دلالات توقيت تصعيد ميليشا الحوثي الإرهابي ضد الإمارات

دلالات توقيت تصعيد ميليشا الحوثي الإرهابي ضد الإمارات
منار أحمد

سلطت تقارير اعلامية، خلال هذه الفترة الضوء على تصعيد ميليشا الحوثي الايرانية هجماتها العدوانية على الإمارات من خلال توجيه مسيرات وصواريخ على المناطق الحيوية في البلاد، وذلك بعملتين خلال أقل من أسبوع.

وقد طرح الهجوم الحوثي وتصعيداته الإرهابية في هذا التوقيت على دولة الإمارات، جملة من التساؤلات حول أسباب وسياقات هذا التصعيد، بما في ذلك ارتباطاته بالقيادة الإيرانية وكيفية تفسير التصعيد.

ويبدو أن إطلاق صواريخ ومسيّرات "حوثية" ضد أهداف مدنية إماراتية في أبو ظبي يتعارض مع سياقات استئناف العلاقات الإيرانية، بما فيها علاقات أمنية ودبلوماسية، وهو ما يجعل إيران مطالبة بتقديم إجابات حول دورها في هذه العملية.

وكشف التقرير التالي عن اسباب شن ميليشا الحوثي هجمات ضد الامارات.

إيران

يرتبط التصعيد الحوثي ضد الإمارات بمرجعيات إيرانية متضاربة، فطهران مع بعض وكلائها في المنطقة "ميليشيا حزب الله اللبناني ومجاميع عراقية تابعة للحشد الشعبي العراقي" هي الداعم الرئيسي للحوثيين، من خلال تزويدهم بالأسلحة والمستشارين وخبراء من الحرس الثوري الإيراني، في مجالات تجميع الصواريخ والطائرات المسيّرة، وتتكرر إعلانات البحرية الأمريكية حول ضبط سفن إيرانية محمّلة بالأسلحة والمتفجرات في طريقها إلى الحوثيين في اليمن، بما فيها ضبط سفينة تابعة للحرس الثوري في خليج سلطنة عمان تحمل متفجرات في طريقها إلى اليمن، وهي السفينة ذاتها التي تم ضبطها قبل أشهر وهي تحمل أسلحة رشاشة للحوثيين.

كما يرتبط التصعيد الحوثي ضد الإمارات بمرجعيات إيرانية متضاربة، فطهران مع بعض وكلائها في المنطقة هي الداعم الرئيسي للحوثيين، من خلال تزويدهم بالأسلحة والمستشارين وخبراء من الحرس الثوري الإيراني

وبالتزامن مع كل ذلك، يبقى التصعيد الحوثي ضد الإمارات في إطار حسابات إيرانية مرتبطة بمفاوضاتها النووية في فيينا، والتي من الواضح أنّها تسير وفق استراتيجية تنفذها القيادة الإيرانية وهي: إطلاق يد الوكلاء في التصعيد، ليس في اليمن وحده، بل في لبنان وسوريا والعراق وفي قطاع غزة أيضاً، وباستخدام الصواريخ والمسيّرات الإيرانية، فيما تصدر طهران خطاباً دبلوماسياً متوازناً، وكأنّها لا علاقة لها بما يجري في هذه الساحات، لا سيّما أنّ علاقاتها ودعمها لهؤلاء الوكلاء أحد أبرز الملفات المطروحة للبحث والتفاوض، إلى جانب البرنامج الصاروخي والطائرات المسيّرة، والتدخل السلبي لفيلق القدس في المنطقة.

الحرب في اليمن

لا شكّ أن مجريات الحرب تشير إلى تحولات عميقة على الأرض تدل مخرجاتها على خسارات متوالية للحوثيين في العديد من المناطق والمحافظات، بما فيها محافظات جنوبية ووسطى، شملت معاقل حوثية في صعدة وعمران، وأهدافاً حيوية في صنعاء والمحافظات المحيطة بها.

ويدرك الحوثيون أنّ انخراط فيالق العمالقة المدعومة من الإمارات إلى جانب الجيش الوطني اليمني كان له الأثر الأبرز في تغيير موازين القوى في العمليات على الأرض، من هنا فمن غير الممكن عزل الصواريخ والمسيّرات الحوثية عن كونها جاءت في إطار ردود الفعل على دور الإمارات في الهزائم الحوثية الجديدة، والتي تقترب من دخول قوات الشرعية والعمالقة إلى مأرب، وقد أضعفت الضربات الجوية للتحالف قبضة الحوثيين داخل صنعاء وما حولها، ومؤكد أنّ محاصرة ميناء الحديدة من قبل قوات التحالف وحرمان الحوثي من استخدامه نقطة استقبال للدعم الإيراني، بما فيه من أسلحة وصواريخ، ستلعب دوراً باتجاه حسم المعارك ضد الحوثيين.

تطورات المعارك على الأرض تؤكد أنّها ليست في مصلحة الحوثيين، وما لم يخضع تقدم الجيش الوطني اليمني والعمالقة لحسابات سياسية، فإنّ الأسابيع القادمة ستكون حاسمة بمزيد من الهزائم للحوثيين، تتجاوز هدف إجبارهم على الجلوس إلى طاولة المفاوضات بظروف وسياقات جديدة عنوانها فقدان إحدى أهمّ أوراقهم، وهي السيطرة على الأرض.

حزب الله

ليس جديداً القول إنّ حزب الله اللبناني يشارك عبر مستشارين وخبراء في العمليات القتالية التي تجري في اليمن بالتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني، لكنّ حضور وانكشاف دور حزب الله في العمليات الأخيرة كان واضحاً ومعلناً، ليس فقط عبر فيديوهات تمّ بثها من قبل قوات التحالف لاجتماعات من قيادات حزب الله مع قيادات حوثية وإيرانية فقط، بل أيضاً من خلال اعترافات علنية من قبل كوادر حزب الله اللبناني "محمد رعد".

لكنّ الجديد حول دور حزب الله في اليمن، وفقاً لتسريبات أمنية جديدة، أنّ مستشاري حزب الله هم الذين اقترحوا خطة الهجوم الحوثي على مأرب، بهدف تحسين الموقف التفاوضي لإيران مع السعودية، وفي مفاوضات فيينا، وهو ما عارضه السفير الإيراني السابق لدى الحوثيين "حسن أيرلو"، والذي تؤكد مصادر أمنية موثوقة أنّه قُتل إلى جانب قيادات حوثية وخبراء من حزب الله اللبناني، في ضربات التحالف الجوية لمخابئ ومراكز تخزين وتجميع أسلحة وصواريخ إيرانية وأهداف عسكرية في مطار صنعاء على خلفية اختراقات أمنية واسعة، وهو ما ولّد خلافات بين إيران وأوساط من الحرس الثوري الإيراني مع حزب الله، وهو ما يفسّر دور حزب الله وإصراره في الردّ على الإمارات بهذه العملية.

أهم الأخبار