«خليجيون»| هل انطلق قطار «التطبيع» السعودي مع اسرائيل من محطة الظهران؟

«خليجيون»| هل انطلق قطار «التطبيع» السعودي مع اسرائيل من محطة الظهران؟
بايدن وبن سلمان في لقاء سابق. (أرشيفية)
القاهرة: نصر عبد المنعم

بين تطبيع مؤجل مع الكيان الصهيوني وصولا إلى ملفات النفط والطموح النووي السعودي.. بدأت تتبلور اليوم ملامح اتفاق استراتيجي بين الرياض واشنطن في انتظار التوقيع، وهو ما عده محللون ذروة «الصعود الكبير» للدور السعودي في المنطقة، لكنهم استبعدوا أن يكون بداية علاقة طبيعية بين تل أبيب والرياض.

مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، حل ضيفا الأحد على مدينة الظهران السعودية، لإجراء محادثات، بشأن اتفاق محتمل للتعاون في مجال الطاقة النووية المدنية، وذلك في إطار ترتيب أوسع تأمل واشنطن بأن يؤدي لاحقا إلى تطبيع العلاقات بين الرياض وإسرائيل.

ووفق وكالة الأنباء السعودية «واس»، فإن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، ناقش مع سوليفان، «الصيغة شبه النهائية للاتفاقيات الاستراتيجية» بين بلديهما، والتي «قارب العمل على الانتهاء منها».

مسار طبيعي للعلاقات

التسريبات الأولية للاتفاق الأميركي-السعودي يراها المحلل السياسي المصري والباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية د.عمرو الشوبكي امتدادا طبيعيا لمسار العلاقة الاستراتيجية بين واشنطن والرياض، التي تعود بدايات تأسيس المملكة الحديثة، حتى وإن شابها العديد من الخلافات خاصة في عهد الرئيس جو بايدن.

وبلفت الشوبكي في اتصال مع «خليجيون» -من القاهرة - إلى أن الولايات المتحدة أصبحت «أكثر براجماتية» في التعامل مع الجانب السعودي وفق مصالحها، و«بعيدا عن ربطها بقانون الحريات وحقوق الإنسان».

ويرى الخبير السياسي المصري أن «واشنطن ما تزال تمسك بأوراق اللعبة والضغط في ملفات المنطقة، لا سيما ملف القضية الفلسطينية، لكنه يستبعد موافقة الرياض على صفقة النووي مقابل التطبيع، معللا ذلك «بالمكانة الروحية والدينية للسعودية، التي تمنعها من التطبيع مع الكيان المحتل في ضوء عدوان وإبادة يمارسها على الشعب الفلسطيني».

ولا يجد المحلل السياسي المصري بديلا لتعهد دولة الاحتلال بحل الدولتين والالتزام بالمسار السياسي المحدد زمنيا لإقامة الدولة الفلسطينية بضمانة أميركية، معتبرا أن هذا الالتزام «هو السبيل الوحيد لموافقة محمد بن سلمان على التطبيع المشروط مع إسرائيل».

تعزيز لقوة بن سلمان

ويشير الدكتور عمرو الشوبكي إلى أن ثقل المملكة العربية السعودية والاتفاقات الاستراتيجية المزمعة مع الولايات المتحدة تعزز في النهاية من قوة المملكة ونفوذ محمد بن سلمان في المنطقة.

ماهي مصلحة واشنطن؟

قد يكون لهذا الاتفاق مكاسب استراتيجية وتجارية، إذ لم تخف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أملها في التوسط بترتيب طويل الأمد ومتعدد المراحل يقود السعودية وإسرائيل نحو تطبيع العلاقات.

وتعتقد الإدارة أن الدعم السعودي للتطبيع ربما يتوقف جزئيا على إبرام اتفاق نووي مدني.

وتتمثل الفوائد الاستراتيجية في دعم أمن إسرائيل، وبناء تحالف أوسع ضد إيران، وتعزيز العلاقات الأميركية مع واحدة من أغنى الدول العربية، في وقت تسعى فيه الصين إلى توسيع نفوذها في الخليج.

وستكون الفائدة التجارية في وضع قطاع الصناعة الأميركي في موقع رئيسي للفوز بعقود بناء محطات الطاقة النووية السعودية، حيث تتنافس شركات الطاقة النووية الأميركية مع نظيراتها في روسيا والصين ودول أخرى على الأعمال التجارية العالمية.

لغز الإصرار الأميركي على التطبيع

المحلل الفلسطيني أسامة شعث يفسر اللهاث الأميركي خلف بن سلمان للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي بورقة «التوت الأخيرة»، التي ستنقذ بايدن في انتخابات الرئاسة الأميركية في ظل منافسة شرسة مع ترامب.

ويضيف الخبير الفلسطيني لـ«خليجيون» أن «بايدن يريد أن يقدم إنجازا سياسيا مدويا للوبي الصهيوني وأعضاء حزبه كونه الرئيس الأميركي، الذي صنع اتفاقية التطبيع الأهم بين الدول العربية وإسرائيل منذ اتفاقية كامب ديفيد مع الرئيس السادات».

بايدن يطمح للجائزة

تأمل الولايات المتحدة في إيجاد سبيل لمنح السعودية عددا من المطالب مثل اتفاق نووي مدني وضمانات أمنية ومسار نحو إقامة دولة فلسطينية، وذلك في مقابل موافقة الرياض على تطبيع العلاقات مع إسرائيل.، وفق تقرير لرويترز.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال 7 مصاظر مطلعين لرويترز إن إدارة بايدن والسعودية «تضعان اللمسات النهائية» على اتفاق بشأن الضمانات الأمنية الأميركية والمساعدة النووية المدنية للرياض.

لكن التطبيع الأوسع بين إسرائيل والسعودية، والمتصور في إطار «الصفقة الكبرى» في الشرق الأوسط، لا يزال بعيد المنال.

اقرأ أيضا: مرض خطير ينتشر وسط اللاجئين في لبنان

فرنسا تحاكم 3 من مسؤولي نظام بشار الأسد بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية

أهم الأخبار