خليجيون| هل انطفأت نيران الحرب المحتملة بين حزب الله وإسرائيل؟
اعتبر محللون سياسيون أن قرار هجوم حزب الله على إسرائيل ليس مُستبعدا، لكنهم حذروا من تبعات كثيرة قد تؤثر على منطقة الشرق الأوسط، في الوقت الذي تمارس الولايات المتحدة الأميريية الضغوط على إسرائيل حتى لا تُقدم على هذه الخطوة.
وفي الشهر الماضي، توالت المواقف الدولية والداخلية التي تحذر من الدخول في حرب شاملة بين إسرائيل و«حزب الله» على وقع ارتفاع مستوى التصعيد العسكري بين الحزب والدولة العبرية، لكن الاشتباكات المحدودة مستمرة على الوتيرة نفسها التي بدأت منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر الماضي.
وفي حين ترى أطراف ما يعرف بمحور «المقاومة» أن سلوك حزب الله السياسي والعسكري هو جزء أصيل من المقاومة فإن هناك من، يعتبر حزب الله «دولة داخل الدولة، ولا تملك الحكومة الوطنية ولا القوات المسلحة اللبنانية القدرة على مواجهته، الأمر الذي قد يؤدي إلى جر لبنان إلى حرب مع إسرائيل بمفردها» وفق تقرير نُشر مؤخرا في مجلة «فورين أفيرز».
جيش إسرائيل مُنهك
ويلحظ الكاتب والمحلل السياسي اللبناني محمد سعيد الرز في تصريح إلى «خليجيون» «ارتباكا واسعا يعتري مواقف المستوى السياسي والعسكري الإسرائيلي تجاه لبنان» مشيرا إلى أن «معظم التهديدات تختتم بالدعوة لحل سياسي».
وتزايدت مخاوف اللبنانيون من احتمال اندلاع حرب أخرى بين إسرائيل وحزب الله، في ظل الأحداث الاقتصادية المتأزمة التي يشهدها لبنان منذ عام 2019. وفي الوقت نفسه يؤيد طيف واسع من اللبناييون حقوق الفلسطينيين ويدينون إسرائيل بسبب ما ترتكبه من تحركات عسكرية في غزة، وتشير نتائج إستطلاع رأي أجراه «البارومتر» أن «دعم دور حزب الله في الشأن الإقليمي ارتفع بين اللبنانين غير الشيعة، وأن هذا يرجع إلى مقاومة الجماعة لإسرائيل في أعقاب الحرب في غزة».
وعن حرب موسعة في لبنان يقول الرز «الحكومة الإسرائيلية تدرك حجم الثمن الذي ستدفعه اذا غامرت بالحرب الموسعة مع لبنان» منوها إلى أن «إسرائيل لم تعد تحتمل الصواريخ التي تسقط على مراكزها العسكرية في كل من الجليل وصولا إلى عكا إضافة إلى تهجير نحو 100 الف من مستوطنيها». ويضيف «لا يمكن الدخول في حرب جديدة بجيش مُنهك منذ عشرة أشهر، ودون دعم كامل من الولايات المتحدة الغارقة في انتخاباتها الرئاسية» مؤكدا أن «مجمل هذه التطورات تشير إلى بقاء حالة الإستنزاف الإسرائيلية القائمة الآن سواء في غزة أو في شمال فلسطين مع ترجيح حصول مفاجآت ميدانية تزيد في مآزق إسرائيل وتعمق انقساماتها الداخلية».
ضغوط أميركية
ويشير دكتور أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة د.مصطفى كامل السيد، إلى «ضغوط أميركية على إسرائيل بإن لا تغامر بالإقبال علي الهجوم وبدء الحرب على حزب الله». ويؤكد في تصريح إلى «خليجيون» أن «مهاجمة إسرائيل حزب الله سوف يترتب عليه أيضا قيام الأخيرة بضرب أهداف هامة في إسرائيل» لافتا إلى إنه «ليس من المؤكد أن تقوم إسرائيل بهذا العمل، ولكن في نفس الوقت الأمر ليس مُستبعدا تماما». ويتابع «أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يهتم بإطالة الحرب سواء في الجنوب في قطاع غزة، أو توسيع نطاق العمليات العسكرية مع حزب الله في لبنان» مشيرا إلى أن «ذلك يضمن له الإستمرار في منصبه».
ولا يعتقد أستاذ العلوم السياسية أن «حزب الله سوف يبادر بشأن هجوم واسع على إسرائيل» مؤكدا أن «ما يقوم به حزب الله هو خطوات محسوبة ردًا على اغتيال قيادات هامة في حزب الله». ويقول «أن حزب الله يدرك أن الشعب اللبناني لا يحبذ الدخول في مواجهة عسكرية واسعة مع إسرائيل، وإنه يضع في الحسبان عدم اغضاب الشعب اللبناني، وذلك من أحد أسباب عدم اتخاذ حزب الله المبادرة بتوسيع نطاق عملياته في إسرائيل».
