روسيا والصين: استقرار منطقة الشرق الأوسط "ركيزة محورية" في هيكل الأمن الدولي

روسيا والصين: استقرار منطقة الشرق الأوسط "ركيزة محورية" في هيكل الأمن الدولي

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ اليوم الخميس أن استقرار منطقة الشرق الأوسط يعد "ركيزة محورية" في هيكل الأمن الدولي مشددين على أن تحقيق هذا الاستقرار يتطلب معالجة الأسباب العميقة للنزاعات وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

جاء ذلك في بيان مشترك أصدره الجانبان في ختام قمة ثنائية بينهما عقدت في موسكو عبرا من خلاله عن توافق وجهات نظرهما حول مجموعة واسعة من القضايا الدولية.

وفيما يخص الأزمة الأوكرانية حذر الجانبان من أن أي محاولة لتسوية الأزمة الأوكرانية ستظل "غير مجدية" ما لم تؤخذ في الاعتبار "الأسباب الجذرية" للصراع وفي مقدمتها "المخاوف الأمنية الروسية" التي يعتبرانها "العقبة الأبرز" أمام أي تسوية دائمة.

وحول الملف النووي الإيراني أكد الجانبان استعدادهما لتعزيز دورهما في هذا الملف "بما يضمن الحفاظ على التوازن الاستراتيجي" ويجنب المنطقة "تصاعد التوتر" وحذرا في الوقت نفسه من أي تصعيد عسكري "غير مبرر" أو خطوات قد تؤدي إلى "تفاقم الأوضاع".

وفي ما يخص الشأن السوري أكد البيان أهمية دعم وحدة سوريا وسيادتها مشددين على ضرورة مساندة الحكومة السورية في جهودها "لمحاربة الإرهاب والتطرف" في إطار الدفع باتجاه "استقرار إقليمي طويل الأمد".

وأعرب الجانبان عن قلقهما من السياسات الغربية الهادفة إلى "تطويق موسكو وبكين" عبر إنشاء تكتلات عسكرية موجهة ضد دول بعينها لا سيما تلك التي تتضمن أبعادا نووية معتبرين ذلك تهديدا مباشرا للأمن العالمي.

وشدد البيان على ضرورة التخلي عن "عقلية الحرب الباردة" ودعا إلى اعتماد الحوار "سبيلا وحيدا" لحل الخلافات الدولية.

وفي هذا السياق أعرب الطرفان عن معارضتهما "لتوسع" حلف شمال الأطلسي (ناتو) في آسيا محذرين من تداعيات ذلك على الاستقرار الإقليمي والدولي.

كما عبرا عن قلقهما "البالغ" إزاء تزايد خطر نشوب صراع نووي عالمي في ظل احتدام التوترات بين القوى الكبرى وأكدا التزامهما بمبادئ الردع الاستراتيجي بالتوازي مع الإعلان عن تعزيز التعاون العسكري والتقني بين البلدين تعبيرا عن عمق الشراكة الاستراتيجية القائمة.

وفي موقف داعم لبكين جددت موسكو تأكيدها الالتزام بمبدأ "صين واحدة" واعتبرت أن تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية في حين وجه الجانبان انتقادات حادة للولايات المتحدة متهمين إياها بالسعي إلى "عسكرة الفضاء" عبر تطوير منظومة (القبة الذهبية) وهو ما وصفاه بأنه "تهديد خطر للأمن الدولي".

واتفق الجانبان على أن أي جهد للحد من المخاطر الاستراتيجية سيكون "عبثيا" ما دامت المصالح الأمنية للدول النووية وفي مقدمتها روسيا والصين عرضة للتهديد.

ودان البيان نشر صواريخ تابعة لدول نووية خارج حدودها واعتبر ذلك "استفزازا يستهدف زعزعة الاستقرار العالمي".

وفي جانب متصل عبرت موسكو عن أملها في أن تظهر الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "تفهما أعمق" لحساسية الملف الأوكراني من وجهة النظر الروسية في وقت أشار فيه المتحدث باسم (الكرملين) دميتري بيسكوف إلى أن قنوات الحوار بين موسكو وواشنطن لا تزال مفتوحة.

يأتي هذا اللقاء في سياق زيارة رسمية يقوم بها شي جين بينغ إلى موسكو حيث من المقرر أن يشارك غدا الجمعة في الاحتفال ب(يوم النصر) الذي تحيي فيه روسيا الذكرى ال80 للانتصار على النازية في مناسبة تعكس البعد الرمزي للتعاون التاريخي بين البلدين.

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

أهم الأخبار