عام على حرب السودان.. صراع الجنرالين فجر «كارثة إنسانية»

عام على حرب السودان.. صراع الجنرالين فجر «كارثة إنسانية»
حميدتي والبرهان. (صورة مركية)
الخرطوم: «خليجيون»

مر عام على اندلاع الحرب في السودان بين قوات الجيش بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، التي أدت إلى مقتل الآلاف وتشريد الملايين وحدوث كارثة إنسانية.

وفيما يلي تسلسل زمني للأحداث التي أدت إلى الصراع وما تلاه من اضطرابات، وفق رصد لوكالة «رويترز»..

أحداث ما قبل الحرب في السودان

19 ديسمبر 2018: احتجاج المئات في مدينة عطبرة الشمالية على ارتفاع أسعار الخبز. سرعان ما انتشرت المظاهرات المدفوعة بأزمة اقتصادية أوسع إلى الخرطوم ومدن أخرى، وقوات الأمن ترد بالغاز المسيل للدموع وإطلاق النار.

السادس من أبريل 2019: يبدأ مئات الآلاف من المتظاهرين اعتصاما أمام مقر الجيش في الخرطوم. وبعد 5 أيام، يطيح الجيش بالرئيس عمر البشير ويحتجزه، منهيا بذلك حكمه الذي دام 3 عقود.في حين يواصل المتظاهرون الاعتصام للمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين.

الثالث من يونيو 2019: قوات الأمن تداهم الاعتصام أمام مقر الجيش. ويقول مسعفون على صلة بالمعارضة إن أكثر من 100 شخص قتلوا في المداهمة، والخطوة تتسبب في إثارة غضب عارم.

17 أغسطس 2019: قوى مدنية مؤيدة للانتفاضة توقع اتفاقا لتقاسم السلطة مع الجيش خلال فترة انتقالية تفضي إلى انتخابات، ويتم تعيين عبد الله حمدوك، الاقتصادي والمسؤول السابق في الأمم المتحدة، على رأس الحكومة في وقت لاحق.

31 أغسطس 2020: تتوصل السلطات الانتقالية إلى اتفاق سلام مع بعض الجماعات المتمردة من إقليم دارفور المضطرب غرب البلاد ومن المناطق الجنوبية في جنوب كردفان والنيل الأزرق، لكن مجموعتين رئيسيتين ترفضان الاتفاق.

23 أكتوبر 2020: ينضم السودان إلى دول عربية أخرى في الموافقة على اتخاذ خطوات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة. وبعد أقل من شهرين، ترفع الولايات المتحدة اسم السودان من قائمتها للدول الراعية للإرهاب.

30 يونيو 2021: ينال السودان الموافقة لإعفائه مما لا يقل عن 56 مليار دولار من الديون الخارجية بعد إجراء إصلاحات اقتصادية تحت إشراف صندوق النقد الدولي.

25 أكتوبر 2021: قوات الأمن تعتقل حمدوك والعديد من القيادات المدنية في مداهمات قبل الفجر، وذلك بعد أسابيع من تبادل الاتهامات بين القوى المدنية والعسكرية ومحاولة انقلاب فاشلة. وقائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان يعلن حل الحكومة المدنية وغيرها من الهيئات الانتقالية.

21 نوفمبر 2021: بعد خروج عدة مسيرات حاشدة احتجاجا على الانقلاب وتعليق معظم الدعم المالي الدولي للسودان، يعلن القادة العسكريون وحمدوك عن اتفاق لإعادة تعيينه رئيسا للوزراء.

ويقول حمدوك إنه عاد لمنع المزيد من إراقة الدماء وحماية الإصلاحات الاقتصادية، لكنه يستقيل بعد أقل من شهرين مع استمرار الاحتجاجات.

16 يونيو 2022: يقول برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن أكثر من ثلث سكان السودان يواجهون انعداما حادا في الأمن الغذائي بسبب عوامل، منها الأزمات الاقتصادية والسياسية والظروف المناخية والصراعات.

25 أكتوبر 2022: تخرج حشود ضخمة إلى شوارع السودان في الذكرى الأولى للانقلاب، في واحدة من أكبر المسيرات ضمن حملة المظاهرات المناهضة للجيش.

وفي الخرطوم، يواجه المتظاهرون الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت، في حين يسقط مدني قتيلا في مدينة أم درمان المجاورة، وهي حالة الوفاة رقم 119 خلال الاحتجاجات بحسب مسعفين.