ويوضح استطلاع الباروميتر العربي «أنه على الرغم من كون حزب الله قوة دافعة في السياسة اللبنانية، وتمتعه بمستويات عالية من الدعم بين السكان في جنوب وشرق البلاد، فإنه لا يحظى بدعم واسع النطاق في جميع أنحاء البلاد.ومع ذلك فإن العديد من اللبنانيين يتعاطفون مع بعض مواقف حزب الله الأساسية».
ايران ورقة ضغط
وعن استخدام إيران كورقة ضغط على إسرائيل، يوضح كامل أن «تصريحات الحكومة الإيرانية المتعلقة بهذا الشأن تؤكد أن قيام إسرائيل بمهاجمة حزب الله يمكن أن يؤدي إلى توسيع نطاق المواجهات في الشرق الاوسط». ويضيف «لا شك أن إسرئيل والولايات المتحدة تأخذ ذلك موضع الإعتبار»، لافتا إلى «إنه ليس من المؤكد أن إسرائيل سوف تقوم بهذا العمل العسكري ولكنه ليس مستبعد تماما».
ويتبادل حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي إطلاق النار منذ أكثر من تسعة أشهر في أعمال قتالية اندلعت بالتوازي مع الصراع في غزة مما أثار مخاوف من حرب شاملة بين الخصمين، وقال جيش الاحتلال، الجمعة، إن أحد جنوده قُتل بالقرب من الحدود مع لبنان، الخميس، وأعلن عن قصف موقع في سوريا.
الحل في اتفاق 1701
وفي السياق نفسه، يرى عبد الله نعمة، المحلل السياسي لبناني، أن «الحرب بين حزب الله وإسرائيل مندلعة منذ عشرة أشهر» لافتا إلى «هناك نصف مليون لبناني مُهجر من الجنوب اللبناني بسبب هذه الحرب، وأربعة الآف وحدة سكنية ومحلات دمرت بالكامل، إضافة إلى بعض البلدات قد مسحت بالكال نتيجة الغارة الجوية الإسرائيلية على لبنان، وعدد كبير من الشهداء والجرحى اللبنانيين».
ويقول في تصريح لـ «خليجيون» أن «هناك ضوابط متفق عليها بين لبنان وإسرائيل منذ حرب 2006 والتي أسفرت عن اتفاق 1701 من الأمم المتحدة». ويؤكد نعمة على «ضرورة تطبيق هذا الاتفاق» معتبرا «إنه الحل بين لبنان والكيان الإسرائيلي، وإنه سيكون الرابط الأساسي في المفاوضات بين الطرفين». ويستبعد الباحث اللبناني «قضاء إسرائيل على حركة المقاومة الفلسطينية - حماس» وأيضا «قدرة إسرائيل القضاء كليا على حركة حزب الله».
قرار الحرب وارد
وفي الوقت نفسه يقول أن «قيام إسرائيل بحرب مفتوحة على حزب الله وارد في كل لحظة، خاصة أن مصلحة نتنياهو استمرار هذه الحرب، حتى لا يحاكم بسبب جرائمه». ويؤكد أن «إسرائيل غير قادرة على الانتهاء من حزب الله» منوها إلى أن «حزب الله يملك السلاح والمقاتلون بأعداد كبيرة، فضلا عن أن لبنان مفتوح وهناك أخرى تدعم الحركة مثل حركة أمل والجماعات الإسلامية وكل القوى الممانعة والجيش اللبناني أيضا».
ويضيف «الشعب اللبناني لا يخشى إسرائيل، ويقولوا (أهلا وسهلا بالمعادلة العسكرية بين حزب الله والقوى الوطنية)»، لافتا إلى «أن حزب الله قد أعلن سابقا في حالة إقدام أسرائيل على حرب مفتوحة مع لبنان سنقوم بضربة استباقية إلى الأراضي المحتلة».
وفي يونيو الماضي، قال حسن نصر الله أن «الجبهة اللبنانية حاضرة بقوة على طاولة مفاوضات إطلاق النار في غزة، وأن الجيش الإسرائيلي لا يعترف بخسائره » و«أن عمليات حزب الله ساهمت في استنزاف القوات الإسرائيلية على عدة أصعدة في جبهة الشمال»، فيما أعلن جيش الاحتلال في وقت لاحق «خطط هجوم على لبنان»، فيما قتلت الغارات الإسرائيلية أكثر من 400 لبناني، أكثرهم من مقاتلي حزب الله، و80 ضحية من المدنيين اللبنانين.
اقرأ المزيد:
محمد رمضان يعتذر للشاب المصفوع.. «من شيم الكبار»
تعديل وزاري مفاجئ في الإمارات.. نجل محمد بن راشد وزيرا للدفاع