تبحثان ملفات مهمة خاصة بالأمن القومي العربي والتحديات السياسية الإقليمية..

غدا.. قمتا بغداد العربية والتنموية.. ملفات مصيرية وتحديات جسام

غدا.. قمتا بغداد العربية والتنموية.. ملفات مصيرية وتحديات جسام
انطلاق اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية
كونا

تحتضن العاصمة العراقية بغداد يوم غد السبت اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية الـ 34 واجتماع القمة التنموية بدورتها الخامسة في حدث مزدوج يجسد أهمية الدمج بين البعدين السياسي والاقتصادي في التعامل مع تحديات المنطقة الراهنة.

وهذه هي المرة الرابعة التي تستضيف فيها بغداد اجتماع قمة عربية بعد اعوام 1978 و1990 و2012.

وبينما يفتح «القصر الحكومي» أبوابه صباح غد لاستقبال القادة المتوقع حضورهم من الملوك والامراء والرؤساء الى جانب ممثلي منظمات دولية وأممية وكبار المسؤولين في الدول العربية فإن الشارع العربي يعول كثيرا على ان ترتقي القمة «العادية» الى مستوى الظروف «غير العادية» التي تعصف بالمشهد العربي والتحديات الاقليمية التي تنعكس على الواقع الامني والسياسي للدول العربية.

وسبق انعقاد القمة سلسلة اجتماعات تحضيرية بلورت الرؤى والافكار وأنضجت مشاريع القوانين لعرضها على القادة يوم غد لاسيما فيما يتعلق بالملفات المحورية الخاصة بالأمن القومي العربي والتحديات السياسية الاقليمية اضافة الى قضايا التنمية المستدامة والتعاون الاقتصادي والتكامل في مواجهة الازمات الاقليمية والدولية.

ومن المقرر ان تنطلق اعمال القمة العادية بكلمة البحرين رئيس الدورة العادية السابقة ثم كلمة العراق بعد تسلمه رئاسة الدور العادية الحالية ال34 ثم كلمة للأمين العام لجامعة الدول العربية فكلمات القادة العرب لتعقد بعدها جلسة عمل لاعتماد مشروع جدول الاعمال وبعدها اعتماد مشاريع القرارات واخيرا جلسة ختامية لقراءة اعلان بغداد ثم الكلمة الختامية لرئاسة المؤتمر وكلمة رئاسة القمة المقبلة العادية الـ35.

وما ان تنتهي القمة العادية حتى تعقد بعدها بمدة قصيرة القمة العربية التنموية الخامسة التي تفتتح اعمالها بكلمة لبنان رئيس الدورة السابقة ثم كلمة للعراق رئيس الدورة الحالية فكلمة الامين العام لجامعة الدول العربية وبعدها كلمات رؤساء الوفود واخيرا جلسة العمل لاعتماد مشروع جدول الاعمال وبعد ذلك اعتماد مشاريع القرارات.

ويتصدر المشهد الفلسطيني جدول أعمال القادة العرب في ظل استمرار اعتداءات قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وسقوط المزيد من الشهداء والمصابين وتفاقم الوضع الانساني الصعب مع استمرار الحصار المفروض على القطاع فضلا عن التدمير الممنهج للبنى التحتية والقطاعات الخدمية والصحية والسكنية.

وسيتناول القادة مشاريع ومبادرات تهدف إلى انهاء الحرب هناك والتوصل لحلول سياسية تستند للمبادرة العربية للسلام ولحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

كما يتوقع مناقشة مشروع دعم وايواء الأسر النازحة نتيجة الحرب داخل الاراضي الفلسطينية والتصدي لمحاولات التهجير.

كما لن يغيب عن قمة الغد تطورات المشهد الأمني والسياسي في سوريا وسط ترقب لأول مشاركة سورية في قمة عربية والتي تجسد عودة دمشق لحاضنتها العربية من جديد.

وسيبحث القادة العرب سبل دعم دمشق في مواجهة الوضع السياسي والامني الجديد والتضامن معها في مواجهة التحديات الراهنة فضلا عن بحث الدعم الاقتصادي لها.

