موسم القمح يشيع أجواء تفاؤل في الجزائر

موسم القمح يشيع أجواء تفاؤل في الجزائر
حصاد القمح في تونس (الانترنت)
الجزائر: «خليجيون»

هيمنت حالة من التفاؤل في الجزائر بالحصول على إنتاج وفير من محصول القمح هذا العام مع زيادة مساحات الأراضي المزروعة والاستفادة من الأمطار الغزيرة طوال فصلي الشتاء والربيع.

وبدأ موسم الحصاد مطلع مايو الجاري بتسجيل أرقام أعلى من الموسم الماضي مما جعل المزارعين يتوقعون كميات كبيرة من القمح هذا العام بعد سنوات من الجفاف. ويأمل المستثمر مراد مراد أن تساهم مزرعته الموجودة في صحراء النمامشة بولاية خنشلة في شمال شرق الجزائر بقوة في محصول القمح هذا العام من أجل تقليل الاستيراد من خارج البلاد بداية من السنة القادمة.

تمويل الديوان الوطني

ويقول مراد «أنا مستثمر فلاحي في صحراء النمامشة في مساحة قدرها 160 هكتارا مزروعة كلها بالقمح وأنتجت بذورا. نحن نتوقع لهذه السنة إن شاء الله بين 6000 إلى 7000 قنطار في هذه القطعة كما نتوقع كذلك إنتاج محصول ما يقارب في الهكتار الواحد حوالي 60 إلى 70 قنطارا». ويضيف «نحن في إطار تمويل الديوان الوطني للحبوب بالبذور إن شاء الله من أجل المساهمة في الاكتفاء الذاتي للقمح لأن أرضنا تنتج ثمارا كثيرة إن زرعتها تحصد، كما يقال. إن شاء الله السنة القادمة ننتج أكثر من أجل ألا نستورد القمح من الدول الأجنبية».

وتتوقع وزارة الزراعة الجزائرية أن يصل إنتاج القمح هذا الموسم بين 50 و55 مليون قنطار مقارنة بمتوسط بلغ نحو 35 مليون قنطار في السنوات الماضية. وذكرت الوزارة أنه من الملاحظ ارتفاع حجم الإنتاج في الهكتار الواحد من 30 إلى 55 قنطارا، وذلك بفضل عمليات السقي الكثيفة عبر الأمطار أو الري التقليدي.

ويقول مراقب جودة القمح تاكواشت سامي «هناك عشرات الفلاحين يقومون بدفع وجمع محاصيلهم الزراعية لسنة 2024. وكما تشاهدون، نحن الآن في تقريب بين القمح الصلب والقمح اللين حيث استطعنا جمع 40 ألف قنطار. ما زالت عملية جمع المحصول متواصلة لحد الآن ونترقب أكثر».

ويضيف «كما نتمنى أن يكون الدعم الفلاحي وفيرا للمضي قدما نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي بنسبة كبيرة للوطن الجزائري حتى نتمكن من التخلي نهائيا عن استيراد القمح الصلب».

الجزائر من أكبر مستوردي القمح في العالم

وتعتبر الجزائر من بين أكبر الدول المستوردة للقمح اللين في العالم وتحصل عليه من فرنسا بقيمة ما بين مليارين وثلاثة مليارات دولار سنويا. كما تتعامل الجزائر مع دول أخرى من بينها ألمانيا والأرجنتين وبولندا وأوكرانيا والولايات المتحدة وكندا وروسيا لتوفير الكميات المطلوبة من القمح.

ويقول ياسين كنزاري رئيس الغرفة الفلاحية لولاية خنشلة «نحن الآن في موسم الحصاد بمنطقة تجمع القمح اسمها الميتة. كما ترون اليوم هو اليوم الخامس، حصدنا تقريبا 100 ألف قنطار ويوم أمس كان 85 ألف قنطار منها 65 ألفا تتمثل في القمح الصلب و15 ألفا من القمح اللين على مستوى نقطة جمع الحبوب في منطقة عقلة البعارة».

ويضيف «الحمد لله مثلما تتابعون نحن واقفون على جبل من القمح لليوم الخامس وأيضا نحن نتبع استراتيجية السيد رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون والرامية إلى توفير الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي ونحن كمهنين وفلاحين وكغرفة فلاحية نرافق الفلاح في هذه المهمة».

وتحتل الجزائر المرتبة الثالثة عالميا بعد مصر في استيراد القمح، ويبلغ الاستهلاك الفردي سنويا نحو 100 كيلوغرام، وهو ما يمثل الضعف مقارنة بالاتحاد الأوروبي وثلاثة أضعاف باقي دول العالم. ومن أجل تفادي أي ضغط داخلي على الطلب وارتفاع مفاجئ للاستهلاك المحلي، قررت الحكومة الجزائرية في وقت سابق حظر تصدير المواد الغذائية الأساسية ومن بينها السكر والزيت ومشتقات القمح طبقا لتوجيهات من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.

اقرأ المزيد:

«أمن قومي».. لماذا تخشى أميركا الاستثمار التكنولوجي في دول الخليج؟

دير البلح.. ملاذ «هش» يئن بآلاف النازحين من رفح

تراجع استخراج المعادن يثير قلق «الطاقة الدولية»

أهم الأخبار