"المفتاح السحري".. اكتشاف علمي يكشف الرابط الخفي بين ألزهايمر والصرع

"المفتاح السحري".. اكتشاف علمي يكشف الرابط الخفي بين ألزهايمر والصرع

في اكتشاف علمي واعد، توصل فريق من الباحثين في جامعة ساو باولو البرازيلية إلى آلية مشتركة قد تفسر العلاقة الوثيقة بين مرض ألزهايمر والصرع، وهما من أبرز الاضطرابات العصبية التي تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم.

وكشفت الدراسة، التي أُجريت باستخدام نماذج حيوانية، أن مقاومة الإنسولين في الدماغ تمثل "المفتاح السحري" الذي يربط بين المرضين. إذ تبيّن أن تعطّل مسار الإنسولين الدماغي يؤدي إلى تغيّرات مرضية تمسّ الوظائف المعرفية والنشاط الكهربائي العصبي، ما ينعكس في ظهور أعراض تشبه ألزهايمر والصرع معاً.

وأظهرت التجارب أن الفئران التي حُقنت بمادة "الستربتوزوتوسين" - المعروفة بإحداث مقاومة الإنسولين - عانت من ضعف في الذاكرة وزيادة في وتيرة النوبات التشنجية، ما عزز فرضية وجود قاعدة فسيولوجية مشتركة بين المرضين.

وأوضح الباحثون أن مقاومة الإنسولين في الدماغ تؤدي إلى: التهابات مزمنة في الأنسجة العصبية، اختلال في توازن النواقل العصبية، تراكم بروتينات ضارة مثل "أميلويد بيتا" و"تاو" المفسفر، وتلف في خلايا الحُصين، وهي منطقة دماغية ترتبط مباشرة بالذاكرة والتعلم.

المثير في النتائج أن العلاقة تبدو ثنائية الاتجاه، فكما أن مقاومة الإنسولين تؤدي إلى أعراض ألزهايمر والصرع، فإن الفئران المُعدلة وراثياً لتُظهر صفات الصرع أظهرت كذلك علامات جزيئية تشير إلى مرض ألزهايمر.

وتسلّط هذه النتائج الضوء على أهمية تبني مقاربات علاجية جديدة تراعي هذا التشابك البيولوجي المعقد بين الاضطرابات العصبية، بدلاً من التركيز فقط على علاج الأعراض.

وفي خطوة تالية، يعمل الفريق البحثي حالياً بالتعاون مع باحثين من جامعة هارفارد على دراسة عينات بشرية من مرضى الصرع المقاوم للعلاج، لفهم التغيرات الجينية والبروتينية المشتركة بشكل أعمق.

ويأمل العلماء أن تمهد هذه الدراسة الطريق لتطوير استراتيجيات علاجية أكثر دقة وفعالية تستهدف الجذور المشتركة بين المرضين، مما يفتح آفاقاً جديدة لتحسين نوعية الحياة لدى المرضى مستقبلاً.

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

أهم الأخبار