ومن المقرر ان تبحث القمة كذلك تطورات الاوضاع في السودان وسبل دعم المشاريع التنموية في اطار مرحلة اعادة الاعمار بالإضافة الى الملف اليمني ودعم خطة الاحتياجات التنموية ومشاريع البنى التحتية فيها فضلا عن بحث الاوضاع الراهنة في لبنان وليبيا والصومال وجمهورية جزر القمر والنزاع الحدودي الجيبوتي - الارتيري.

وسينظر القادة العرب في عدد من البنود الدائمة على جدول الاعمال منها ملف احتلال ايران للجزر الاماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى وعمليات القوات التركية داخل الأراضي العراقية وملف سد النهضة الاثيوبي ومتابعة التفاعلات العربية مع قضايا تغير المناخ العالمية.

وعلى الصعيد التنموي فإن القمة العربية التنموية الخامسة ستتناول العديد من الملفات الاقتصادية والاجتماعية في اطار التكامل العربي المشترك وستناقش ملف الاستراتيجية العربية للأمن الغذائي وتطورات منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى واستكمال متطلبات اقامة الاتحاد الجمركي العربي.

كما ستبحث القمة التنموية الخطة التنفيذية للاستراتيجية العربية للأمن المائي في المنطقة العربية لمواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية للتنمية المستدامة.

وستناقش كذلك الإطار الاستراتيجي وخطة العمل التنفيذية للبرنامج الاقليمي للتمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة العربية وغيرها من الملفات.

وأعربت بغداد في اكثر من مناسبة عن حرصها على ان تكون قمتا يوم غد ناجحتين بكل المقاييس وبذلت لأجل ذلك جهودا مضنية على مدى أشهر لتأمين الحدثين لوجستيا وأمنيا وخدميا ونفذت العديد من المشاريع الخدمية وافتتحت فندقين لاستقبال الضيوف واحتضان الاجتماعات التحضيرية.

وعلى الصعيد الامني فإن بغداد ستستقبل ضيوفها غدا في ظل حظر شامل على جميع اشكال التظاهر في البلاد فرضته وزارة الداخلية حتى الـ 20 من مايو الجاري مع حظر حركة الدراجات ومركبات الحمل حتى الـ 18 منه وتعطيل الدوام الرسمي في العاصمة بدءا من الـ15 حتى الـ18 منه.

ووضعت اللجنة الامنية العليا التي يرأسها وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري خطة امنية لحماية الوفود والضيوف مع خطة طوارئ للحالات الطارئة ونظمت حركة الوفود بين مطار بغداد والمواقع الرئاسية والفنادق.

وحددت اللجنة 50 ضابطا من الشرطة لمرافقة الملوك والرؤساء وانتدبت 600 ضابط ومنتسب أمني لتأمين الحماية الشخصية للضيوف والوفود العالية المستوى بالإضافة الى تكليف عدد كبير من الضباط برتبة لواء للإشراف استخباريا على اماكن اقامة الوفود واختيار 100 ضابط للمشاركة في مواكب نقل الضيوف والدراجات النارية.

وأنشات وزارة الداخلية العراقية مركز عمليات متخصصا يعتمد على ثلاثة آلاف كاميرا مراقبة لتنسيق الحركات مع الاستعانة بقطاع الدفاع الجوي عبر قيادة العمليات المشتركة وطيران الجيش والقوة الجوية لتأمين سماء بغداد ومحيطها اثناء انعقاد القمة.

وأكدت بغداد ان خطتها الامنية لم تتضمن اي قطع في الطرق باستثناء بعض الطرق والمواقع القريبة من مقر انعقاد القمتين وانها خطة امنية وليست عسكرية ولن تكون هناك مظاهر عسكرية في الشوارع.

وبدورها أعدت امانة بغداد خطة خدمية في شوارع العاصمة وزينت الطرق الرئيسية بأعلام الدول العربية المشاركة وباللافتات الترحيبية بالضيوف كما نظمت برنامجا سياحيا خاصا بالوفود العربية لزيارة المواقع التراثية في بغداد.

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

أهم الأخبار