الأمير مشعل في القاهرة غدا.. ماذا عن العلاقات الكويتية - المصرية؟

الأمير مشعل في القاهرة غدا.. ماذا عن العلاقات الكويتية - المصرية؟
الأمير مشعل والرئيس السيسي
الكويت: «خليجيون»

تعطي زيارة أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد، غدا الثلاثاء، إلى مصر دلالات عدة، كونها ثاني زيارة لدولة غير خليجية للأمير منذ توليه مقاليد الحكم، بعد الأردن، والتي تأتي تتويجا للعلاقات بين البلدين وترسيخا لأواصرها بين الشعبين.

وتأتي الزيارة في هذا التوقيت الحساس، إذ تعج المنطة بالكثير من الاضطرابات خصوصا العدوان على غزة، فضلا عن أوضاع اقتصادية متأزمة تركت آثارها على جمع دول المنطقة.

وترتبط كل من الكويت ومصر بعلاقات أخوية وثيقة وتاريخ حافل ممتد عبر عدة عقود، وتحظى برعاية وحرص القيادتين فيهما على تعزيزها والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية والعربية والعالمية.

وتعد زيارة الشيخ مشعل إلى القاهرة هي الأولى منذ توليه مسند الإمارة في ديسمبر الماضي، فيما زارها في 21 أكتوبر عام 2023 حينما كان وليا للعهد ممثلا للأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد في قمة القاهرة للسلام، كما زارها في 7 نوفمبر عام 2022 ممثلا لأمير البلاد في مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ والنسخة الثانية من قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وفق وكالة الأنباء الكويتية (كونا).

وفي 17 ديسمبر عام 2023 زار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الكويت، حيث قدم واجب العزاء في وفاة الشيخ نواف الأحمد، والتقى الشيخ مشعل الأحمد، معربا عن خالص التمنيات له بالتوفيق والسداد.

وسبقت تلك الزيارة زيارة رسمية للرئيس المصري إلى الكويت في 22 فبراير عام 2022 التقى خلالها أمير البلاد الراحل، وناقشا عددا من القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين وسبل التعاون المثمر بينهما في مختلف المجالات بما يخدم مصالحهما المشتركة.

القوات المصرية في حرب تحرير الكويت
القوات المصرية في حرب تحرير الكويت

العلاقات التاريخية بين الكويت ومصر

وتعود العلاقات بين البلدين إلى أواسط القرن التاسع عشر لكنها كانت مقتصرة على العلاقات التجارية، فيما شهد عام 1961 بداية العلاقات الدبلوماسية حينما قدم السفير الراحل عبد العزيز حسين في 20 ديسمبر من ذلك العام أوراق اعتماده الى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كأول سفير مفوض لدولة الكويت لدى مصر التي كانت من أوائل الدول التي اعترفت بسيادة الكويت واستقلالها.

وفي 19 مارس عام 1962 أرسلت مصر أول سفير لها لدى دولة الكويت، حيث قدم السفير محمد محمود عبد العزيز أوراق اعتماده إلى أمير البلاد الراحل الشيخ عبد الله السالم الصباح، لتبدأ مرحلة جديدة من العلاقات الوثيقة بين البلدين الشقيقين.

تطور العلاقات الثنائية

وشهدت العلاقات الثنائية تطورا مستمرا على مدار العقود الماضية من خلال التنسيق والتعاون المثمر في الميادين السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والتعليمية والإعلامية والقضائية والفنية والسياحية والصحية والزراعية إضافة إلى العلاقات الاجتماعية، وفق كونا.

وحققت العلاقات الثنائية إنجازات عديدة من خلال اللجنة المشتركة العليا بين البلدين للنهوض بالتعاون الثنائي في مختلف المجالات لاسيما السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية فيما عقدت اللجنة آخر اجتماعاتها في الكويت في شهر ديسمبر عام 2018.