الخامس من ديسمبر 2022: توقع قوى مدنية جرى تهميشها بسبب الانقلاب على اتفاق إطاري مع الجيش لبدء عملية جديدة للانتقال السياسي لمدة عامين وتعيين حكومة مدنية.

الخامس من أبريل 2023: تأجيل توقيع الاتفاق النهائي للمرحلة الانتقالية للمرة الثانية وسط خلافات عما إذا كان الجيش سيخضع لإشراف مدني وحول خطط دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة.

اندلاع الحرب الأهلية في السودان

13 أبريل 2023: يقول الجيش السوداني إن تعبئة قوات الدعم السريع تنطوي على خطر حدوث مواجهة. وبعد يومين، تندلع اشتباكات بين الجانبين في الخرطوم ومدن أخرى.

وتقول قوات الدعم السريع إنها سيطرت على مواقع إستراتيجية رئيسية، لكن الجيش ينفي ذلك.

21 أبريل 2023: عدد السكان الفارين من الخرطوم يتزايد بسرعة مع تصاعد الضربات الجوية التي ينفذها الجيش والاشتباكات وعمليات النهب في العاصمة. الدبلوماسيون والوافدون يهرعون إلى المطارات والحدود ومناطق إخلاء أخرى في الأيام والأسابيع التالية.

20 مايو 2023: يتفق طرفا الصراع في محادثات عقدت في جدة على وقف لإطلاق النار لمدة 7 أيام لكن القتال لم يتوقف. المفاوضات بوساطة سعودية وأميركية هي الأولى في العديد من المحاولات الدولية التي لم تفلح في تسوية الصراع.

يوليو 2023: نطاق الصراع يتوسع ليشمل منطقة دارفور غرب البلاد التي تتمكن فيها قوات الدعم السريع من تحقيق المزيد من المكاسب في الأشهر التالية.

وتنفذ قوات الدعم السريع ومليشيات عربية موالية لها عمليات قتل بدوافع عرقية في ولاية غرب دارفور.

14 ديسمبر 2023: الأمم المتحدة تحذر من أن الأسر في مناطق الصراع قد تواجه ظروفا مماثلة للمجاعة في 2024.

ويحتاج نحو 30 مليونا، بما يشكل نحو ثلثي سكان البلاد، لمساعدات وهو ضعف العدد قبل الحرب. تتزايد التحذيرات من احتدام الأزمة الإنسانية في الأشهر التالية.

19 ديسمبر 2023: الجيش ينسحب مع تقدم قوات الدعم السريع للسيطرة على ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة. وتسيطر قوات الدعم السريع بشكل كبير على الخرطوم المجاورة وكل منطقة دارفور تقريبا وأغلب ولاية كردفان، بينما يسيطر الجيش على الشمال والشرق بما يشمل الميناء الرئيسي للبلاد على البحر الأحمر. وتقول الأمم المتحدة والولايات المتحدة إن الجانبين ارتكبا انتهاكات.

12 مارس 2024: الجيش يقول إنه سيطر على مقر هيئة البث الرسمية في أم درمان المقابلة للخرطوم في إطار أكبر تقدم يحققه على قوات الدعم السريع في أشهر. مصادر تقول إن طائرات مسيرة إيرانية الصنع تساعد الجيش على ترجيح كفة الصراع لصالحة.

التاسع م نأبريل 2024: القتال يصل إلى ولاية القضارف الزراعية التي كانت تنعم قبل ذلك بالهدوء ويحتمي فيها ما يصل إلى نصف مليون نازح.

من هما طرف الحرب في السودان؟

فيما يلي بعض الحقائق، التي رصدتها وكالة رويترز، عن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، وهما طرفا الحرب المستمرة في السودان منذ عام والتي أدت إلى تدمير البلاد وتشريد الملايين فضلا عن تأجيج أعمال قتل على أسس عرقية في دارفور.

بدأت الحرب بين الطرفين، بعد شراكة هشة في الإطاحة بالزعيم السابق عمر حسن البشير في عام 2019 والإطاحة بحكومة بقيادة مدنية في 2021، في إطار نزاع على حماية المصالح ضمن عملية انتقال سياسي.

الجيش السوداني

* كانت القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان لديها الأفضلية من الناحية النظرية في بداية الحرب بسبب العدد الكبير لقواتها وأسلحتها الثقيلة وطائراتها المقاتلة.

* كانت المؤسسة العسكرية في مركز السلطة في السودان أو بالقرب منه على مدار عقود.وولد البرهان في عام 1960 في قرية تقع شمالي الخرطوم ومجاورة لمسقط رأس البشير، وقضى حياته المهنية بأكملها في داخل تلك المؤسسة.

