الذكاء الاصطناعي يعيد الحياة لنصوص فيلسوف يوناني دُفنت منذ ألفي عام تحت رماد فيزوف

الأربعاء, 7 مايو, 2025 - 12:47 م

في إنجاز علمي غير مسبوق، نجح فريق دولي من الباحثين في فك شفرة لفافة بردي متفحمة دُفنت تحت رماد بركان فيزوف المدمر عام 79 ميلادي، باستخدام تقنيات حديثة تجمع بين الأشعة السينية والذكاء الاصطناعي.

هذه اللفافة النادرة، التي تعرف باسم PHerc. 172، كشفت عن نص فلسفي مفقود للفيلسوف اليوناني فيلوديموس، بعنوان "عن الرذائل"، وهو عمل ينتمي إلى سلسلة متعددة المجلدات تعود إلى القرن الأول قبل الميلاد، ويُعتقد أنها كانت ضمن مكتبة فيلا رومانية فاخرة يُرجّح أنها كانت مملوكة لحمى يوليوس قيصر في مدينة هيركولانيوم، المجاورة لبومبي، والتي طمرها البركان أيضًا.

الحبر يظهر لأول مرة بالأشعة السينية

في سابقة من نوعها، أمكن رصد آثار الحبر القديمة على ورق البردي المتفحم من خلال التصوير بالأشعة السينية، وهو ما وصفه الدكتور مايكل ماكوسكر، خبير البرديات بجامعة كوليدج لندن، بأنه "حدث فريد"، مؤكدًا أن هذه هي أول مرة يُشاهد فيها الحبر داخل لفافة مغلقة ومحترقة دون الحاجة إلى فتحها فعليًا.

تحدي فيزوف: سباق عالمي لفك رموز الماضي

ويأتي هذا الاكتشاف ضمن "تحدي فيزوف"، وهي مسابقة دولية أطلقت عام 2023 لتحفيز الفرق البحثية على استخدام الذكاء الاصطناعي لمسح وقراءة اللفائف القديمة دون الإضرار بها. وفي إطار هذا التحدي، حصد فريق طلابي الجائزة الكبرى وقيمتها 700 ألف دولار بعد تطوير خوارزمية تمكنت من قراءة 2000 حرف يوناني داخل إحدى اللفائف.

كما حصل الباحثون شون جونسون، مارسيل روث، ومايكل نوفاك، على جائزة إضافية بقيمة 60 ألف دولار لاكتشافهم اسم المؤلف وعنوان العمل داخل اللفافة التي تم مسحها باستخدام منشأة دايموند سينكروترون المتقدمة في المملكة المتحدة.

"الاشمئزاز" و"الغرور": مفاتيح فلسفية من الماضي

تضمنت اللفافة كلمات مثل "الاشمئزاز"، ظهرت مرتين على الأقل في النص، مما يعطي لمحة عن طبيعة المواضيع التي تناولها العمل، مثل الغرور، الجشع، النفاق، وإدارة المنزل، وهي مفاهيم ما زالت حاضرة في النقاشات الفلسفية حتى اليوم.

ومن المنتظر أن يكشف المزيد من اللفائف، التي خضعت حديثًا للمسح في منشآت علمية متقدمة في أوروبا، عن كنوز فكرية جديدة من العالم القديم، بينما يواصل العلماء التحدي الأكبر: تحويل كميات هائلة من البيانات والصور إلى نصوص مقروءة ومنظمة.