ودائما أكدت الكويت دعمها الكامل لمصر في مختلف المواقف، وهو ما اتضح جليا في أمثلة عديدة منها دعمها الكامل للوحدة المصرية - السورية عام 1958 ووقوفها إلى جانب مصر في مواجهة عدوان يونيو عام 1967 وفي حرب أكتوبر عام 1973، فيما كانت مصر إحدى دول التحالف الدولي التي ساهمت في تحرير الكويت عام 1991 وكان لها دور فعال في عودة السيادة الكويتية على كامل أراضيها.

الكويت ثالث أكبر شريك تجاري واستثماري مع مصر
الكويت ثالث أكبر شريك تجاري واستثماري مع مصر

ومع إنشاء مجلس المعارف في الكويت عام 1936 توالت البعثات الكويتية إلى الخارج لرفع مستوى التحصيل العلمي للطلبة المبتعثين فشهد عام 1938 إيفاد بعثة من خمسة طلبة إلى مصر، ثم إرسال أربعة طلبة في عام 1939 أتبعها المجلس بإرسال 17 طالبا عام 1943 فيما تبنى الأزهر الإشراف على المعهد الديني في الكويت عام 1945.

البعثات التعليمية الكويتية في القاهرة

وفي عام 1945 افتتحت الكويت «بيت الكويت في القاهرة» للإشراف على شؤون الطلبة الدارسين هناك، ثم افتتح البيت رسميا في الأول من أكتوبر عام 1958 بحضور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والشيخ عبد الله الجابر الصباح رئيس دائرة المعارف الكويتية آنذاك.

وكان الطلبة الكويتيون يواصلون الدراسة التي توقف عندها التعليم في الكويت فينهون المرحلة الثانوية، ثم يلتحقون بجامعة القاهرة وما شابهها من معاهد عليا لمتابعة الدراسات الجامعية والعليا.

الكويت ومصر شراكة تجارية

وتحضر الاستثمارات الكويتية بقوة في كثير من القطاعات المصرية، حيث تسهم الحكومة والقطاع الخاص الكويتيان بشكل فاعل في تنمية وتطوير عجلة الاقتصاد المصري، فيما تعد الكويت ثالث أكبر شريك تجاري عربي بعد السعودية والإمارات باستثمارات تبلغ نحو 20 مليار دولار ورابع شريك تجاري عالمي بين الدول المستثمرة.

وتتوزع الاستثمارات الكويتية على كثير من المحافظات والمناطق المصرية لاسيما القاهرة والإسكندرية ومحافظات الدلتا والصعيد وتتنوع لتغطي كل الأنشطة الاقتصادية والمالية، حسب كونا.

وعلى صعيد العلاقات الإعلامية فإن البلدين وقعا في سبتمبر عام 1998 في القاهرة اتفاقية التعاون الإعلامي المشترك، التي تهدف إلى دعم التعاون في مختلف المجالات الإعلامية، فيما وقعت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) ووكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ) في سبتمبر عام 2017 ملحقا للاتفاقية لدعم وتوطيد العلاقات الإعلامية الثنائية وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الوكالتين في الخدمات التي تقدمها كل منهما.

اقرأ أيضا:

بيان كويتي سعودي مشترك يبعث برسائل قوية لإيران والعراق.. ويتناول قضايا فلسطين واليمن والسودان

ممثل وزارة الإعلام الكويتية: العلاقات بين مصر والكويت قوية وتاريخية

وعلى الصعيد البرلماني فإن التعاون بين مجلس الأمة الكويتي ومجلس النواب المصري متنام على الدوام عبر لجنة الصداقة المشتركة، وتبادل الزيارات والتنسيق المستمر في المحافل المختلفة بشأن القضايا الإقليمية والعربية والدولية.

وإضافة إلى العلاقات السياسية والاقتصادية والإعلامية هناك تعاون مستمر بين البلدين في المجالات العسكرية والأمنية والتعليمية والثقافية والرياضية والعلمية بما يسهم في تعزيز الروابط التاريخية بين البلدين وتحقيق مصالحهما

أهم الأخبار