دولة الاحتلال تواجه "تسونامي دبلوماسي".. تحذيرات من عزلة دولية وانهيار اقتصادي وشيك

تشهد دولة الاحتلال الإسرائيلية ضغوطًا غير مسبوقة على الساحة الدولية، في ظل استمرارها في العمليات العسكرية في قطاع غزة، وسط مؤشرات متسارعة على تراجع مكانتها عالميًا، بحسب تقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، وصف الوضع الراهن بأنه "أدنى مستوى لمكانة إسرائيل الدولية على الإطلاق".
ووفقًا للتقرير، فإن ثلاثة من أبرز الحلفاء التقليديين لإسرائيل - بريطانيا، فرنسا، وكندا - وجهوا تحذيرات شديدة اللهجة، ولوّحوا بفرض عقوبات مباشرة إذا لم تتوقف العمليات في غزة. وجاءت هذه التحذيرات في وقت أعلنت فيه بريطانيا تعليق مفاوضات اتفاق تجارة حرّة جديد مع إسرائيل، إلى جانب استدعاء سفيرتها في لندن تسيبي حوتوفيلي لجلسة توبيخ رسمي، وفرض عقوبات على عدد من المستوطنين.
عزلة سياسية.. وعواقب اقتصادية
تشير الصحيفة إلى أن هذا التوجه الدبلوماسي التصعيدي يحمل أبعادًا اقتصادية بالغة الخطورة، لاسيما أن بريطانيا تُعد رابع أكبر شريك تجاري لإسرائيل، بحجم تبادل يصل إلى تسعة مليارات جنيه إسترليني سنويًا. وكان الاتفاق التجاري المزمع يشمل تحديثًا لمجالات حيوية كالتجارة الإلكترونية والاستثمارات، وهو ما يُعتبر ضروريًا لصناعة التكنولوجيا الفائقة التي تشكل أكثر من 70% من إجمالي صادرات إسرائيل.
ولم يقتصر التحرك الدبلوماسي على أوروبا، إذ أعربت مصادر في البيت الأبيض عن "إحباط متزايد" تجاه حكومة بنيامين نتنياهو، مشيرة إلى أن إسرائيل تقف كطرف معرقل أمام الجهود الدولية لإبرام صفقة شاملة لوقف الحرب.
خطوات تصعيدية من تل أبيب
في المقابل، أظهرت الحكومة الإسرائيلية موقفًا متصلبًا، حيث أمر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإعادة كبار أعضاء الوفد المفاوض من الدوحة، في خطوة فُسّرت على أنها رفض ضمني لأي تنازل تحت الضغط الدولي. وواصل نتنياهو التأكيد على مضي حكومته في العمليات العسكرية رغم التبعات المتصاعدة.
اتفاقات مهددة وشراكات على المحك
بحسب التقرير، فإن التهديد الأوروبي بإلغاء اتفاق الشراكة مع إسرائيل، وإن بدا بعيد التنفيذ حتى الآن، إلا أنه غير مسبوق في طبيعته. وتقدّر "يديعوت أحرونوت" الخسائر المحتملة من تعليق أو إلغاء الاتفاقات التجارية بعشرات المليارات من الدولارات، وهو ما يضع الاقتصاد الإسرائيلي - وخاصة قطاع التكنولوجيا - أمام خطر مباشر.
وكانت مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، قد أعلنت في وقت سابق عن مراجعة شاملة لاتفاقية الشراكة الأوروبية الإسرائيلية، على خلفية "الوضع الكارثي في غزة".
في السياق ذاته، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو أن بلاده، إلى جانب بريطانيا وكندا، بصدد الاعتراف رسميًا بدولة فلسطينية، في خطوة قد تشكل تحولا سياسياً جذرياً في الموقف الغربي من الصراع.
صورة "الدولة المنبوذة"
واختتمت يديعوت أحرونوت تقريرها بالتحذير من أن إسرائيل أصبحت، في ظل تصاعد الضغط الدولي وإصرارها على الاستمرار في الحرب، "أقرب ما تكون إلى دولة منبوذة على الساحة العالمية"، مشيرة إلى أن ما وصفته بـ"التسونامي الدبلوماسي" قد يحمل انعكاسات بعيدة المدى على مستقبل العلاقات الدولية لإسرائيل، واقتصادها على حد سواء.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك