خاص| ما سيناريوهات الرد الخليجي على الحرب المحتملة؟

خاص| ما سيناريوهات الرد الخليجي على الحرب المحتملة؟
وزيرا الخارجية الإيراني والعماني في مسقط الأحد.
القاهرة: «خليجيون»

تتصاعد وتيرة المخاوف الخليجية من اتساع نطاق الحرب الإقليمية في الشرق الأوسط، على خلفية تهديدات إيران بالرد على قصف الاحتلال الإسرائيلي قنصليتها في دمشق، وما واكبه من تحركات دبلوماسية دولية لتحجيم أي تصعيد محتمل، فيما تعددت آراء محللين خليجيين بشأن سيناريوهات تعامل دول المنطقة التي تنخرط في تحركات دبلوماسية متسارعة.

ودقت طبول حرب محتملة في المنطقة عقب هجوم إسرائيلي على القنصلية الإيرانية في مطلع أبريل، أسفر عن مقتل 16 شخصًا. ونعى الحرس الثوري الإيراني سبعة من أفراده في الهجوم، بينهم ضابطان كبيران، في حين توعد مسؤولون إيرانيون يتقدمهم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي بأن إسرائيل سوف «تنال العقاب».

رسالة إيرانية عبر سلطنة عمان

ويبدو أن منطقة الخليج كانت محطة لتحركات دبلوماسية لاحتواء التصعيد، إذ كشفت مصادر غربية أن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان نقل رسالة إيران إلى واشنطن أثناء زيارة يوم الأحد الماضي لسلطنة عمان التي كثيرًا ما توسطت بين طهران وواشنطن.

وحسب مصدر مطلع على معلومات استخباراتية أميركية فإن إيران «كانت واضحة جدًا» بأن ردها على الهجوم على مجمع سفارتها في دمشق سيكون «منضبطا» و«غير تصعيدي» ويشمل خططًا «باستخدام وكلاء بالمنطقة لشن عدد من الهجمات على إسرائيل».

عايد المانع: دول الخليج قد تكون هدفًا لبعض أذرع إيران أو حتى للحرس الثوري الإيراني بحجة ضرب القواعد الغربية

وفي ضوء سوابق الوساطة العمانية، لا تستبعد مصادر خليجية صحة هذه الرسالة، ورغم أن متحدث باسم البيت الأبيض أحجم عن التعليق على أي رسائل من إيران، لكنه قال إن الولايات المتحدة نقلت لإيران أنها لم تشارك في الهجوم على السفارة. فيما لم تعلق وزارة الخارجية الإيرانية، أو ترد الحكومة العمانية على هذه الأنباء.

لم تكد تمر 24 ساعة على الرسالة الإيرانية عبر المسار العماني، حتى شن قائد القوة البحرية في الحرس الثوري الإيراني رضا تنكسيري هجوما على ما قال إنه «وجود إسرائيلي» في دولة الإمارات، معتبرًا أنه يمثل تهديدًا لطهران، ملوحًا بأن بلاده قد تغلق مضيق هرمز في حالة الضرورة.

ويمر عبر المضيق نحو خُمس إجمالي استهلاك النفط عالميًا. وأظهرت بيانات فورتيكسا للتحليلات النفطية أن 20.5 مليون برميل يوميا في المتوسط من النفط الخام والمكثفات والمنتجات النفطية مرت عبر هرمز في الفترة من يناير إلى سبتمبر 2023.

دول الخليج وأذرع إيران

ولا يستبعد الأكاديمي والباحث السياسي الكويتي عايد المناع في تصريح إلى «خليجيون» أن «تكون دول الخليج هدفا لبعض أذرع إيران أو حتى للحرس الثوري الإيراني بحجة ضرب القواعد الغربية»، لكنه استدرك بالقول «حتى الآن الأميركان تبرأوا من العملية التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق، وهذا مبرر لعدم إقدام إيران على الضرب»، ويضيف «منطقة الخليج عانت من فاتورة بشرية ومادية باهظة للحربين العراقية والإيرانية والغزو العراقي للكويت، وليست من مصلحتها أي تصعيد أو حرب تنجر لها دول المنطقة».

د.محمد العريمي: دول مجلس التعاون الخليجي تنقسم إلى معسكرين في التعامل مع التوتر بين إيران وبين إسرائيل والغرب

وحتى ساعات مضت كان الدور الدبلوماسي حاضرًا، إذ تحدث وزير الخارجية أنتوني بلينكن مع وزراء خارجية السعودية وتركيا والصين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية لتوضيح أن التصعيد في الشرق الأوسط ليس في مصلحة أي طرف، وفق بيان لوزارة الخارجية الأميركية.

وإذ يشير المحلل السياسي العماني الدكتور محمد العريمي إلى أن «الوضع خطير ويهدد بانفجار على غرار الحرب العالمية وستطول مخاطره المنطقة»، فإنه ينبه إلى «انقسام دول الخليج لمعسكرين في التعامل مع التوتر الناشئ». ويشرح في تصريح إلى «خليجيون» بالقول: «المعسكر الأول يتبنى الرؤية الأميركية، والآخر ينتهج مقاربة تحاول الموازنة بين كفتي إيران والغرب»، لكن العريمي يستدرك: «الموازنة ستكون صعبة والخيارات محدودة في ضوء اختلال المعطيات الإقليمية والدولية عما كانت عليه 3 عقود».

حسابات خليجية متباينة

ولا يتوقف القلق عند حدود دول مجلس التعاون الخليجي، إذ تخشى واشنطن أيضًا أن تمتد نيران الصراع إلى السودان أيضًا، إذ قالت السفيرة الأميركية بالأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد يوم الخميس إن الولايات المتحدة أجرت محادثات مباشرة مع الدول المتهمة بإذكاء الصراع في السودان وحثت دول المنطقة على الضغط على إيران حتى لا تتدخل في الحرب.

القلق الخليجي تزايد بعد هجوم قائدعسكري إيراني «الوجود الإسرائيلي» في الإمارات والتهديد بإغلاق مضيق هرمز

ومن غير المستبعد أن يكون الاستعداد الخليجي لسيناريوهات هذا التصعيد المحتمل عسكريا وفق إمكانياتها، وفق الباحث السياسي د.عايد المانع، ويشير في تصريح إلى «خليجيون» إلى «ضرورة تعزيز الجبهة الداخلية الخليجية والاستعداد العسكري بقدر إمكانياتها للرد على أي عدوان إسرائيلي أو إيراني لحماية الوجود والحدود»، منبها إلى أن «الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي إذا نشبت حرب إيرانية إسرائيلية».

أما د.محمد العريمي فيرى أن «الرهان هو أن يحكم القادة الخليجيون صوت العقل، وتنطلق مواقفهم من المصالح الوطنية لدول المنطقة، عبر وزن الأمور وفق حسابات دقيقة وتجنب المخاطر وألا يركنوا إلى الأميركان أو الأوروبيين»، مستشهدًا بمقولة الرئيس المصري الراحل حسني مبارك «المستغطي بالأميركان عريان».

اقرأ المزيد:

عام على حرب الجنرالين بالسودان.. لا مخرج في الأفق

رسائل إيرانية إلى أميركا عبر دولة خليجية.. ما هي خطط «الهجوم الموعود»؟

خليجيون| سر الهروب من رئاسة الحكومة الكويتية الجديدة

أهم الأخبار