رحيل الفنانة السعودية سارة الغامدي بعد صراع مع السرطان.. ماذا نعرف عنها؟

غيب الموت الفنانة السعودية المعتزلة سارة الغامدي عن عمر يناهز 49 عامًا، بعد معاناة استمرت أكثر من عام مع مرض السرطان، حيث لفظت أنفاسها الأخيرة داخل المستشفى التخصصي في جدة، يوم الجمعة 23 مايو 2025.
وجاء إعلان الوفاة على لسان الإعلامية سُهى الوعل، التي نعتها بكلمات مؤثرة عبر حسابها على منصة "إكس"، ووصفتها بأنها لم تكن مجرد فنانة عابرة في حياتها، بل صديقة وأختًا قريبة من القلب، وقالت:
"رغم تعافيها لفترة قصيرة وعودتها للحياة الطبيعية، عاد المرض بشكل مفاجئ الأسبوع الماضي ليقلب كل شيء رأسًا على عقب."
من هي سارة الغامدي؟
اسمها الحقيقي نجاة بنت عبد الله الغامدي، من مواليد مدينة جدة عام 1975. درست علم النفس لكنها لم تُكمل تعليمها الأكاديمي، واتجهت إلى الفن في منتصف التسعينيات. كانت البداية من العاصمة الرياض، حيث نشأت في أحد الأحياء الشعبية، وقدّمت أولى أغانيها الوطنية عام 1996 بدعم من الملحن الراحل سامي إحسان.
برزت موهبتها الغنائية سريعًا، وحققت حضورًا لافتًا في أواخر التسعينيات، لكنها اختارت الانسحاب من الساحة الفنية عام 2008 بعد سلسلة من الأحداث الصعبة، واختارت التفرغ لحياتها الأسرية.
حياة متقلبة.. وقرارات مصيرية
تزوجت سارة الغامدي من المواطن مازن عسيري، وأنجبت منه طفلين، رعد ومحمد.رغم نجاحها الفني، إلا أن حياتها لم تخلُ من المنعطفات الحادة. ففي عام 2005، تعرضت للاعتداء في بيروت من قبل عناصر أمنية، خلال تواجدها مع زوجها والإعلامي بدر الفالح، ما تسبب لها بإصابات جسدية وكدمات، تبعها احتجاز مؤقت ورفع دعوى ضد المعتدين في ظل ظروف غامضة.
لاحقًا، واجهت محنة أخرى حين صدر ضدها حكم بالسجن على خلفية مشاركتها في حفلات خاصة وُصفت بـ"غير المرخصة". دخلت على إثرها سجن بريمان بجدة مطلع 2007، وأُفرج عنها في 2008 بعفو خاص بعد أن أظهرت سلوكًا حسنًا وحفظت ستة أجزاء من القرآن الكريم خلال فترة سجنها.
شائعات ومعارك إعلامية
لم تكن سارة بعيدة عن صخب الوسط الإعلامي حتى بعد اعتزالها. فقد واجهت شائعات طالت هويتها، حيث نُسبت لها أسماء غير صحيحة مثل "دينا" و"ديما"، نفتها بشدة مؤكدة أنها سعودية الأصل.
كما دخلت في خلاف إعلامي شهير مع الفنانة الكويتية شمس، اتخذ طابعًا شخصيًا، ووصل حد الاتهامات المتبادلة بين الطرفين، رغم محاولات الصلح من عدد من الإعلاميين، أبرزهم أميرة الفضل.
كما ارتبط اسمها بشائعة استضافتها في برنامج الإعلامية مي العيدان، وهو ما نفته مي بشكل قاطع، مؤكدة أنها لا تعرف سارة ولم تتواصل معها مطلقًا.
النهاية.. وقصة عزيمة
بعد سنوات من الغياب، عادت سارة إلى الواجهة بخبر صادم: إصابتها بورم خبيث في الوجه. خاضت رحلة علاج شاقة، أبدت خلالها صبرًا لافتًا، وتحسنت حالتها لفترة، قبل أن يعاود المرض هجومه الأخير.
برحيلها، تُطوى صفحة فنانة عرفت كيف تُقاوم وتحارب في صمت، وتُغادر الحياة تاركة خلفها قصة إنسانية ملهمة، فيها من الفن والجرأة ما يكفي لتخليد اسمها في الذاكرة.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك