانب الكوري من أجل التصنيع المشترك لها، ضمن أبرز الملفات التي تنتظر الحسم بين الجانبين.

صوت الرعد

بينما على صعيد مدفع كيه-9 ثاندر، أو "صوت الرعد" ذاتي الدفع، والمُطور من قبل "سامسونغ تيكوين" لصالح القوات المسلحة الكورية الجنوبية، والتي تقوم بتصديره أيضاً، فيشهد رواجاً في دول حلف شمال الأطلسي، ويحتفظ بمزايا قتالية فريدة بقذائف من عيار 155 ملم.

ويصل مدى قذائف "صوت الرعد" ما بين 40 إلى 56 كم، ولدى "كيه-9" قدرة على تحمل آثار الطلقات المدفعية الثقيلة، بفضل سمك التدريع (حوالي 19 ملم).

ومن مزايا المدفع الكوري، الذي يُكون طاقمه من خمسة أفراد، قدرته على مواجهة آثار الهجمات الكيميائية والبيولوجية أيضاً.

أهمية استراتيجية

وفي هذا الإطار، يتحدث المفكر الاستراتيجي المصري اللواء سمير فرج، الرئيس الأسبق لإدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة المصرية، في تصريحات خاصة لموقع سكاي نيوز عربية عن الأهمية الاستراتيجية لمساعي مصر للحصول على السلاحين المذكورين من كوريا الجنوبية، موضحاً أن القاهرة اتبعت سياسة جديدة منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السلطة، تتمثل في "تنويع مصادر السلاح"، بعد أن ظلت لأكثر من 40 عاماً معتمدة في التسليح على الولايات المتحدة الأميركية.

ويوضح فرج أن هذا التنويع ينتج عنه أيضا حصول القوات المسلحة على أسلحة تتماشى مع القوات المسلحة المصرية، فالسلاح الكوري الجنوبي على سبيل المثال ليس معقدا، هو سلاح بسيط يتماشى مع قدرات وطبيعة المقاتل المصري.

ويُعدد الخبير العسكري المصري أهمية تعاون مصر مع كوريا الجنوبية في هذا الإطار، والمزايا التي تحصل عليها القاهرة، موضحا أن هناك مزايا مرتبطة بالصيانة وقطع الغيار أيضا، ذلك أن كوريا الجنوبية توفرهما لمصر دون قيود، على اعتبار أو الولايات المتحدة أحيانا ما كنت تضع بعض القيود في هذا الإطار، كما أن الجانب الكوري يسمح بالتصنيع أيضا.

شراكة

وشهد اللقاء الذي جمع وزير الدولة للإنتاج الحربي في مصر ووزير برنامج إدارة المشتريات الدفاعية بكوريا الجنوبية في 22 ديسمبر الماضي، تأكيدا متبادلا على عقد شراكة استراتيجية تعود بالنفع على الجانبين.

وكان الوزير الكوري قد ذكر خلال اللقاء أن "التعاون الذي يتم الآن بين الجانب الكوري والمصري هو الأفضل على الإطلاق منذ بدء التعاون المشترك والذي امتد مؤخرًا ليشمل مختلف المجالات وعلى رأسها الصناعات الدفاعية".