* استعانت القوات المسلحة في كثير من الأحيان بمصادر خارجية للقتال بجانب مجموعات حليفة في عدة مناطق بالسودان، منها المجموعة التي تطورت لتصبح قوات الدعم السريع في دارفور، بالتزامن مع تشكيل مصالح اقتصادية واسعة.

* في عهد البشير، خدم البرهان في دارفور حيث خاضت الحكومة قتالا لإخماد تمرد شهد أعمال عنف أدت إلى نزوح ما يقدر بنحو مليوني شخص وسقوط 300 ألف قتيل بحلول عام 2008. وعمل أيضا على تطوير علاقات في الخليج وساعد في إمداد قوات التحالف بقيادة السعودية بالجنود في حربها باليمن.

* قال البرهان إنه كان من بين الشخصيات العسكرية التي أبلغت البشير بضرورة التنحي وسرعان ما صعد لاحقا كزعيم فعال في السودان.

* في الأيام الأولى من الحرب، تراجع الجيش أمام وحدات قوات الدعم السريع الأكثر خفة في جميع أنحاء العاصمة، ثم في وقت لاحق في دارفور وولاية الجزيرة جنوبي الخرطوم.

* وفي أوائل العام الحالي استعاد الجيش بعض المناطق، خاصة في أم درمان، المقابلة للخرطوم على الجانب الآخر من نهر النيل، مدعوما بطائرات مسيرة إيرانية الصنع، كما قالت مصادر. وتلقى الجيش أيضا الدعم من قوى خارجية منها مصر المجاورة، وسيطر إلى حد كبير على شمال وشرق السودان بما في ذلك بورتسودان المطلة على البحر الأحمر.

* اتهم سكان الجيش بقتل مدنيين في قصف عشوائي وهجمات جوية في أجزاء من الخرطوم ومناطق أخرى تسيطر عليها قوات الدعم السريع. ونفى الجيش هذه الاتهامات.

قوات الدعم السريع

* تعمل قوات الدعم السريع تحت قيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي. ويقدر محللون أن عدد القوات كان يبلغ نحو 100 ألف قبل بدء الحرب، ولها قواعد وانتشار في جميع أنحاء البلاد.

* حميدتي، وهو الآن في أواخر الأربعينيات، ترك الدراسة وبدأ العمل في تجارة الإبل في دارفور. ووفقا لمحمد سعد، وهو مساعد سابق، فقد حمل السلاح لأول مرة بعد أن هاجم رجال قافلته التجارية، وقتلوا نحو 60 شخصا من عائلته الكبيرة وسرقوا ماشيته.

* وتعززت مهاراته القتالية عندما تحالف الموالون له وغيرهم من القوات غير النظامية مع الحكومة للمساعدة في إخماد التمرد في دارفور في حملة تصاعدت في عام 2003. وأصبحت المجموعة تعرف باسم الجنجويد، وهو مصطلح مشتق من كلمة عربية تعني «شياطين على ظهور الخيل»، وهو ما يعكس سمعتهم المخيفة.

* اتهم ممثلو الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية مسؤولين حكوميين وقادة الجنجويد، دون تسمية حميدتي، بارتكاب إبادة جماعية وفظائع أخرى.

* ومع مرور الوقت، نمت قوات الدعم السريع وحصلت بدعم من البشير في عام 2017 على اعتراف رسمي باعتبارها قوة عسكرية. وبالتوازي مع ذلك، توسعت المصالح التجارية لحميدتي في مجالات تعدين الذهب والبنية التحتية والثروة الحيوانية وغيرها من المجالات.

* أثبتت قواته أنها خصم صعب المراس بالنسبة للجيش، إذ استولت على بعض قواعده واحتمت في مناطق سكنية فقدت فيها المدرعات الثقيلة والتكتيكات العسكرية التقليدية أفضليتها.

* اتهم سكان وجماعات حقوق إنسان وخبراء بالأمم المتحدة قوات الدعم السريع والمجموعات المسلحة المتحالفة معها بارتكاب هجمات على أسس عرقية في دارفور، وهي اتهامات نفتها قوات الدعم السريع.

اقرأ المزيد:

«صاروخ إيراني للبيع».. إعلانات في الأردن تثير السخرية

مصر تستورد وقودًا بـ3.3 مليار دولار خلال 3 شهور

سيناريو جديد للضربة الإيرانية.. طهران تتراجع وواشنطن تكشف مفاجأة

أهم الأخبار