دواء صيني تقليدي مضاد للملاريا يكشف عن فعالية كبيرة في إنقاص الوزن وتحسين التمثيل الغذائي

الأحد, 1 يونيو, 2025 - 12:56 م

أظهرت دراسة علمية حديثة إمكانية تحويل أحد الأدوية التقليدية المستخدمة في الطب الصيني لعلاج الملاريا إلى خيار واعد لمكافحة السمنة، بعد أن أثبت مركّب الهالوفوجينون (HF) قدرته على تنظيم الشهية وتعزيز حرق الدهون وتحسين المؤشرات الأيضية.

ويقود الدراسة فريق بحثي مشترك من جامعة العلوم والتكنولوجيا الصينية (USTC) بقيادة البروفيسور وينغ جيان بينغ، وبالتعاون مع الأكاديمي جون ر. سبيكمان من معاهد شنتشن للتكنولوجيا المتقدمة، حيث توصل الباحثون إلى أن هذا المركّب المستخرج من نبات "تشانغشان" التقليدي يفعّل آليات داخلية في الجسم تُسهم بفعالية في خفض الوزن.

واعتمدت التجارب على نماذج حيوانية، مثل الفئران والخنازير، التي تعاني من السمنة سواء نتيجة النظام الغذائي الغني بالدهون أو بسبب عوامل وراثية، وأظهرت النتائج أن العلاج بـHF ساهم في خفض الشهية وزيادة استهلاك الطاقة، مما أدى إلى تقليل الوزن وتحسين حساسية الإنسولين وتنظيم عمليات الأيض، بغض النظر عن جنس الحيوان أو طريقة إعطاء الدواء أو ظروف البيئة المحيطة.

ويحقق الهالوفوجينون تأثيره من خلال رفع مستويات بروتينين رئيسيين: عامل تمايز النمو 15 (GDF15) الذي يؤثر على مستقبلات GFRAL في الدماغ لتقليل الشهية، وعامل نمو الخلايا الليفية 21 (FGF21) الذي يُفرز من الكبد ويساعد على استهلاك الطاقة وتنظيم عمليات التمثيل الغذائي في الكبد والأنسجة الدهنية.

وما يميز هذا المركب، بحسب الباحثين، هو قدرته على تحفيز إفراز هذه العوامل من داخل الجسم، بدلاً من الحاجة إلى حقنها كعلاجات خارجية، مما يجعله أكثر كفاءة وسهولة من حيث الاستخدام والتكلفة.

كما كشفت الدراسة عن آلية إضافية لفعالية الهالوفوجينون، تتمثل في تثبيطه لإنزيم EPRS1، المسؤول عن إنتاج البروتينات داخل الخلايا، وهو ما اعتُبر الهدف الجزيئي الأساسي لتأثيره في إنقاص الوزن. في المقابل، لم تُظهر مركبات أخرى غير قادرة على تثبيط هذا الإنزيم، مثل MAZ السالبة، أي تأثير مشابه على الوزن أو على مستويات GDF15 وFGF21.

وتؤكد هذه النتائج القيمة العلمية الكبيرة للطب التقليدي الصيني، وتبرز إمكانات توظيفه في ابتكار حلول علاجية حديثة لمشكلات صحية معقدة كالسمنة، مما يفتح الباب أمام مزيد من الأبحاث في هذا الاتجاه الواعد.